المتحف الاشتراكي من الداخل
يتواجد المتحف الاشتراكي أصلًا في قلب مدينة صوفيا عاصمة بلغاريا، ولمن لا يعرف فإن هذه المدينة كانت في السابق بمثابة العاصمة الأولى للشيوعية، حيث أنها كانت تعمل بهذا النظام وكانت تحتوي بداخلها على الكثير من القادة المنتمين لهذا النظام من الحكم، وبمرور الوقت، وتحديدًا مع بداية اختفاء الشيوعية من صوفيا، كان لابد من إيجاد طريقة يُمكن من خلالها الاحتفاظ بهذا النظام لأطول فترة ممكنة، ببساطة، كان هناك سعي كبير لتخليد النظام الشيوعي الاشتراكي، وقد جاء ذلك من خلال إنشاء متحف متخصص فقط في الاشتراكية ورموزها، ومن هنا جاءت فكرة المتحف الاشتراكي الموجود كما ذكرنا في قلب مدينة صوفيا، ولمن لا يعرف فإن هذا المتحف في الأساس عبارة عن حديقة كبيرة مفتوحة، وهذا ما ينفي النمطية السائدة في وجود المتاحف التي تكون غالبًا عبارة عن أماكن مُغلقة ولها نظام معين، أيضًا متحف الاشتراكية في صوفيا لا يمتلك أي تعاريج أو أي شيء من شأنه أن يُخفي بقية المتحف، فأنت عزيزي السائح عندما تقف في بداية المتحف سوف تكون قادرًا على رؤيته بالكامل، وهو أمر جيد بالطبع لمن يُريد القيام بجولة سريعة وفي نفس الوقت عدم ترك أي شبر في المتحف دون زيارته والاستمتاع به.
التجول داخل المتحف أمر في غاية السهولة كما أشرنا، أما ما ستراه فهو عبارة عن تماثيل برونزية أغلبها للقادة الشيوعيين وكذلك بعض المواد والأشياء الخاصة بنظام الاشتراكية، ولكم أن تتخيلوا أن بعض كتب الاشتراكية متاحة أيضًا في المتحف وموجودة على شكل البرونز أيضًا، لكن هذا ليس كل ما يُمكنك العثور عليه داخل المتحف عزيزي السائح، إذ أنه ثمة أيضًا بعض الأماكن الترفيهية الملحقة بالمتحف وتخدم نفس الغرض من وجود المتحف، والحديث هنا عزيزي السائح عن متجر لبيع القطع التذكارية التي هي عبارة عن متعلقات خاصة بالاشتراكية، أيضًا هناك معرض لوحات خاص بنفس الأمر، بالإضافة إلى وجود مطعم ومقهى للحاجة الماسة إليهم طبعًا، لكن أنت عزيزي السائح بلا شك لن تذهب إلى ذلك المتحف الاشتراكي دون أن تعرف أهم الأنشطة والفاعليات التي يُمكن الاستمتاع بها أثناء تواجدك هناك، فما هي يا تُرى؟
أنشطة وفاعليات داخل المتحف
يوفر المتحف الاشتراكي للفنون فرصة إقامة الكثير من الفاعليات والأنشطة التي يكون السبب خلف تواجدها شكل المتحف والأشياء المتواجدة به، ففي البداية ستكون جولة الصور التذكارية أمر لا خلاف عليه، فهي أول شيء ستقوم به بلا أدنى شك، بعد ذلك سيأتي الدور على الحديقة، والتي هي في الأساس تُمثل المتحف، حيث أننا سنقوم بحضور الفاعليات التي تُنظم بشكل دوري داخل الحديقة كما أننا أيضًا سنشتري القطع التذكارية من المكان المُخصص لها والملحق كذلك بالحديقة، وهناك بعض الدورات الخاصة بالاشتراكية والتوعية بها، وهي متاحة للاشتراك فيها بأي وقت، لكن على الأغلب سوف نكتفي بتلك الأنشطة التي يُمكننا ممارستها فقط في يوم الزيارة لأن المكان كما ذكرنا لن يترك لك فرصة إهمال أي شيء دون زيارته وبالتالي العودة إليه مرة أخرى في زيارة أخرى، ببساطة عزيزي السائح، كن في متحف الاشتراكية للفنون ولن تندم على الإطلاق، فالمتعة هناك حاضرة لا محالة.