لكن جزيرة تاهيتي، والتي تُعتبر من أهم الجزر الموجودة في المحيط الهادئ، قد خالفت كل ذلك من خلال وجود أحد أهم المتاحف في المحيط الهادئ والأهم كذلك في العالم، هذا المتحف هو متحف الإثنوغرافيا الذي يحظى، على عكس ما هو سائد، بنسبة جذب عالية للغاية، فالناس عادةً عندما يذهبون إلى جزر المحيط الهادئ يقومون بزيارة الشواطئ والحدائق المائية وأماكن الترفيه الأخرى السائدة في مثل هذه المنطقة، لكن الإثنوغرافيا تُسيطر على الناس وتستحوذ على كافة اهتماماتهم، فلماذا يا تُرى يحدث ذلك وما هي الأسباب خلف أهمية هذا المتحف، ذلك السؤال تحديدًا هو ما سنحاول الإجابة عليه سويًا في السطور القادمة من خلال دخول المتحف، فهي بنا نفعل ذلك سريعًا.

متحف الإثنوغرافيا من الداخل

في البداية عزيزي السائح عليك أن تعرف أمر هام للغاية، وهو أن الإثنوغرافيا تعني تاريخ الإنسان وكينونته، ومن الطبيعي أن يكون لدى الإنسان شغف كبير من أجل دراسة كينونته ومعرفة العوامل التي شكلتها، وهذا ما يعرضه المتحف بداخله بالفعل من خلال مجموعة كبيرة من الآثار والموارد التي تشرح هذه الكينونة، وقد نجح هذا المتحف بجمع متعلقات شخصية قديمة تُفسر حياة الإنسان ولا تتواجد في أي مكان آخر في العالم، أضف إلى ذلك تخصيص مساحة كبيرة مُجهزة لاستقبال أي جزء من الإثنوغرافيا التي تأخذ في التجدد كما يعرف المُتابعون لهذه النوعية من التاريخ، فمثلًا، عندما تنتهي حضارة من الحضارات يتجهز المتحف لاستقبالها وتوثيقها، وهذا ما يعني باختصار أنك داخل هذا المتحف سوف تحظى بفرصة عظيمة لمطالعة التاريخ البشري بالكامل، وكل هذا متوفر يوميًا في متحف الإثنوغرافيا الموجود في جزر المحيط الهادئ، وتحديدًا جزيرة تاهيتي، أما عن مواعيد العمل فهي تبدأ من العاشرة صباحًا وتنتهي في السابعة مساءً، ويمكنك الدخول مجانًا يومين في الأسبوع إذا اشتركت في المتحف وأصبحت عضوًا فيه، إنها بالتأكيد فرصة مستحيلة التفويت.