متحف الفجيرة من الداخل
على الرغم من كوننا نتحدث في الأساس عن متحف تراثي عتيق إلا أن التاريخ الفعلي لهذا المتحف، تاريخ الافتتاح تحديدًا، كان في عام 1991، صحيح أنه قبل ذلك بحوالي عشرين عام بدأ المتحف في شكل غرفة واحدة كانت مُلحقة بالمكتبة الكبرى المعروفة باسم خالد بن الوليد إلا أن ما يشغلنا هو افتتاح المتحف بكيانه الذي يتواجد عليه الآن وبمساحته التي تصل إلى 5353 متر، بل وثمة حركة توسعة قادمة سوف تزيد من هذه المساحة أكثر، عمومًا، متحف الفجيرة موجود كما هو واضح في مدينة الفجيرة، وهي تلك المدينة التي تُعرف أساسًا بتاريخها الطويل وامتلاكها للكثير من الأماكن التاريخية وعلى رأسها قلعة الفجيرة، لكن لنعد مرة أخرى إلى المتحف ونتابع استعراضه من الداخل.
يتكون المتحف من حوالي خمسة طوابق، كل طابق يضم ثلاثة أقسام على الأقل، وهذه الأقسام تُمثل فترات تاريخية مختلفة ومميزة من تاريخ الفجيرة والإمارات وربما العالم بأكمله، وإن التركيز طبعًا على الفجيرة بوصفها موضوع المتحف، وفي الداخل يُمكننا أن نلحظ تواجد عدد كبير جدًا من قطع التراث التي تأخذ في الزيادة أيضًا، فهي قد وصلتنا بوقتنا الحالي إلى 2193 قطعة، ومن المتوقع خلال خمس سنوات قادمة أن تقترب من العشرة آلاف قطعة نتيجة لحملة التنقيب عن الآثار التي بدأت ولن تتوقف داخل الإمارات، وبالطبع السائح سيود التعرف على مواصفات أكثر لهذا المتحف ودواخله.
الأدوار الخمسة مقسمة إلى قاعتين للآثار وثلاث قاعات للتراث، وطبعًا تحظى القاعات التراثية بنسبة زيارة أكبر لرغبة الجميع في التعرف عن الإمارات ومدينتها الفجيرة عن قرب، وهناك قاعة أثرية إسلامية خاصة جدًا وتحظى بمجموعة كبرى من الآثار التي ربما لم يعد لها أي وجود في الوقت الحالي ووثائق رسمية وخطط حرب ونسخ من المصحف القديم، أما أحد قاعات التراث الكبرى فبداخلها ثمة وجود غير طبيعي لمحاكاة غاية البراعة للحياة داخل هذه الدولة قبل خمس قرون مضت، ففيها الملابس والحُلي والمشغولات اليدوية، وفيها كذلك الأثاث والفخار وأواني الطعام، ببساطة، كل شيء ستود عزيزي السائح تواجده سوف يكون موجودًا بالفعل داخل متحف الفجيرة المميز.
أنشطة وفاعليات بالمتحف
ببساطة شديدة أول ما سيمكنك القيام به عزيزي السائح داخل متحف الفجيرة هو أخذ جولة ممتعة بالأقسام الخمسة وفي تلك الحضارات، فبالطبع كل مكان ستذهب إليه داخل المتحف عبارة عن حضارات متراكمة، بعد ذلك يُمكن الذهاب إلى قاعة الندوات، وهناك من المتوقع حضور واحدة من الندوات الممتعة حول التراث والآثار بشكل عام، هذا بخلاف الذهاب إلى مطعم المتحف وحديقته، فمثل هذه الأماكن هامة للغاية، خاصةً الحديقة التي يُمارس بها نشاط الرسم، أما فيما يتعلق بالفاعليات فقاعدة عامة لا خلاف عليها أن أهم وأفضل الفاعليات الأثرية داخل دولة الأمارات تُقام أساسًا في متحف الفجيرة، وخصوصًا مهرجان التحف الفنية في سبتمبر ومهرجان الآثار بالسادس عشر من يوليو.