بيستون صمد من الداخل
القصة تبدأ عام 1960 عندما قرر صمد، صاحب سلسلة المطاعم الشهيرة هذه، الدخول في مجال الأطعمة العربية، وقد كان الفرع الرئيسي والأول والأهم هو ذلك الفرع الموجود في دولة العراق، حيث استغل مساحة تبلغ 975 متر وقام بإنشاء المطعم من طابقين بالإضافة إلى ساحة خارجية كبيرة يتم استخدامها كذلك في تناول الطعام، بمعنى أنه ثمة جزء داخلي وآخر خارجي، وبالطبع الجزء الداخلي هو الذي يشمل الطابق الثاني بإجمالي عدد طاولات يصل في النهاية إلى ستين طاولة يُمكن أن يزيدوا في المناسبات وفترات الضغط بشكل عام ويبلغوا حوالي ثمانين طاولة، ولو افترضنا أن كل طاولة متاحة لأربعة أشخاص فقط فإن المطاعم تأتي عليه أوقات كثيرة ويكون حاضنًا لما يقترب من الثلاثمائة وعشرين شخص تقريبًا، وهو رقم يدل دلالة كبيرة على الثقة منقطعة النظير في هذا المطعم، خصوصًا وأن أسعاره مرتفعة نسبيًا.
أغلب زوار ورواد مطعم بيستون صمد يشتكون من الأسعار المرتفعة نسبيًا بالمقارنة مع بقية الأسعار المتواجدة في مطاعم العراق، وعلى الرغم من ذلك لا تقل أعداد الزيارات ولو بنسبة قليلة، عمومًا، المعاملة هناك ودودة للغاية من كل الطاقم، والذي يُدعم ببعض الأجانب بالإضافة إلى العراقيين، أيضًا هناك لمحة رائعة في تواجد طاولات مختلفة في كل جزء من المطعم، فالطاولات الموجودة في الجزء الخارجي تختلف تمامًا عن الجزء الداخلي، وقد حصل المطعم لأكثر من خمس سنوات متتالية على جائزة أفضل مطعم موجود في العراق، كما أن أفرعه الدولية تزداد بشكل سنوي، وإن كان فرع دُبي يُعد الأشهر على الإطلاق بعد فرع العراق الرئيسي.
أطباق المطعم
بالنسبة للأطباق فإن مطعم بيستون صمد يتفنن في تقديم كافة الأطباق، فهو كما ذكرنا مطعم عالمي وليس مجرد مطعم عادي يريد الخروج في ثوب العالمية، وأكبر دليل على ذلك أن الأطباق العراقية تُمثل فقط ثلاثين بالمئة من الأطباق الرئيسية المتواجدة بالمكان، وأهمها الكباب العراقي والأرز بالكاري المخلوط بلحم الدجاج واللحم بالأرز العراقي، هذا بالإضافة إلى بعض الوجبات التركية والغربية بشكل عام، وهناك وجود للمأكولات الشرقية والهندية والصينية، ولا ننسى كذلك أن المأكولات البحرية تأخذ دورًا مميزًا للغاية داخل المطعم وتعد من الأطباق الرئيسية هناك، ثم يأتي التميز بعد ذلك في المقبلات والحساء والمشروبات التي تُقدم في المطعم، وهي التي يكون أغلبها مجاني وأشبه بهدية من المطعم لزواره.
أنشطة وفاعليات داخل المطعم
لا يكتفي مطعم بيستون صمد بكل هذه المميزات التي يُقدمها من حيث مستوى الخدمة ومستوى الأطباق، إلا أنه كذلك يُقدم بعض الأنشطة والفاعليات المميزة التي بالتأكيد تُسهم أكثر في عملية الجذب، فمثلًا الموسيقى العراقية، وأحيانًا الغربية واللاتينية، لا تنقطع من هناك، وهذا يعني وجود مزيد من الأجواء المميزة، كذلك الخدمة الودودة والخصومات الكثيرة قد تأتي في صورة أيام محددة يتم فيها تخصيص ساعات مجانية للعملاء، وبالنسبة للفاعليات فالمطعم يشهد بصورة سنوية مهرجان للأطعمة في أغسطس وآخر للمأكولات البحرية تحديدًا في فبراير، كما أن أغلب المناسبات والاحتفالات العراقية تشهد تواجد مكثف للأسرة مما ينعكس على حالة المطعم، وبالمناسبة، المطعم يُخصص قاعة مجهزة فقط من أجل استقبال المناسبات بمختلف أنواعها وعلى رأسها حفلات الزفاف، ولذلك هو مكان لا يفوت كما ذكرنا وأكثر بكثير من مجرد مطعم.