ذلك المتحف ليس وليد اللحظة كي نتحدث عنه في سطور قليلة، وإنما هو تاريخ طويل، سواء كنا نتحدث عن إنشاء المتحف أو تلك المجموعة الهائلة من الآثار التي تتواجد بداخله، وهو ما جعله المتحف الأول في قارة إفريقيا، والأهم من ذلك أن منظمات الآثار العالمية تُصنفه ضمن أفضل الأماكن الأثرية الموجودة في العالم بأكمله، حيث يُقال أنه المتحف الأول من حيث امتلاك أكبر عدد من القطع الأثرية الأصلية، ناهيكم عن أنه أصلًا موجود في مصر، والجميع يعرف أن ثلثي آثار العالم تتواجد داخل أرض الكنانة، أي أننا ببساطة شديدة نتحدث عن تحفة مبهرة حقيقية بكل ما يعنيه مصطلح الإبهار من معانٍ، وإن كنتم لا تزالون في حالة عدم إدراك لأهمية هذا المتحف دعونا ندخله سريعًا لنعرف أكثر.

المتحف المصري من الداخل

في البداية أول ما سيدهشك في المتحف المصري فور دخوله ذلك الاهتمام الكبير جدًا بفن المعمار، والذي يتجلى في شكل وتصميم وبناء المتحف، فقد بُني في العصر الملكي قبل حوالي قرن من الآن، لكنه قد التزم في عملية البناء هذه أقصى درجات الإبهار، حتى اللون الذي دُهنت به واجهة المتحف لون نادر وغريب يجذب الأعين من الخارج ويجعل الجميع في تشوق لمعرفة ما يتواجد داخل المتحف، ومع عدم اختلاف فن المعمار من الداخل سوف نبدأ في ملاحظة تقسيم المتحف إلى عدة أقسام، كل قسم يختص بحقبة أثرية معينة أو أسرة من الأسرات الفرعونية المصرية القديمة، وداخل القسم الخاص بهذه الأسرة سوف يُكون بإمكاننا أن نلحظ بسهولة أن القسم يحتوي على كل شيء يتعلق بهذه الأسرة من تماثيل وأغراض شخصية وقطع أثرية، والحقيقة أن هذا التنظيم الذي يتواجد عليه المتحف يجعله متفرد وغير قابل للمنافسة من أي متحف بالعالم بخلاف متاحف اللوفر ومترو بوليتان الموجود بنيويورك الأمريكية، أي أنه متحف عالمي بامتياز.

عدد القطع المعروضة داخل المتحف تقترب من المئة وخمسين ألف قطعة، وهو رقم هائل جدًا إذا ما وضعنا في الحسبان أن غالبية هذه القطع هي في الأصل قطع أصلية، والشيء المُبهر أكثر من ذلك أنه في مخازن المتحف ثمة قطع أخرى بأعداد تفوق أصلًا الأعداد الموجودة، وهذا إن دل فيدل على وجود احتياطي فائض يكفي لفتح عدة متاحف أخرى، كما يجب ألا ننسى كذلك بأنه خلال الاحتلال الإنجليزي والفرنسي لمصر تم سرقة بعض القطع الأثرية من هذا المتحف ووضعها في المتاحف الإنجليزية والفرنسية، عمومًا، المتحف متاح للعمل يوميًا من التاسعة صباحًا وحتى الرابعة مساءً، وفي بعض الأيام قد تطول هذه المدة لتصل إلى السابعة مساءً، أما الدخول فهو مجاني أو بأجر رمزي بسيط، هذا بالنسبة للمصريين، أما السياح فيدفعون بالطبع نظير دخولهم، وهو موجود في أشهر مكان في مصر، ميدان التحرير.