بالطبع نحن نتحدث عن مكتبة الإسكندرية العظيمة التي يرى البعض أنها تحتوي على أكبر إرث ثقافي من الكتب على ظهر كوكب الأرض، وهذه ليست مبالغة، فيكفي أن ترى المساحة الكبيرة للمكتبة والأعداد المهولة من الكتب الموجودة بها لتُدرك بنفسك أنك أمام مكتبة تستحق وصف أكبر من المكتبة، أجل كما تسمعون تمامًا، فمن النادر جدًا في العالم أن تُصبح مكتبة عادية مكان ثقافي جاذب للسياح، لكن مكتبة الإسكندرية فعلت ذلك حتى أنك إذا جلست لحصر الأماكن الهامة الجاذبة في مصر وقارة إفريقيا لن تنسى أبدًا ذكر هذه المكتبة، والآن، وبعد كل هذه التقدمة، بالتأكيد البعض منكم سيتساءل عن المميز في هذه المكتبة والذي يجعلها تحظى بكل هذا الزخم وكل هذه الأهمية، وهذا بالضبط ما ستجيب عنه السطور المقبلة.
المميز في مكتبة الإسكندرية
كي تعرف حقًا ما الذي يُميز مكتبة الإسكندرية فسوف يكون لزامًا عليك أن تدخل هذه المكتبة بنفسك وتقوم باستكشافها، وفي البداية، ومع أول خطوة لك داخل المكتبة، سوف تندهش من روعة التصميم والتميز الشديد في الشكل بأكمله، لن تصدق أصلًا أنك داخل مكتبة عادية مثل المكتبات التي نعرفها، ثم أن المساحة الكبيرة سوف تُسهم في زيادة هذا الانطباع بالاندهاش، بعد ذلك سوف تكون جولة الأقسام هي الشيء المبهر التالي في هذه المكتبة، فتقريبًا كل قسم يمتلك مجموعة من الكتب المخصصة يمكن أن تكون بابًا لمكتبة بحد ذاتها، فعلى سبيل المثال، هناك قسم للتاريخ يصلح أن يكون عشرة مكتبات في بعضها، وهكذا الحال قطعًا مع بقية الأقسام، لكن السؤال الهام، هل كِبر المساحة وكثرة الكتب دليل حقيقي على أهمية مكتبة من المكتبات؟ الإجابة بالتأكيد لا، فهناك الكثير من الأسباب التي تُرسخ هذا التميز الكبير.
في داخل مكتبة الإسكندرية أيضًا ثمة عدة مراكز هامة ومكتبات منبثقة، فهناك مثلًا مكتبة مخصص للمكفوفين تُعرف باسم طه حسين، وهي التي يتم فيها القراءة من خلال طريقة بريل الشهيرة، وأيضًا هناك المكتبة البصرية والسمعية، ومركز أرشيف إلكتروني متخصص، أضف إلى كل ذلك وجود متحف كبير للكتب، وهي فكرية عبقرية بكل تأكيد ولا تقل عن فكرة المعارض التي يتم تنظيمها سنويًا في هذه المكتبة، فمن المعروف للجميع أن مكتبة الإسكندرية تحتضن سنويًا معرض الإسكندرية الذي يُعتبر من أقدم معارض الكتب الموجودة في العالم بأكملها، وهذا أمر يزيد المكتبة أهمية بكل تأكيد ويجعلها من أفضل المكتبات الموجودة في العالم بأكمله.