إن كنت في رحلة عائلية إلى ألمانيا لا تخلو من وجود الأطفال فليس هُناك أكثر من مدينة شتوتغارت مقر متحفي مرسيدس بنز وبورش تشويقًا ومرحًا ومتعة بالنسبة إليهم وخاصةً للذكور منهم؛ حيث الاستمتاع بجولة تاريخية لا تخلو من أجواء الترفيه.
ولعل اختيار شتوتغارت بولاية بأن فورتمبرغ لتكون مقرًا للمتحفين لم يأت من فراغ، فهي أول مدينة تشهد تصنيع أول سيارة في العالم خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر، وأول المدن الألمانية مُعاصرةً لباكورة إنتاجات مرسيدس وبورش. ويبدو متحف مرسيدس بنز من الخارج في صورة بناء عملاق مُلتف يضم طابقين علويين وطابق أرضي ربما اقتطعت التجوال خلالها يومًا كاملًا من زيارتك للمدينة.
أما تصميمه من الداخل فيُشبه سلسلة الحامض النووي؛ ويُعد أكثر المناطق المُثيرة للانتباه والإعجاب في المبنى قاعتي الطابق الثاني حيث يُمكنك أنت وأطفالك التعرف على تاريخ نشأة وتطور السيارات المرسيدس وتنوع إصداراتها خلال ما يزيد عن القرن برؤية نماذج لنحو 160 سيارة وأكثر من 1500 مُقتنى من صور فوتوغرافية ورسومات وجوائز ونياشين حازتها الشركة العملاقة على مر تاريخها على مساحة 16 كيلومتر ونصف.
وإن كُنت من عشاق مُتابعة سباقات الفورمولا 1 فسترى نموذج لمُعجزة المرسيدس لويس هامبلتون خلال السباقات الرياضية الأخيرة، وربما نجحت في التقاط صورة لك مع أطفالك الصغار برفقتها أو داخلها. أما إن كُنت تريد مُتابعة سرعتها وإمكانياتها الخارقة خلال السباق بنفسك فإليك ساحتها الشهيرة بمدينة هامبورغ. كما يقدم لك المتحف العملاق فرصة لاقتناء هدايا تذكارية تُعبّر عن ماركة السيارات الرائدة في العالم، مع مقهى ومطعم لشحنك بالطاقة اللازمة للتجوال بين كل هذا الكم الهائل من المعروضات.
ويفتح متحف مرسيدس بنز أبوابه للزائرين يوميًا من التاسعة وحتى السادسة صباحًا باستثناء عطلته الأسبوعية يوم الاثنين؛ وذلك مُقابل 10 يورو كرسم دخول يُخفّض إلى النصف في توقيتات مُعينة مع دخول مجاني للأطفال أقل من 14 سنة، كما تكفل لك تذكرة مرسيدس بنز دخول مجاني لمتحف بورش. أما عن بورش المنافس القوي للمرسيدس بنز في صناعة المركبات الرياضية بصفة خاصة فيفتح متحفها أبوابه من التاسعة السادسة أيضًا باستثناء أيام الاثنين مُقابل 8 يورو كرسم دخول يُخفّض إلى النصف ابتداءً من الساعة الخامسة مع دخول مجاني للأطفال حتى سن 14 عام.
ويوفر لك متحف بورش حديث العهد والذي يرجع تأسيسه للعام 2009 بساحة بورش بلاتس التي لا تزال تشهد الإنتاجات الرياضية من الماركة الرائدة في مجال صناعة السيارات بألمانيا منذ خمسينات القرن العشرين رؤية نحو ثمانين سيارة متفاوتة في زمن الإنتاج، مع مئتي معروض مُختلف مُقسّمة على قاعتين تمتدان على مساحة أصغر من متحف مرسيدس لا تتعدى الخمسة كيلومترات ونصف، أولها قاعة لاستعراض إنتاجات بورش الرياضية على مدار تاريخها، وثانيها القاعة الزجاجية التي تُريك كيف يتم إعداد إنتاجات بورش القديمة للمشاركة في السباقات الرياضية بنفس قوة وسرعة الإصدارات الحديثة من خلال أسطول كبير من المُهندسين المُتخصصين في مجال صيانة السيارات، بينما يظهر التصميم الخارجي للمبنى على هيئة حرف V عملاق.
وكمرسيدس بينز تسمح بورش بعمليات التصوير الفوتوغرافي مع معروضاتها كما توفر متجر لبيع التذكارات التي تتعلق بسيرة الشركة العملاقة. أما فيما يتعلق بخدمات الترجمة لغير مُجيدي اللغة الألمانية فتسمح بورش بوجود مُترجمين مُرافقين بشرط الحصول على إذن مُسبق قبل الزيارة بشهرين إلى ثلاثة أشهر.