ضريح كازانلاك من الداخل
الشيء الجميل حقًا في ضريح كازانلاك أنه ليس ضريحًا عاديًا، وموطن الغرابة هنا أنه على الرغم من قِدم الضريح إلا أنه لم يكن موجودًا على الأرض فعليًا إلا في منتصف القرن الماضي، وتحديدًا عام 1944، فذلك الوقت في الحقيقة هو الذي شهد اكتشاف ضريح كازانلاك، أما تاريخ الوجود نفسه فهو ما يمكن وصفه بالتاريخ المجهول، على الرغم من أكثر الأقاويل تقول بأنه يرجع إلى الحقبة الهيلينية، والتي كانت موجودة في القرن الرابع قبل الميلاد تقريبًا.
الضريح موجود في مدينة جميلة تُعرف باسم سيوطوبوليس، وهي التي كانت في السابق العاصمة الرئيسية للملك الشهير سيوطس الثالث، وإذا كانت هذه التوقعات صحيحة، وإذا كان الضريح فعلًا يرجع إلى القرن الرابع قبل الميلاد، فإن هذا الضريح سيكون من أقدم خمسة أضرحة موجودة حاليًا في العالم، وهو أمر بلا شك يُكسب الضريح أهمية أكبر ويجعل الناس يُفكرون في زيارته أكثر وأكثر.
الضريح ببساطة عبارة عن مقبرة تتبع العصر التراقي، وهو مكون من غرفة على شكل دائرة تُستخدم في دفن الموتى، بالإضافة إلى دهليز مخنوق، وكلاهما تم تزيينه من خلال الرسومات والنقوش الجدارية الرائعة التي تُبين الطريقة التي كان يُدفن بها الموتى قديمًا كما أنها كذلك تُشير كذلك إلى جزء كبير من ثقافة العصر التراقي، وربما سيدهشكم ذلك، إلا تلك الرسومات البسيطة الموجودة على الجدران يتم اعتبارها في الوقت الحالي أشبه بالتحف الفنية، وهي نفس المعاملة الخاصة بالحضارة الفرعونية والرسوم التي تركتها، وإذا كان كل ذلك يدل على شيء فهو كون الحضارات التي كانت تسكن بلغاريا قديمًا في غاية العراقة، وأنها فعلًا حضارات تستحق أن تُخلد.
أنشطة وفاعليات داخل الضريح
على الرغم من كون دخول ضريح كازانلاك أمر محظور تمامًا بالنسبة للجمهور إلا أنه يُمكن التمتع وممارسة الكثير من الأنشطة أيضًا عند زيارته، ففي البداية نحن نتحدث عن جولة حول الضريح والأماكن الكثيرة الموجودة هناك، وعلى رأسها متجر القطع التذكارية الذي يبيع قطع شبه الأصلية، أيضًا يُمكن التقاط صور تذكارية خلال هذه الجولة والتمتع بدخول المقهى وتناول الطعام أمام هذا المنظر المُرعب، وهو بالمناسبة شيء في غاية المتعة، لكن دعونا نُكمل الحديث عن الفاعليات بذلك المعرض الذي يُقام بشكل دوري أمام الضريح، وهو معرض للقطع الفنية المقلدة التي تعود إلى نفس العصر، أيضًا ثمة مهرجان مُرعب يقوم على استغلال فكرة وجود الضريح في تصدير أجواء مُرعبة اعتمادًا على الأقنعة والملابس التنكرية، وفوق كل ذلك فإن مجرد اصطحاب مرشد سياحي إلى مكان الضريح والاستماع إلى وصفه وأهم الحقائق عنه أمر كفيل تمامًا بإدخالك في أجواء الرعب منذ الوهلة الأولى.