وهذه بكل تأكيد نقلة كُبرى في العلاقة بين الفن والسعودية، لكن يجب التأكيد أولًا على كوننا نتحدث عن الفنون المُتعلقة بالرسم والنحت وليس المسرح أو السينما أو الفنون الأخرى التابعة لهذه النوعية، عمومًا، البعض قد لا يُصدق أصلًا وجود مكان مثل هذا في الرياض، وربما إذا أقر بوجوده ستجده مُنكرًا لشكله والصورة التي يظهر عليها، ولذلك دعونا في السطور القادمة ندخل سويًا لام جاليري لنعرف ما الذي يتواجد بالضبط بداخله وكيف أصبح المنصة الأولى لعرض الفنون في السعودية، فهل أنتم مستعدون لاستكشاف ذلك بأنفسكم؟ حسنًا لنبدأ سريعًا.

لام جاليري من الداخل

في البداية سوف يبدو لك المكان الذي نتحدث عنه، لام جاليري، أشبه بالمتحف، لكنه في الحقيقة ليس متحف، وإذا ما ظننت أنه معرض لعرض المواهب والفنون فهو ليس كذلك أيضًا، بل يُمكن القول إنه مزيج بين الأمرين معًا، فبالفعل طريقة العرض التي يتم عرض الأعمال الإبداعية بها تُشبه كثيرًا طريقة المعارض، وكذلك طريقة الأرشفة والحفظ تُشبه طريقة المتاحف، لكن المقصود في النهاية أن يتم إبراز تلك الأعمال الإبداعية في الصورة الأجمل لها من خلال مساحة كبيرة مُخصصة لهذا الغرض، هذه المساحة تُعرف باسم لام جاليري، وقد تم تخصيص هذه المساحة لهذا الغرض قبل حوالي عقدين، وتحديدًا مع مطلع الألفية الثالثة، وقد أخذت مرحلة التكوين طوال الفترة الماضية، لكنها أفرزت في النهاية مكانًا سعوديًا يُفتخر به حقًا، بل ولن نبالغ إذا قلنا أنه مكان يُنافس أفضل أماكن اكتشاف المواهب الفنية المرئية في الشرق الأوسط بأكمله، لكن هل هذا كل ما يُقدمه لام جاليري لك؟ مجرد عرض لتلك الأعمال الفنية؟ الإجابة بالتأكيد لا.

بعد أن يتم عرض تلك الأعمال الفنية يتم دعمها بعد ذلك فنيًا ومعنويًا وماديًا، وذلك من خلال التكريم والمساعدات المادية والنصائح التي يُلقيها أكبر الخبراء المُتخصصين بهذا الصدد، بعد ذلك يأتي جانب المشاهد لتلك الأعمال، فهو يتم استهدافه من خلال تعزيز الجانب الثقافي به، وبما أن أغلب هذه الأعمال الفنية تكون عبارة عن لوحات ورسومات فإنها غالبًا ما تعكس أي جانب في الثقافة والهوية السعودية أيضًا، عمومًا، لا يزال المكان قيد التطوير حتى الآن، ولمن يرد الزيارة والوقوف على آخر التجهيزات أو حتى المشاهدة في هذه الأنشطة فالمكان هو شارع العروبة الموجود بالرياض الموجودة بالمملكة العربية السعودية، وهو مفتوح للجميع من التاسعة صباحًا وحتى الثانية مساءً.