معبد الأقصر الكبير

تتميز مصر باحتوائها على العديد من المعابد الأثرية القديمة مثل معبد الأقصر الكبير ومعبد الكرنك ومعبد أبو سمبل بمحافظة أسوان، ويعد هذا المعبد هو الثاني من حيث العراقة والقدم بعد معبد الكرنك العتيق، فهل تود معرفة كل شيء عن المعبد؟

مصر - معبد الأقصر الكبير

موقع المعبد

يقع معبد الأقصر الكبير في مدينة الأقصر وتحديدًا بالقرب من مسجد أحمد نجم ومقهى كافيه لاتيه، وأيضًا يجاور المعبد مطعم ماكدونالدز الأقصر الشهير، ولكي تصل إلى المعبد من مدينة القاهرة يلزمك أن تركب سيارة من وسط البلد سواء رمسيس أو ميدان التحرير، وهي سوف توصلك إلى ميدان رمسيس الثاني بمدينة الأقصر ومن الميدان يمكنك أن تركب سيارة صغيرة ستوصلك إلى معبد الأقصر بكل سهولة، أما إن كنت تنوي الوصول إلى مدينة الأقصر عن طريق القطار فيلزمك أن تذهب إلى خط السكة الحديد المتواجد في رمسيس وتحجز تذكرة منه إلى مدينة الأقصر، وسوف تستغرق عملية الوصول من القاهرة للأقصر بالقطار ما بين الست ساعات إلى السبعة تقريبًا، وسوف يوصلك القطار إلى محطة السكة الحديد الموجودة بالأقصر وهي بجوار كنيسة الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا.

وأيضًا يجاور محطة السكة الحديد ميدان رمسيس الأقصري والذي سوف تركب منه سيارة تذهب إلى معبد الأقصر الكبير مباشرة، فالمسافة ما بين ميدان رمسيس والمعبد صغيرة جدًا ولن تستغرق سوى بضعة دقائق فالأمر سهل يستلزم فقط النية منك.

أسباب تشييد المعبد

نأتي هنا للحديث عن تاريخ معبد الأقصر وأولى الأشياء التي سنبدأ بها هي أسباب بناء المعبد من الأساس، يقول المؤرخون إن أول حجر وضع في أرض معبد الأقصر الحالية كان في عهد الحاكم الفرعوني أمنحتب الثالث، حيث قام هذا الحاكم بإصدار قرار ببناء المعبد تقديسًا لثالوث طيبة حتى يتم قبوله حاكمًا شرعيًا على الشعب المصري العظيم، فقد كان الشعب المصري الفرعوني لديه بعض الشروط لكي يصل أي شخص إلى سدة الحكم، وأهم هذه الشروط هي أن يكون الشخص ابن الحاكم الفرعوني السابق وأمه ملكة من سلالة نقية لا غبار عليها، أو أن يكون الشخص قد تزوج من بنت الفرعون السابق ويستلزم أن تكون هذه البنت هي الأكبر لأبيها، وللأسف كان الحاكم أمنحتب لا يمتلك أي مقوم من هذه المقومات ولذا قام بإجراء حيلة على الشعب المصري، وهذه الحيلة تتلخص في أنه قام بإثبات ولادته المقدسة على جدران المعبد وتحديدًا بغرفة الولادة الشهيرة، وولادته المقدسة هنا تعني أنه ينسب إلى الإله آمون إله الريح والشمس والخصوبة عند المصريون القدماء.

وبذلك ينخدع الشعب المصري بتنصيب هذا الشخص حاكمًا عليهم ولكن خدعته تلك لن تمر إلا بمباركة أعلى سلطة في مصر خلال تلك الآونة، وهي سلطة كهنة المعبد وخاصة كهنة الإله آمون حيث استطاع إسكاتهم بالمال والتزيين حتى يوافقوا على تعيينه حاكمًا لمصر، وقد وضع أمنحتب الثالث صورة للإله آمون على جدران المعبد ويطلق على تلك الصورة آمون رع كا موت اف وهي تعني آمون رع ثور أمه.

تاريخ تشييد المعبد

بني معبد الأقصر الكبير على ثلاثة مراحل رئيسية وأولى هذه المراحل هي التي جرت من قبل الحاكم الفرعوني أمنحتب الثالث، ويقول المؤرخون أنه قبل بناء المعبد من قبل الحاكم أمنحتب الثالث كانت توجد آثار لبقايا مقصورة مقدسة قديمة أو معبد على الأرجح، ويرجع تاريخ هذه البقايا القديمة إلى الأسرة الثانية عشر أي في العصور المصرية الوسطى، عامة بدأ الحاكم أمنحتب الثالث بتشييد المعبد الجديد لكي يقنع المصريين بأحقيته بالحكم عن طريق اتصاله بالإله آمون العظيم، بعد ذلك جاءت المرحلة الثانية وذلك في عصر الملك تحتمس الثالث ووصيته الملكة حتشبسوت زوجة الملك تحتمس الثاني، وقد قاما هاذين الملكين ببناء ثلاثة مقصورات مقدسة لثالوث طيبه الشهير وقد كانت هذه المقصورات في مكان واحد ولذا فهما يعدان مبنى واحد صغير.

ثم نأتي للمرحلة الثالثة وهي في عهد الملك الفرعوني رمسيس الثاني وقد قام هذا الملك بإعادة ترميم الثلاثة مقصورات التي بنيت من قبل في عهد الملكة حتشبسوت وابنها الملك تحتمس الثالث، ولكن الملك رمسيس الثاني بعد ترميمه للمقصورات الثلاث قد محى اسم الملكية المؤسسين لها وسجل اسمه عليها، بعد ذلك أمر بإنشاء فناء واسع به اساطين بردية وأمامه مباشرة قام ببناء صرح كبير، وبذلك تكون اكتملت مراحل البناء الثلاثة لمعبد الأقصر الكبير.

وصف معبد الأقصر

لكي تدخل إلى معبد الأقصر الكبير عليك أن تمر بالبرج الأول الذي يصل ارتفاعه إلى أربعة وعشرين متر تقريبًا، والذي أمر ببناء هذا المتحف هو الملك رمسيس الثاني وقد قام هذا الأخير بتزيين البرج ببعض الرسومات التي تظهر انتصاراته الحربية وخاصة في معركة قادش، أما عن المعبد من الداخل فهو يبدأ بطريق أبو الهول وهذا الطريق عبارة عن ممر واسع يوجد على جانبيه العديد من تماثيل أبو الهول الأسطوري، والممر مرصوف بالبلاط المصنوعة من الحجارة وهي لا زالت على هيئتها من مئات السنين، وقد تم تشييد هذا الطريق وتلك التماثيل في عهد الملك نفتنبو الأول أحد ملوك الأسرة الثلاثين، ويوجد على جانبي الطريق أربعة وثلاثين تمثال لأبو الهول كل واحدة منهم على قاعدة مستطيلة تصل أبعادها إلى ثلاثمائة وثلاثين سنتي متر في مائة وعشرين سنتي متر تقريبًا، وقد تم تشكيل التمثال من الحجر الرملي عن طريق النحت داخل كتلة واحدة فقط.

ورأس التمثال هي للملك نفتنبو الذي أمر بتشييد ذلك الممر الموصل إلى معبد الإله خنسو، بعد ذلك نأتي للحديث عن صرح الملك رمسيس الثاني والذي تم بناءه بأمر من هذا الملك على عرض ستة آلاف وخمسمائة سنتي متر تقريبًا، وارتفاع هذا الصرح حوالي أربعة وعشرين متر، والصرح يحوي بوابة كبيرة ويليها المعبد مباشرة.

مسلات معبد الأقصر

توجد العديد من المسلات داخل معبد الأقصر الكبير وأولاهم هم المسلتين اللذان تصدرا مشهد صرح الملك رمسيس الثاني لآلاف السنيين، وهاتين المسلتين من حجر الجرانيت ذو اللون الوردي ولكن نظرًا لكثرة المجهودات الفرنسية في الكشف والتنقيب عن الحضارة المصرية القديمة، قامت الحكومة المصرية بإهداء المسلة الغربية لرمسيس الثاني إلى الدولة الفرنسية وقد أخذت هذه المسلة وتم وضعها في ميدان الكونكورد الكبير بوسط العاصمة باريس، أما عن المسلة الشرقية والتي لا تزال موجودة في متحف الأقصر إلى يومنا هذا فهي تتواجد تحديدًا عند البرج الشمالي، وارتفاع المسلة أثنين وعشرين متر ونصف، في حين أن قاعدتها تبلغ مترين وواحد وخمسين سنتي متر تقريبًا، أما عن وزن المسلة الشرقية فهو مائتين وسبعة وخمسين طن، وتأتي هذه المسلة بأربعة قرود يرفعون أيديهم إلى الشمس المشرقة مهللين لها، وتوجد على المسلة العديد من النقوش والرسومات الهيروغليفية ومن ضمنهم نقوش تحمل اسم الملك رمسيس الثاني وجميع ألقابه، ويظن المؤرخون أن السبب في وضع المسلة الكبيرة أمام صرح المعبد هو أن تكون كإشارة لمن هم قادمين إلى المعبد حتى يعرفون الصرح مباشرة بدون أي حيرة وتيهان.

Booking.com