ففي ساعات الأولى يكون المطعم مفتوح لشرب القهوة بمختلف أنواعها، ومع بداية فترة الظهيرة وحتى المساء يأخذ مطعم ديشوم منعرج آخر مُختلف تمامًا، حيث تبدأ الأطعمة في العرض، وكما هو واضح من الاسم فإن المطعم مُتخصص في عرض الطعام الهندي، ولمن لا يعرف، يُعتبر الطعام الهندي أحد أهم إفرازات الطعام في تاريخ البشرية بأكمله، فإذا جلست لحصر أعظم أنواع الأطعمة فسوف تكون في قائمتك الأطعمة الهندية والشرقية واليابانية والمكسيكية، وربما طبعًا لم يكن الهدف الوحيد من افتتاح هذا المطعم في قلب العاصمة الإنجليزية هو تقديم الأطعمة فقط، وإنما أيضًا تقديم الحضارة والثقافة الهندية في نفس طبق الطعام هذا، وهو أمر مُدهش بكل تأكيد.

يفتح المطعم أبوابه أمام كل الزوار، بمعنى أنه لن يتم إيقافك على الباب والتأكد من كونك هندي أم لا، فالطعام بالذات من الأمور التي تُناسب الجميع بلا استثناء، لدرجة أن أغلب الزوار يكونون أصلًا من الأوروبيين والعرب والأمريكان، لكن ثمة أمور أهم من الطعام تحدث داخل مطعم ديشوم، هذه الأمور سنعرفها عندما ندخل هذا المطعم، وهو أمر يطوق إليه الجميع بلا شك بعد هذه المقدمة التشويقية، فما هي يا تُرى حالة المطعم الداخلية؟ هذا ما سنعرفه الآن.

مطعم ديشوم من الداخل

أول ما سيلفت نظرك فور دخولك مطعم ديشوم ذلك التصميم المُدهش الذي حظي به، والذي يجعلك مشهد رائع من جميع الأبعاد، بمعنى أن مكانك، مهما اختلف، فسوف يكون في النهاية مُطلًا على أحد المناظر الطبيعية الجميلة، فمن بنى المطعم جعل كافة الجوانب من الزجاج الشفاف الذي يكشف لك ما يحدث في الخارج ويجعل الزائر وكأنه يأكل في منتصف الطريق، في حين أن الآخرين الموجودين في الخارج لن يتمكنوا من رؤيتك، وذلك لأن الزجاج يُتيح الرؤية من زاوية واحدة، هذا فيما يتعلق بالتصميم، أما الطعام فهو كل ما يُمكن وصفه بالطعام الهندي بمختلف أطباقه وعلى رأسها طبق البرياني الشهير، ذلك الطبق الذي يُشبه السوشي في اليابان ويأتي إليه الزوار أيضًا من كل مكان في العالم، بل إن مطعم ديشوم في بداية افتتاحه لم يكن يُقدم سوى هذا الطبق، لكن مع الوقت كثرت الأطباق، لكنها ما تزال كلها هندية لأن الفكرة كما ذكرنا لا تكمن في وجود مطعم هندي على الأراضي الإنجليزية، وإنما نقل الهند إلى لندن في صورة طبق.

بعيدًا عن شكل المطعم والأطعمة التي تُقدم به فإنه ثمة نوع جيد جدًا من الترفيه يتم ممارسته في هذا المطعم الهندي، وذلك الترفيه يتمثل في عرض بوستر أو أكثر لأحدث الأفلام الهندية المُنتجة في بوليوود، وهي الضلع الثاني للسينما العالمية بعد هوليود، ومع عرض تلك الأفلام يزداد الإقبال بكل تأكيد، سواء من الهنود الذين يرغبون في رؤية نجومهم أما الزوار العاديين الذين كذلك يُريدون التطلع إلى السينما التي تحتل المركز الثاني عالميًا، عمومًا، داخل فندق ديشوم لن تشعر أبدًا بالغربة، سواء كنت من المنتمين لثقافة هذا المكان أم غير المنتمين له، وكل الأطباق التي ستطلبها يحق لك أولًا تذوقها وتقرير الشراء من عدمه، حقًا، إنها زيارة لا يُمكن أن تُفوت مهما كانت الدوافع والأسباب.