المتحف العراقي من الداخل
في الحقيقة توجد قصة غير نمطية لبناء هذا المتحف، وهذه القصة تدل دلالة كبيرة على عراقته وحجم الأهمية التي يتمتع بها، فالقصة تقول باختصار أنه في عام 1924 فكرت عالمة الآثار البريطانية في جمع كل آثار العراق في مكان واحد لحمايتها وجعلها في نفس الوقت متاحة للرؤية بصورة أسهل، هذه العالمة كان اسمها غيرترود بيل، بينما المكان الذي اختارته للقيام بهذا الأمر كان مبنى السراي، وفي الستينيات، ومع كثرة هذه الآثار، بات من المنطقي الحاجة إلى نقلها بمكان أكبر، ثم كثرت مرة أخرى نهاية القرن المنصرم ولم يعد المكان الذي تتواجد به أصلًا يتحملها، ولهذا تم نقلها في نهاية المطاف إلى المبنى الذي تتواجد به حاليًا، والذي كان يحمل في البداية اسم متحف بغداد للآثار، لكن الجميع رأى أن هذا الاسم لم يعد منطقيًا وتم تسمية المتحف باسم المتحف العراقي الوطني، والذي لا يزال موجودًا في بغداد كما هو.
المتحف من الداخل يحتوي على عدة أقسام، كل قسم يمتلك مجموعة آثار تنتمي إلى حقبة معينة، لكن الحقبة أو الحضارة الأبرز على الإطلاق هي حضارة بلاد الرافدين أو التي يُطلق عليها ما بين النهرين، أيضًا ثمة تواجد لحضارة بابل والحضارة العباسية والأموية والإسلامية بشكل عام، وطبعًا متحف بهذا الثراء التاريخي كان من الطبيعي أن يكون مطمعًا للكثير من الغزاة، والذين كان آخرهم الأمريكيين الذين سلبوا قطع كثيرة جدًا من المتحف قبل أن تنجح العراق في استعادتها بمساعدة الجهود الدولية، على العموم، الوقت الحالي يشهد نقلة كبيرة في حياة المتحف، إذ تم إغلاقه أكثر من مرة لعمليات الترميم والتجديد حتى تم افتتاحه للمرة الأخيرة في عام 2015.
يحتوي المتحف بداخله على بعض الأشياء الإضافية التي يُمكن أن تندرج ضمن موضع متحف العراق في نهاية المطاف، مثلًا ثمة متحف للأطفال يعرض كل ما يتعلق بهذه الفئة، كما أنه ثمة مكتبة ومعرض للصور وآخر للوحات الأصلية، والكثير من المطاعم والمقاهي وحديقة في فناء المتحف ومتجر لبيع القطع التذكارية، ببساطة شديدة، الجولة داخل هذا المتحف سوف تكون دسمة للغاية، وهذا ما يطمح به الزائر بكل تأكيد.
أنشطة وفاعليات داخل المتحف
كان من الطبيعي تمامًا أن يفتح المتحف، بكل هذه الإمكانيات، الباب أمام إقامة الكثير من الأنشطة والفاعليات، وطبعًا أهم هذه الأنشطة تتمثل في القيام بجولة شاملة يتم فيها زيارة كل شبر بالمتحف مع تدعيم ذلك بالتقاط الصور التذكارية المميزة، أيضًا هناك نشاط خاص يُمكن إقامته في المكتبة الملحقة بالمتحف من حيث الاستعارة والقراءة، وبالنسبة للأطفال فمن الممكن اصطحابهم إلى المتحف المخصص لهم والاستمتاع بجولة مثالية داخل هذا المكان، وفيما يتعلق بالفاعليات فعلى رأسها مهرجان القراءة السنوي في سبتمبر والمعرض الفني في مارس، كما أن الأعياد الوطنية أو الفاعليات التي تكون الآثار ركن رئيسي بها لن تجد بالتأكيد مكان أفضل لها من المتحف العراقي، ولهذا نقول مرة أخرى بأنه المتحف الأول، ليس في العراق فقط، وإنما منطقة الشرق الأوسط بالكامل.