تاريخ الأوبرا
تم افتتاح الأوبرا في 20 أكتوبر 1973، بحضور للملكة إليزابيث الثانية شخصيًا. وتم تصوير الحفل على شاشات التلفاز، وعرض خاص لأعمال بيتهوفن خاصة السيمفونية التاسعة. مع ألعاب نارية وعروض أخرى متنوعة. بدأت العروض قبل الافتتاح الرسمي في عام 1960، ومن يومها وتعمل الأوبرا على تقديم أفضل الأمسيات الموسيقية المتنوعة التي تقرب الشعب إلى الموسيقى بمختلف أنواعها، ولا تقتصر على الأوبرا. كما تقدم عروض مسرحية وفنية شيقة جدًا. ويقوم عدد كبير من الفنانين بإقامة العروض في الأوبرا بشكل دائم. سواء العروض داخل القاعات أو في الهواء الطلق بجانب المبنى. ويرجع الفضل في ذلك إلى التصميم العبقري من الداخل، الذي يقلل صدى الصوت ويجعله نقيًا، بحيث يسمع كل الحاضرين الصوت بنقاهة عالية إلى أخر صف. والتصميم التدريجي للمقاعد، بحيث يمكنك الرؤية بوضوح من جميع الصفوف. بالإضافة إلى نخبة كبيرة من كبار فنيين الضوء والصوت الذين يشرفون على الحفلات.
الفن المعماري خارج وداخل الأوبرا
دار الأوبرا في سيدني، واحد من أشهر وأجمل المسارح في العالم. ويتمتع بفن معماري خارجي وداخلي من تصميم المهندس والفنان الدنماركي يورن أوتزون. في عام 1955 أعلنوا مجموعة من الموسيقيين والسياسيين الذين أدركوا أهمية بناء دار أوبرا في سيدني، إلى مسابقة عالمية بين المهندسين للحصول على أفضل تصميم معماري ممكن. وتم تعيين لجنة تحكيمية، والتي اهتمت جدًا بالتصميم الداخلي للقاعات بحيث يناسب الهدف الأساسي من الأوبرا لعرض الصوت والتقليل من صدى الصوت الغير مرغوب. ومن الغريب أن التصميم الفائز كاد أن يكون ملقى في القمامة، بسبب الرسومات الغير مغرية. ولكن قام أحد الحكام المتأخرين عن الجلسة بإعادة النظر إلى التصميمات، واختير التصميم بالنهاية عام 1957 لشدة جماله الخارجي وعبقريته في استخدام المساحات من الداخل. وتكلف البناء 102 مليون دولار.
تم بناء الأوبرا على شبه جزيرة تطل على مرفأ سيدني، وهو ما يعطي للأوبرا جمال إضافي من الخارج خاصة عند إقامة العروض في الهواء الطلق، أو الجلوس لتناول الغذاء أثناء غروب الشمس. وهو مصنوع من الخرسانة والفولاذ. من الخارج، أصبحت الثلاثة أصداف المتشابكة والبيضاء رمزًا وعلامة ثقافية مميزة لأستراليا. البعض يصفهم كالأشرعة المتداخلة، التي قد تتلون بألوان متعددة أثناء الأمسيات الموسيقية الكبيرة بالليل. ومن الداخل، تحتوي الأوبرا على قاعتين عرض، ثلاث قاعات للمسرح، يتسعوا معًا إلى حوالي 6600 متفرج، مطعم فاخر، أستديو للتسجيل، قاعات مجاورة للقاعات الكبرى للتجهيز للعروض والملابس والتدريب وخلافه. كما تحتوي على ممرات للمشاة ومعرض مفتوح للجماهير يمتد على مسافة 53 متر وارتفاع 9 متر، وكأنها متاهة من الممرات التي تحتوي على منحوتات جميلة وعصرية. بالإضافة إلى الأضواء القادمة من السقف والألوان المبهرة. بحيث يشيد كل من دخل المبنى بروعة المعرض التي تنسيك أين أنت، ولن ترغب بالخروج.
كما تقام بعض العروض في الخارج، ويمكن استخدام المساحة الخارجية بعدة طرق، لتسع العديد من المتفرجين. في منظر خرافي مع خلفية المبنى متعدد الألوان وإطلالة المياه الجميلة.
الأمسيات المقامة ودور الأوبرا في التأثير على الثقافة
أثرت الأوبرا في سيدني منذ تاريخ بناءها على الحياة الثقافية في استراليا، فهي ليست مكان للسياحة فقط بل ملتقى للثقافات المتنوعة والعروض الحية التي لا تضاهيها عروض أخرى بالعالم. تعرض الفن الحديث والكلاسيكي والفنون المتنوعة، وتجمع بين الفنانين الكبار مع عامة الشعب والمثقفين. سواء فنانين منفردين، أو أوركسترا كاملة. كما تعرض مسرحيات كوميدية ودرامية، تناسب العديد منها الأطفال فوق 14 عام. تتنوع العروض المقامة بدار الأوبرا في سيدني، ويحتوي الموقع الإلكتروني على جدول منسق لجميع الأحداث القادمة. يمكنك الاختيار بما يتناسب مع رحلتك.