لكنك إذا أردت إجراء مقارنة حقيقية واختيار المتحف الأشهر في العالم بهذا الصدد فبكل تأكيد لن تجد أشهر من متحف الألعاب الموجود في مدينة الإسطنبول التركية، فهذا المتحف حسب التقييمات الأخيرة يُعتبر المتحف الأول عالميًا، هذا على الرغم من أنه قبل خمس سنوات فقط كان يحتل المركز الثالث، وهذا يعني ببساطة أن المتحف آخذ في التطور بسرعة شديدة، كما يُمكننا الجذم كذلك بأن المتحف يمتلك بداخله ما يجعله قابلًا ما يجعله قابلًا للجذب السياحي والتنصيف الدولي المُرتفع، فما الذي يمتلكه هذا المتحف يا تُرى؟ الإجابة قادمة في السطور المقبلة.
متحف الألعاب من الداخل
عندما تدخل متحف متخصص في الألعاب فقط فسوف تتوقع أنك ستجد مثلًا مجموعة من الألعاب العادية المُتراصة في مشهد جميل، وهذا في الحقيقة لا يجعل من هذا المكان متحفًا على الإطلاق، وإنما يجعله فقط مجرد معرض لبيع الألعاب، لكن كونه متحف فهذا يعني أن الألعاب التي تتواجد به لن تتواجد في مكانٍ آخر، أو لنكن دقيقين ونقول أن معظمها لن يكون متواجدًا في مكانٍ آخر لأن أغلب هذه الألعاب قد مر عليها أكثر من قرن ونصف من الزمن، وهذه صِبغة المتاحف مهما اختلفت الأشياء الموجودة بداخلها، في النهاية ستظل مجرد مكان يحتوي الأشياء الثمينة التي ربما لا يُمكن أبدًا أن تُقدر بالأموال، لكن هل الألعاب الموجودة في متحف الألعاب بتركيا لا تُقدر فعلًا بأموال؟ الإجابة يُمكن أن تتضح في لعبة الكمان الموجودة في أحد أدوار المتحف، وهي لعبة فرنسية يُقال إنها موجودة منذ عام 1817، أي قبل قرنين بالتمام والكمال، ولو تمكنت من العثور على حِفنة من الأتربة عمرها قرنين من الزمن فسوف تجزم بالتأكيد بأنها لا تُقدر بثمن، فما بالكم بلعبة مثل هذه انقضى عليها كل هذا العمر!
بخلاف لعبة الكمان هذه هناك أيضًا ما يزيد عن الأربعة آلاف لعبة، وعلى الرغم من أن المتحف قد تم افتتاحه في عام 2005، أي قبل حوالي خمسة عشر عام، إلا أنه قد تمكن من جمع كل هذا العدد الكبير من الألعاب من كل مكان في العالم تقريبًا، والمميز في الأمر كما ذكرنا أن تلك الألعاب تتعلق بأكثر من حقبة زمنية، وهذا ما أتاح للقائمين على الأمر في المتحف بأن يقوموا بتنظيمه وتقسيم كل قسم حسب حقبته الزمنية التي يتعلق بها، وأخيرًا فإن المتحف لم يغفل أبدًا حق الأطفال في الاستمتاع بهذه الأطفال، الاستمتاع الأبدي بالتأكيد، ولهذا فإنه قد تم استنساخ هذه الألعاب وافتتاح متجر في الدور الأرضي من المتحف لبيع هذه الألعاب للأطفال، وهو أمر جميل يعكس الهدف النبيل خلف افتتاح المتحف، وللعلم، الزيارة لا تقتصر فقط على الأطفال، بل يُمكن للكبار كذلك الاستمتاع بساعات جميلة داخل متحف الألعاب المُبهر.