منتزه بوترينت الوطني، واحد من أقدم المنتزهات والمواقع الأثرية في ألبانيا وأوروبا عمومًا، وتهتم له منظمة اليونسكو وبالتالي يعتبر وجهة سياحية لنشاط مميز لا غنى عنه عند زيارة ألبانيا، يقع في إقليم إبيروس الألباني شمال غرب اليونان، والتي ذكرها المؤرخ هوميروس بأنها الأرض الصلبة، على بُعد 14 كم من مدينة سارنده ويمكن الوصول إليه بسهولة على الطريق السريع إلى المدينة، يحتوي المتنزه على أطلال مدينة بوتروتوم القديمة والتي كانت يومًا ما مزدهرة في العهد اليوناني والروماني من بعده، وكانت مأهولة منذ عصور ما قبل التاريخ إلى أن هاجرها أهلها بسبب زلزال ضخم ضرب المدينة وأهدم الكثير من المنشآت، واليوم تحولت إلى منطقة سياحية مميزة في ألبانيا يزورها الآلاف سنويًا.
تاريخ وحدود المنتزه
أنشئت الحكومة الألبانية منتزه بوترينت الوطني عام 2000 بعد العديد من الحفريات الهامة التي أثبتت أهمية التراث التاريخي في هذه المنطقة، يبلغ المنتزه حوالي 94 كم مربع من المناطق الأثرية المحمية المختلفة والطبيعة الخلابة وحدود الطرف الساحلي لبلدية كساميل القريبة من الموقع، أكثر ما يميز المنتزه هو ما يحتويه من معالم أثرية عملاقة وصامدة إلى اليوم من مختلف الحقب التاريخية، فمثلًا ستجد هياكل من العصر البرونزي، وأسوار المدينة القديمة وبعض القلاع وأطلال الكنائس والمسرح الكبير من قرون مختلفة إلى القرن التاسع عشر، كما تحيط بتلك المواقع الأثرية العديد من الغابات الطبيعة التي تكونت بفعل الطبيعة مع أنظمة معقدة من الأحياء والكائنات والنباتات الغريبة، خاصة لأن الموقع يطل على بحيرة بوترينت العذبة مما يسمح بخصوبة الأرض، تلك البحيرة تصب بالنهاية في البحر الأيوني، هذا المزيج الفريد جدًا من نوعه يجعل المنتزه واحد من القِبلات السياحية في ألبانيا، وواحد من أهم النشاطات المميزة أثناء الرحلة.
اهتمام منظمة اليونسكو
بعد المجهود الكبير التي قامت به عدة عمليات لاستكشاف المنطقة قررت الحكومة الألبانية إنشاء المنتزه في عام 2000، ولكن بمساعدة من منظمة اليونسكو والبنك الدولي والذين اعتبروا الموقع من أحد المواقع الأثرية المهددة للخطر، وبفضل الجهود المتفانية للحفاظ على المواقع التاريخية خرج المنتزه من قائمة الخطر بحلول عام 2005، وهو الآن يشكل موروث ثقافي مهم وتهتم له الجامعات الأجنبية والمؤسسات المعنية بالآثار لدراسة تاريخ الموقع والتعرف أكثر على الحياة اليومية اليونانية ومن ثم الرومانية، فهو يعتبر مدرسة لحفظ الآثار والتدرب على عمليات الحفر والاستكشاف التاريخي، كما يُقام على المسرح القديم العديد من الفاعليات السنوية المهمة المنشطة للسياحة مع العروض الموسيقية الشعبية والحديثة، ويُقدر عدد الزوار سنويًا بحوالي 59 ألف زائر.
نشاطات سياحية
يمكنك الاستعانة بمرشد سياحي وأخذ جولة بين شوارع المدينة القديمة فيرجع بك الزمن إلى عهد لم تعرفه ولكن مع الشرح الوافي فأنت تتخيل وتتعرف على أسرار وخبايا هذا المكان، ويمكنك ارتداء ملابس القرون الميلادية الأولى وبذلك تعيش التجربة بكامل تفاصيلها، كما يمكنك تناول أطعمة يونانية وألبانية تقليدية داخل المطاعم القريبة من الموقع وزيارة أطلال الأسوار والأبراج المنتشرة بالمكان ومتحف الموقع الأثري الذي يحتوي على أدوات حقيقة من هذه العصور القديمة، في الموقع أيضًا يمكنك ممارسة بعض أنشطة الاسترخاء بين أحضان الطبيعة والغابات ومنابع البحيرة والقنوات المائية التي صنعها القدماء بأنفسهم، وفي أخر اليوم احجز تذكرة لحضور حفل موسيقي ساحر بين الأطلال والتماثيل مع الأضواء والإمكانيات الحديثة والتقنيات الصوتية، وبذلك تكتمل لديك جولة مميزة جدًا في أهم المواقع الأثرية في ألبانيا وبسعر زهيد مقابل تلك الخدمات الترفيهية.