والواقع أن البعض قد يتعجب من وجود مصنع عادي ضمن مجموعة الأماكن المُحبذة للزيارة في هذه المدينة، ففي النهاية هو مكان يتم إنتاج الشكولاتة به، وهذا الاعتقاد قد يكون صحيح إذا كنا نتحدث عن أي مُنتج أو مادة أخرى، لكن عندما نتحدث عن الشوكولا فإن عشاقها لن يرغبوا في شيء أكثر من زيارة المكان الذي تُصنع فيه تلك الشوكولا الساحرة، وهذا ربما ما أدركه مُلاك المصنع منذ الوهلة الأولى فلم يقوموا بتأسيس مصنع تقليدي، وإنما تعمدوا الإبهار في تصميمه ووضعوا حساباتهم لهذه الزيارات، ولذلك فإننا سنجد المطعم أشبه كثيرًا بمدينة الملاهي التي تنقسم إلى أكثر من مكان، وفي كل مكان من هذه الأماكن ثمة شيء ما يُستخدم في الترفيه، فالمصنع يُنتج الشوكولا، وفي نفس الوقت يفتح أبوابه للزيارات كمتحف، ويقوم بالأنشطة كمكان للترفيه، ويفعل في الحقيقة كل شيء من شأنه إبهار الزوار، وهذا ما جعله الآن أحد أهم الأماكن الموجودة في مدينة برمنغهام وإنجلترا بأكملها.

ما الذي يُمكن فعله داخل عالم كادبوري؟

داخل عالم كادبوري سوف تكون أمام حيرة كبيرة بسبب كثرة الخيارات أمامك، حيث أنه ثمة أشياء كثيرة يُمكن فعلها والخروج من ورائها بمُتعة كبيرة، لكننا سوف نذكر أهم هذه الخيارات التي يُحافظ الزوار على فعلها، والتي بالمناسبة تكون بأسعار قليلة للغاية ومتفاوتة حسب سن كل شخص، فالطفل الذي يقل عن أربع سنوات لن يدفع أي مبالغ مادية، أما من يصل سنه إلى أربعة عشر عام فهو سيدفع فقط عشرة جنيهات إسترليني، بينما الشخص الكبير يدفع خمسة عشر جنيهات إسترليني، وكل هذا مقابل زيارة واحدة يتم حجزها وتحديد موعدها من خلال الموقع الإلكتروني لعالم كادبوري، أما ما يُمكن فعله داخل هذا العالم الكبير فمنه على سبيل المثال احتساء الكاكاو مع التجول.

احتساء الكاكاو مع التجول

ربما البعض لن يُصدق ذلك، لكن داخل هذا المصنع ثمة غابة صناعية صغيرة يتم تخصيصها لأشجار الكاكاو الذي يستخدمه المصنع في إنتاج الشوكولا، ولهذا فإنه من البديهي أن تبدأ الجولة بالطواف والتنزه داخل هذه الغابة كنوع من التعريف بالمصدر الذي تُصنع منه منتجات المصنع، وبعد ذلك يتم احتساء شراب الكاكاو كنوع من كرم الضيافة.

التعرف على تاريخ الشوكولا

أيضًا داخل المصنع، وتحديدًا في شار بول، فسوف يأتي الدور على المرور السريع المُكثف على تاريخ الشوكولا منذ ظهورها وحتى الآن، كم يتم تدعيم ذلك بنماذج للآلات المُستخدمة في عمليات الصناعة مع عدم نسيان مشاهدة فيلم وثائقي يحكي لنا الطريقة التي تم من خلالها إبدال الخمور بالكاكاو ونجاحها في صناعة الشوكولا.

اللعب مع الشوكولا

في نهاية الجولة سوف يأتي الجزء الأكثر متعة على الإطلاق، ففيه يتم رؤية تماثيل مصنوعة بالكامل من الشوكولا، كما يُمكن أيضًا الرسم على لوحات مكونة من الشوكولا ونقش الأسماء بها مع الاحتفاظ بقطع تذكارية، إنه ببساطة الجزء الذي يُعرف باسم اللعب مع الشوكولا، وهو الجزء الذي يُحبه الأطفال والصغار على حدٍ سواء.