الشرق الأوسط

الجامع الكبير: أقدم مساجد الإسلام

ربما ستندهشون عندما تعرفون ذلك، لكن الجامع الكبير الموجود في مدينة صنع اليمنية يُعتبر من أقدم المساجد الموجودة في الإسلام، وذلك لسبب بسيط جدًا، وهو أن ذلك المسجد قد بُني في السنة السادسة من الهجرة، أي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

الشرق الأوسط - الجامع الكبير: أقدم مساجد الإسلام

وهذا يعني ببساطة أن المسجد الذي نتحدث عنه الآن قد تشرب بدخول الصحابة والتابعين فيه، ناهيكم عن كونهم أصلًا البناة الأصليين له، وهذا ما يُعطي المسجد أهمية أكبر من التي يأخذها بالفعل، فعندما تدخل الجامع الكبير لن يكون غرضك الوحيد الصلاة فيه، وإنما أيضًا زيارة مكان من أقدم الأماكن الأثرية الموجودة في العالم، أو دعونا نكون محددين أكثر، مكان من أقدم الأماكن الأثرية الإسلامية، عمومًا، أهمية هذا المسجد وعظمته أمران لا غبار عليهما بلا أدنى شك، لكن هذا لا يمنع من حاجة البعض إلى دخول هذا المسجد بأنفسهم، حتى ولو لم يكن بمقدورهم القيام بذلك فعلى الأقل يُمكن الاكتفاء بشرح ما يتواجد في هذا الصرح العظيم، فهي بنا نفعل ذلك الأمر سريعًا.

الجامع الكبير من الداخل

هل تعرفون الجامع الأموي الذي قام ببنائه الخليفة الأموي المعروف الوليد بن عبد الملك؟ الجامع الكبير ببساطة نسخة مشابهة للغاية من هذا المسجد، وهذه في الحقيقة هي طبيعة أغلب المساجد الموجودة في العالم ما دامت قد بُنيت في العصور الأولى من الإسلام، وبالنسبة لمسمى الجامع الكبير فهو مُسمى ووصف في نفس الوقت، حيث أن هذا الجامع كبير فعلًا للدرجة التي تجعل من الصعب جدًا الدخول إليه من باب واحد فقط، فهو يمتلك ما يزيد عن الإثنا عشر بابًا، وكل هذه الأبواب موجودة على جدران متينة مكونة من أحجار شهيرة تُعرف باسم الحبش الأسود، وهي الأحجار التي استُخدمت في بناء أغلب المساجد قديمة، وفي نفس الوقت يُمكننا القول أنها أحجار نادرة للغاية، وبالطبع لن ننسى النوافذ التي تشترك كذلك في عملية الإبهار التي نتحدث عنها، فهي مصنوعة من الجص والطابوق، ولا تزال تحتفظ بهذه المكونات حتى الآن لأن عملية التجديد في المباني التاريخية الهامة تُسهم بلا شك في إفقاد هذه المباني لأهميتها ورونقها.

الدخول إلى المسجد الكبير لا يحتاج منك إلى قطع تذاكر بمبالغ معينة أو الالتزام بأوقات مُحددة، فيكفي فقط أن تنوي الزيارة ثم تذهب، والمسجد مفتوح لك في أي وقت، سواء للصلاة أو السياحة، وكما أسلفنا فإن هذا المسجد لا يقتصر الدخول به على الزوار المسلمين أو الراغبين في الصلاة فقط، بل على العكس تمامًا، في أغلب الأوقات يُمكننا أن نلحظ بسهولة تواجد أغلبية عظمة من السياح الأجانب الغير مسلمين، وهذه هي قوة الأماكن العتيقة الغير مُتكررة، فلا أحد يُقدر الجمال الحقيقي يريد تفويت فرصة زيارة مثل هذه الأماكن، والجامع الكبير الذي نتحدث عنه الآن أحد أهم هذه الأماكن.

Booking.com