إن كنت تريد التعرف عن أصل الحياة ومراحل تطورها في جينيف مُذ أن خُلقت الأرض وحتى يومنا هذا فإن متحف التاريخ الطبيعي في حي روتي دي مالاجنو أحد أحياء جذب السياحة العالمية في جينيف هو وجهتك المثالية والمناسبة. ويُمكننا القول إن أول تاريخ للتعامل مع متحف التاريخ الطبيعي كمزار سياحي يرجع إلى نهاية حقبة الستينات أو بداية السبعينات على أقصى تقدير ليستقبل اليوم نحو 250 ألف زائر خلال العام. وكان الهدف من بناء المتحف تقديم وجبة ثقافية معرفية للكبار والصغار من أهل المدينة أو الوافدين إليها من مناطق أخرى في العالم حول تطور الحياة على كوكب الأرض وداخله وحوله عبر ملايين الملايين من السنين.
أما عن المتحف من الخارج فيتمتع المبنى بمظهر رخامي يميل إلى الصُفرة مع مُجسمات معدنية على الواجهة تُعبر عن الهدف من بنائه. أما عن المحيط فهو عبارة عن مجموعة من الأشجار مع مقاعد حجرية للانتظار وساحة صالحة لركوب الدراجات أو التجوال، حيث يبعُد المكان عن شارع رو دومارشيه التجاري الشهير بضعة خطوات. بينما يضم متحف التاريخ الطبيعي من الداخل قاعة مساحتها 8 آلاف متر مربع تضم معرضين، أحدهما بيولوجي لاستعراض هياكل ومُجسمات الكائنات الحية التي سكنت الأرض في أطوارها الأولى وكيف تطورت هذه الكائنات بتطور الأرض. ويتم استعراض المعلومات بشكل تفاعلي جيد عبر أصوات اصطناعية للحيوانات المُجسّمة ولبيئتها المُحيطة وكأنك تراها واقعًا عبر رحلة في الأدغال أو أرضٍ مُقفرة. أما الثاني فهو فيزيائي جيولوجي ويُعرف بمعرض النيازك ويستعرض تاريخ الأرض فيزيائيًا وجيولوجيًا من خلال رؤية أهم معادن وصخور الأرض وأحجار القمر المُقدّمة من قِبل وكالة ناسا الأمريكية كمُقتنيات مُهداة لمتحف جينيف.
وخلافًا لقاعة العرض، يضم المتحف الضخم مسرح يتم من خلاله عرض أفلام وثائقية تفاعلية للأطفال بالإضافة إلى منطقة ألعاب مُسلية للأطفال الأصغر. كما يضم المتحف مكتبة تمتلئ بآلاف النسخ من الكتب والمُجلدات والخرائط وشرائط الأفلام التسجيلية والأقراص الصلبة التي تتناول مجال عمل المتحف، ومحلًا لاقتناء هدايا تتعلق بمجال البيئة والطبيعة، مقهى لتناول الأطعمة والمشروبات، وقاعات عرض وتدريس بإمكانك استئجارها.
كل هذا وأكثر يُمكنك أن تستمتع برؤيته يوميًا من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الخامسة عصرًا باستثناء العطلة الأسبوعية للمتحف يوم الاثنين مُقابل 89 فرنك للفرد. ربما تشعر أن الأمر مُكلف بعض الشيء ولكن ما ستراه بالداخل يُقدّر بأكثر من ذلك خاصةً إن كان بصُحبتك أطفال من مُختلف الأعمار، إذ يُعد المتحف وجهة تعليمية تثقيفية ترفيهية مُمتعة ومُختلفة ومُميّزة بالنسبة لهم وستكون حتمًا من الرحلات التي لا تُنسى.