وعلى هذا المنوال تأتي مكتبة شومان كي تكون المكتبة الأكبر في عمان وقارة أسيا بالكامل، والحقيقة أنه ليس من السهل أبدًا أن تقوم بتأسيس مكتبة من أجل هذا الغرض ثم تخرج في النهاية على صورة صرح عظيم مثل ذلك الذي يتواجد في عمان ويحمل اسم شومان، لكن هذا ما نجحت المكتبة في فعله بالضبط، ولابد أن الأفضلية التي تحظى بها هذه المكتبة لا تنبع فقط من كِبر مساحتها، فهذا أمر يُمكن لأي مكتبة في العالم توفيره بكل سهولة، بيد أنه ثمة ما يتواجد بهذه المكتبة ويجعلها مكتبة هامة وفارقة في المكتبات العربية والعالمية.

مكتبة شومان من الداخل

أول ما سيلفت انتباهك إلى مكتبة شومان مساحتها الكبيرة، لكن ليست هذه الميزة الوحيدة كما ذكرنا من قبل، فإذا تعمقنا أكثر داخل هذه المكتبة سوف تتضح لنا المميزات واحدة تلو الأخرى، والبداية مع التنظيم الذي تنعم به المكتبة لدرجة أن كل مجال أو علم من العلوم لها قسم كامل مُخصص باسمه ويضم بداخله كل الكتب التي تتعلق بها، تلك الكتب التي منها ما هو عربي خالص ومنها ما هو مُترجم من لغات أجنبية أخرى، كما أنه بالداخل أيضًا ثمة وجود جيد للكتب الأجنبية الأصلية الغير مُترجمة، وهي ستجد جمهورها داخل المكتبة بكل تأكيد، عمومًا، تضم شومان بداخلها ما يزيد عن العشرين المئة ألف كتاب، وطبعًا الغالبية العظمى في هذه الكتب تكون مُترجمة ونسبة قليلة للغاية كتب بلغتها الأصلية، وربما يكون وجود مثل هذه النوعية من الكتب سببًا في جذب السياح الأجانب، فلا يجب أن تندهشوا أبدًا عندما تعرفوا بأنه ثمة بعض الكتب التي تتواجد داخل مكتبة شومان ولا تتواجد في أي مكتبة أخرى في العالم.

بغض النظر عن الكتب، والتي هي طبعًا الأساس التي تتواجد من أجل المكتبات، فإنه ثمة أيضًا بعض الأمور الأخرى التي تُزيد بالتأكيد من قدر المكتبة، وعلى رأس هذه الأمور مثلًا الفاعليات والحفلات والمسابقات التي يتم تنظيمها، فأشهر حفلات التوقيع التي تُقام في قارة أسيا لأكبر الكتاب تقام في مكتبة شومان، والجميل حقًا في المكتبة أنها تقبل بالاشتراك السنوي والشهري، وبأجور رمزية للغاية، كما يُمكنك أن تُنظم رحلات مدرسية محلية ودولية إلى هذه المكتبة وتضمن أن تحظى بيوم رائع للغاية داخل جدرنها، والآن، ألا يزال هناك تفكير في الذهاب إلى مكتبة شومان عند التواجد في عمان؟