ومن المعروف عن هذا المركز كان قديمًا مجرد مكان يُستخدم كحمام تركي، ثم مع الوقت تغير النشاط إلى مركز ثقافي، لكن تصميم وشكل الحمام لم يتغيرا منذ العصر العثماني، وقد يعتقد البعض أن هذا الأمر ليس جيدًا إلا أنه في الحقيقة قد أعطى المركز امتيازًا عن بقية الأماكن المُتشابهة، فحتى لو لم تدخل المركز من أجل ما به من أنشطة فسوف ترغب بالتأكيد في رؤية التصميم المختلف لمكان بهذه الكيفية، لكن ماذا عن هادجباشا من الداخل؟ هذا هو السؤال الذي يشغل الجميع بكل تأكيد.
مركز هادجباشا من الداخل
داخل المركز ثمة الكثير من الأنشطة التي يُمكن ممارستها، أهمها طبعًا الرقص الصوفي الذي تحدثنا عنه، لكن هناك أيضًا بعض عروض الرقص الشرقي وعروض الدراويش وعروض الوردة البيضاء وعروض عن الحروب العثمانية، وهي التي يُستخدم فيها الفن من أجل تجسيد الحروب التي خاضتها الدولة العثمانية، بيد أن النشاط الرئيسي والذي يتواجد المركز من أجله هو بالتأكيد الرقص الصوفي، ولن نبالغ إذا قلنا إن هذا النوع من الرقص لا يتوفر تعليمه سوى في أماكن نادرة جدًا من العالم، ومن ضمنها مركز هادجباشا، والواقع أن الرغبة في تعلم هذا النوع من الرقص ترجع أصلًا إلى ندرته، وما يدل على أهمية المركز بشكلٍ عام أنه سيكون على رأس قائمة الترشيحات لكل من يرغبون في زيارة مكان هام في أوروبا يُمكن فيه ممارسة نشاط جيد.
أيضًا لا يمكننا أن ننسى بأن ترشيح هذا المكان وذلك النشاط يرجعان إلى هوية الشخص الذي من المُفترض أن هذا الحديث موجه له، وهو السائح العربي، ففي النهاية هو لن يدخل حانة أو بار أو ملهى، وإنما سيجد نفسه في مثل هذه الأماكن، حتى الأشخاص الذي يتواجدون بداخلها يُشبهونه إلى حدٍ كبير، لذلك إياك والتردد في الزيارة، وبالنسبة للوصول فهو أمر سهل كذلك، فثمة أكثر من محطة مترو في إسطنبول يذهبان إلى المركز، وتحديدًا محطة سيركجي الشهيرة.