متحف التراث من الداخل
على مساحة تصل إلى 1554 متر يقع متحف التراث الأردني في قلب مدينة إربد، وهي واحدة من أكبر المدن الأردنية وقد تم اختيارها لتكون مقرًا لهذا المتحف من أجل كونها في الأساس مدينة تاريخية من الطراز الفريد، بمعنى أن طبيعتها تجعل من المنطقي تواجد عدد وافر من الأماكن الأثرية بها، على العموم، بدأ التنفيذ في عملية إخراج متحف التراث مع نهاية القرن التاسع عشر، لكن القرن العشرين شهد البداية الحقيقية له من خلال فتحه للزيارة أمام الجميع، وقد كان في البداية يُعرف باسم متحف الملك، لكن موضوعه تغلب عليه وبات يُعرف باسم متحف التراث.
لأننا نتحدث أساسًا عن متحف للتراث فقد كان من الطبيعي أن يعرض المتحف صور من التطور الحضاري الذي مرت به الأردن، والحقيقة أن ذلك التطور يحاول المتحف إبرازه في صور كثيرة مختلفة، إذ أنه ثمة وجود للحياة الاقتصادية والبشرية والاجتماعية، وكذلك الحياة الحربية موجودة بقوة، أيضًا لا ننسى وجود مشغولات فنية يدوية، وبمناسبة الفن، يُرسخ ذلك المتحف كذلك لتلك الآلات الموسيقية التي تم استخدامها على امتداد التاريخ الأردني وساهمت بشكل كبير في ظهور الفن الأردني بالصورة التي يتواجد عليها الآن، وإذا قسمنا ما يتواجد داخل متحف التراث الأردني إلى مجتمعات فسوف نجد أنه ثمة وجود لمجتمع القرى الزراعية ومجتمع المدن والحضر ومجتمع الرعاة أو البدو، وهو ما يعني أنك عزيزي السائح بداخل هذا المتحف ستمتلك فرصة لاستكشاف كل شيء تريده.
يعرض المتحف كل هذه الأشياء التي ذكرناها من خلال ستة طوابق رئيسية، كل طابق به عدة أفرع، وهي التي تُشكل في نهاية المطاف الحياة الكاملة للمتحف، وبخلاف تلك الأقسام التي تمثل حضارة أو حقبة تاريخية معينة ثمة وجود كذلك لمجموعة من الأماكن الإضافية، أو الأماكن الصالحة فعلًا للوصف بهذا الوصف، والحديث هنا عن مجموعة مطاعم ومتجر لبيع الهدايا التذكارية وقاعة فنون وأرض معارض، هذا بخلاف الحدائق المُلحقة والبرج الذي يتواجد في شمال المتحف، كل هذا منح الفرصة بالنهاية لإقامة الكثير من الأنشطة والفاعليات المميزة.
أنشطة وفاعليات في المتحف
في الحقيقة مجرد القيام بجولة داخل متحف التراث الأردني يُمكن اعتبارها واحدة من الأنشطة المميزة، فالمتحف ذا قيمة كبيرة، والجولة كذلك ستحظى بنفس القيمة، خصوصًا مع تدعيم ذلك بالصور التذكارية، بعد ذلك يُمكننا تناول وجبة غذاء رائعة في مطعم المتحف والشعور بطعم المأكولات الممتزجة بالتاريخ، يأتي بعد ذلك بعض الأمور التي يُمكن المشاركة فيها، أو الفاعليات إن جاز التعبير، فالمتحف يهتم بكل فاعليات الآثار والتاريخ التي لا تجد مكانًا أفضل من منهل التراث الأردني، أيضًا ثمة معارض كثيرة تُقام في الدور الثاني من المتاحف مع وجود مهرجان الآثار الأردني الذي ينظم في نوفمبر في قاعة الاحتفالات الخاصة بالمتحف، والتي تضم أيضًا عدة ندوات وأحداث.