لمحة عن المتحف المقدوني الوطني
في البداية عزيزي السائح يجب أن تعرف بأن ذلك المتحف الوطني المقدوني الذي نتحدث عنه الآن ليس في الحقيقة سوى ثلاث متاحف كبرى تم تجميعها كي تُصبح في النهاية متحف وطني واحد، وهذه المتاحف الثلاث كانت عبارة عن متحف أثري ومتحف آخر تاريخي ومتحف ثالث عرقي، وطبعًا هذه المتاحف الثلاث كان لها أنواع جمهور مختلفة، لكن مع توحد المتاحف بات جمهور المتحف الوطني أكثر بكثير من جماهير الثلاث متاحف مجتمعة، إذ أن الزائر بات بمقدوره الاستمتاع بالجانب التاريخي بالإضافة إلى الجانب الأثري والجانب العرقي كذلك.
أقدم متحف في المتاحف الثلاث المنضمة إلى بعضها البعض هو المتحف الأثري، حيث تم تأسيسه عام 1924، وبهذا التاريخ يكون هو المتحف الأقدم في مقدونيا بشكل عام، وتحديدًا مقدونيا الاشتراكية القديمة لدرجة أن ذلك المتحف كان يُطلق عليه اسم المتحف الشعبي بمقدونيا، وفيما يتعلق بالمتحف الوطني الحالي فهو يصل من حيث المساحة إلى حوالي عشرة آلاف متر، كان منها ستة آلاف في السابق للمتحف الأثري فقط، وبالقرب من ذلك المتحف الوطني ثمة الكثير من الأماكن الجاذبة بحد ذاتها مثل بقايا قلعة سكوبيه بالإضافة إلى الحديقة الوطنية كذلك.
المتحف من الداخل
ما يشغل الزائر بكل تأكيد أن يتعرف على أهم الأقسام الموجودة داخل المتحف والتي يُمكنه الحصول على المتعة من خلالها، والحقيقة أن مساحة العشرة آلاف متر المخصصة للمتحف قد تم توزيعها بشكل جيد على مجموعة من الأقسام، كل قسم يضم عدد لا بأس به من الآثار والقطع الفنية التي يصل مجموعها في النهاية إلى مليون قطعة، وبالنسبة للأقسام الموجودة فهي قسم علم الآثار وقسم الحفظ وقسم التاريخ وقسم الفنون وقسم الحداثة، وكل هذه الأقسام تحظى بإدارة خاصة بحيث تظهر في النهاية وكأنها متحف متفرد بذاته وليست مجرد أقسام في متحف كبير.
في متحف مقدونيا الوطني ثمة كذلك مجموعة من الأماكن المُلحقة الخارجة عن موضوع المتحف، ومنها مثلًا الحديقة الكبرى والساحة الرئيسية ومتجر بيع القطع التذكارية وتمثال العشاق، هذا طبعًا بالإضافة إلى مجموعة من المطاعم والمقاهي المتميزة التي لا يذهب أي زائر إلى المتحف دون أن يقوم بتناول الطعام بها، وقد ساعدت تلك الأقسام الرئيسية بالإضافة إلى الأماكن المُلحقة في توفير جو يسمح بممارسة الكثير من الأنشطة والفعاليات بالمتحف.
أنشطة وفاعليات داخل المتحف
أول ما يُمكنك القيام به عزيزي السائح داخل متحف مقدونيا الوطني هو أخذ جولة سريعة شاملة، مع مراعاة تدعيم تلك الجولة طبعًا بالصور التذكارية المتنوعة، بعد ذلك يُمكن الذهاب إلى متجر وشراء بعض القطع التذكارية منه مع تناول وجبة الغذاء في منتصف اليوم داخل مطعم المطعم، وبالنسبة للفاعليات فبالتأكيد ليس هناك أكثر منها، إذ أن المتحف يوفر لك عزيزي السائح قاعة كاملة للندوات والمؤتمرات المتعلقة بالآثار، هذا بالإضافة إلى إقامة معظم المهرجانات الوطنية التي تُرسخ لتاريخ مقدونيا وعراقته داخل هذا المتحف المميز، ببساطة شديدة، هو مكان احتفالي لا يُفوت، حتى الزيارات العائلية تُصبح متاحة هناك وزاخرة بالمتعة على الرغم من كون موضوع المتحف غير جاذب للعائلة في الأصل.