قصر السلام من الداخل
بالقرب من المنطقة الخضراء الموجودة في مدينة بغداد يقع كقصر بغداد كأحد أهم القصور الموجودة في دولة العراق، وهو قصر عتيق تعرض لعمليات تجديد أكثر من مرة خلال القرن الأخير، وكانت آخرها التي قام بها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قبل أن تتعرض هذه التجديدات للتلف نهاية الحرب العراقية الأمريكية، وفي فترة من الفترات أصبح قصر السلام قصرًا جمهوريًا من الطراز الفريد، وبالتأكيد كل هذا أدى في النهاية إلى إكساب القصر القدر الذي يستحقه فعلًا من الأهمية، وهو ما انعكس عليه في الوقت الحالي، حيث أصبح معلم سياحي جاذب يأتي إليه الزوار من كل مكان في العالم، لكن ما هي المواصفات الخاصة بذلك القصر يا تُرى؟
بخلاف بناء القصر الذي يتكون من ستة طوابق وأكثر من مئة وأربعين غرفة، والذي يأخذ شكل معماري في غاية الروعة بالطبع، فإن القصر أيضًا اهتم بالأشياء المُحيطة به والتي يُدخلها البعض في نطاقه، ونحن هنا نتحدث مثلًا عن أسوار عالية للغاية تحاوط القصر بالإضافة إلى مزيج من الأبراج التي منها ما هو جمالي ومنها ما هو خاص بالحراسة والمراقبة، أيضًا ثمة بحيرة تتواجد بالقرب من القصر وتُعطي له منظر رائع، وبالتأكيد نحن لسنا في حاجة للتنويه على أن كل تلك التحديثات لم تتم إلا في عصر الرئيس صدام حسين لأنه كان يهتم بالقصور والشكل الجمالي لها.
خلال الغزو الأمريكي 2004 تعرض هذا القصر لقصف مستمر مما أدى إلى هدم معظمه ودخوله ضمن سلسلة المناطق المهجورة، إلا أن جهة المعمار العراقية بعد انتهاء الحرب مباشرة وضعت قصر السلام على رأس الأماكن التي تحتاج إلى ترميم وتجديد، وهو ما أدى في النهاية إلى إعادة إحياء القصر وعودة القدم السياحية إليه، أو دعونا نقول تواجد القدم السياحية من الأساس، فالقصر في السابق لم يكن متاح على الإطلاق للزيارات، بل مكان مجرد مكان إقامة للحاكم، ومع حركة التجديدات الأخيرة بعد الغزو الأمريكي تم إلحاق بعض الأماكن بالقصر حتى تزيد حيويته ويُصبح أكثر قابلية لاستقبال عدد لا بأس به من الأنشطة والفاعليات المميزة، وعلى رأس الأماكن الملحقة مكتبة قصر السلام الرائعة.
أنشطة وفاعليات داخل القصر
على الرغم من أن قصر السلام حديث نسبيًا في الافتتاح، وعلى الرغم من كون الجمهور لم يعرفه بالصورة السياحية إلا قريبًا، لكن ثمة بعض الأنشطة التي بات القصر يشتهر بها، وأولها طبعًا الجولة التي يتمتع بها الزوار من خلال الذهاب إلى كل الغرف ومطالعة كل شبر موجود بالقصر، أيضًا ثمة فرصة لزيارة الحديقة الملحقة بالقصر والاستمتاع بمعرض الفن التشكيلي الذي يُقام بها في يوليو من كل عام، وهناك فرصة أخرى لزيارة المطاعم والمقاهي المتناثرة حول القصر أو تلك التي تتواجد بداخله، مع إمكانية الاستفادة من متجر بيع الهدايا المُلحق كذلك بالقصر ويُعتبر من أهم أنشطة زواره، وأخيرًا الاحتفالات الوطنية لن تجد أهم من قصر السلام كي تُقام فيه، هذا إذا ما تغاضينا عن فاعليات السلام التي تُنظم أيضًا داخل القصر وتكون فاعليات على مستوى دولي، فضلًا عن الاستفادة الهامة من مكتبة قصر السلام.