موقع المتحف المصري الوطني
العاصمة القاهرة وتحديدًا في ميدان التحرير الموجود بوسط البلد، ويتواجد المتحف تقريبًا بشارع ميراث باشا المبنى الخامس عشر به وهذه المنطقة تعد واحدة من أكثر الأماكن ازدحامًا في مصر، حيث أن منطقة وسط البلد بشكل عام هي الأكثر ازدحامًا في مصر وهي مكونة من رمسيس والإسعاف أو شارع كوبري قصر النيل وميدان التحرير، ومن الجدير بالذكر أن منطقة وسط البلد يسهل الوصول إليها من كل مكان، بل ويسهل الانتقال من خلالها إلى أي مكان في مصر، فإذا كنت في مصر وتخطط لزيارة المتحف المصري الوطني فلا تقلق من كيفية الوصول للمتحف فالأمر سهل جدًا وسريع.
المتحف المصري قديمًا
لم يتم بناء المتحف المصري الوطني منذ البداية في المكان الذي عليه الآن فقد تنقل بين عدة مناطق حتى وصل إلى مكانه الحالي، وأولى هذه المناطق هي حي الأزبكية حيث كانت نشأة المتحف في ذلك الحي بأمر من الحاكم محمد علي باشا، وكان قرار بناء المتحف المصري وتأسيس هيئة الآثار في العام الخامس والثلاثين من القرن التاسع عشر، حيث أصدر محمد علي بيانًا رسميًا بمنع الإتجار بالآثار المصرية وضرورة المحافظة عليها وحمايتها من السرقة والتهريب، فقد كانت الآثار المصرية تباع إلى الدول الأوروبية بكل سهولة وبدون أي مشاكل حتى تم وقفها وإيضاح أهميتها للناس من قبل الحاكم محمد علي، وقد بني المتحف المصري أول مرة في حي الأزبكية وتحديدًا عند بركة الحي، وكان أول مدير للمتحف هو يوسف ضياء أفندي ولكنه لم يكن ذو سلطة مطلقة بل كانت عليه بعض القيود من قبل المشرف رفاعة الطهطاوي أحد قادة النهضة العلمية المصرية، بعد ذلك مات الحاكم محمد علي وبدأت الفوضى في البلاد وعادت تجارة الآثار وتهريبها خارج مصر، مما دفع يوسف أفندي إلى نقل محتويات المتحف التي أخذت في التقلص إلى إحدى صالات قلعة صلاح الدين الأيوبي.
وللأسف لم تنتهي أعمال سرقة الآثار ولذا قام الخديوي عباس بالتعامل بحزم مع الموقف وردع كل من تسول له نفسه سرقة وتهريب آثار مصر سواء مصريين أو أجانب، وبعدها ظهر على الساحة بقوة رجل أجنبي يدعى أوجوست مارييت ونظرًا لكثرة أعماله واكتشافاته كان له تأثير قوي على الخديوي سعيد ورجال السلطة، فتمكن من إقناع الخديوي بإنشاء مصلحة للآثار المصرية عٌين فيها مدير للحفائر ومأمورًا لهيئة الآثار، وقام هذا الأجنبي بإنشاء مبنى لحفظ الآثار ببولاق على ضفاف النيل وهو المكان الذي أصبح مقر المتحف المصري في تلك الفترة، وبعد مرور عدة أعوام تعرض المبنى لفيضان كبير بسبب وقوعه على ضفاف النيل، مما أدى إلى انغمار قاعات المتحف بالماء وفقدان بعض من الآثار ذات أهمية كبيرة، وبعد انتهاء الفيضان وهدوء الأوضاع في البلاد كان لابد من تغيير مكان المتحف ولكن الأمر لم يكن بكل هذه البساطة، فقد تم رفض مشروع النقل لفترة كبيرة حتى وافق الخديوي إسماعيل على التنازل عن أحد القصور التابعة له، وكان هذا القصر في مكان حديقة الحيوان الحالية بالجيزة، وبذلك يتم نقل جميع الآثار من بولاق إلى الجيزة ويصبح المتحف الرئيسي للبلاد.
المتحف المصري حاليًا
نأتي هنا للحديث عن أخر صورة للمتحف المصري الوطني وهي بميدان التحرير في وسط العاصمة القاهرة، وقد كان مصمم المتحف الجديد هو المعماري مارسيل دورنون الفرنسي وتم وضع حجر الأساس للمتحف في الأول من أبريل عام 1897، وكان المدير أو المشرف الأول عن المتحف الجديد هو إليساندرو بارازنتي الإيطالي وذلك عام 1902، وقد بدأ هذا المدير عمله بنقل جميع القطع الأثرية الموجودة في قصر الخديوي إسماعيل بالجيزة إلى المتحف الجديد بالتحرير، وقد تم نقل القطع الأثرية على أكثر من خمسة آلاف سيارة خشبية، أما القطع الضخمة من الآثار فتم نقلها بواسطة قطارين على عشرين مرة ذهابًا وعودة من الجيزة إلى ميدان التحرير، وقد حمل القطار الأول أكثر من ألف طن من التوابيت، وفي النهاية تم النقل بشكل كامل في الثالث عشر من يوليو عام 1902، وفي نفس العام وبعد عدة أشهر تقريبًا تم افتتاح المتحف المصري الوطني بثوبه الجديد والذي لا زال عليه إلى الآن.
تذاكر المتحف
سعر تذاكر المتحف فهي عشرين جنية للمصريين والعرب الكبار، وخمسة جنيهات فقط للصغار والطلبة، أما عن الأجانب فسعر التذكرة لهم مائة وعشرين جنية، ويوجد سعر خاص لقاعة المومياوات وهي عشرين جنية للطلبة وأربعين للكبار من العرب والمصريين، والأجانب يدخلون قاعة المومياوات بمائة وخمسين جنية، وفي الفترة المسائية من يومي الأحد والخميس تكون التذكرة بزيادة تقديرية حوالي عشرة جنيهات أو عشرين، ومن الجدير بالذكر أن المتحف يضع بعض القواعد الهامة للدخول والتنقل به، مثل عدم التصوير بالموبايل أو بالكاميرا الفوتوغرافية مهما كان.
ولكن في الآونة الأخيرة تم السماح بالتصوير ولكن بزيادة مالية عن التذكرة قدرها خمسون جنيهًا، وهذا الشرط ينطبق على كل المعارض والغرف ما عدا قاعتي المومياوات الملكية وقاعة القناع الذهبي، وأيضًا لا ننسى أن المتحف يقدم جهاز يسمى المرشد الإلكتروني وهو يشرح كل ما يوجد بداخل المتحف من آثار، ولكن هذا الجهاز ليس مجاني فهو بتكلفة مالية قدرها خمسة وعشرون جنيهًا فقط.