القديس الذي تحمل هذه الكنيسة اسمه هو القديس الشهير بولس، وقد وصلت شهرة هذا القديس إلى الحد الذي جعل أغلب الأماكن السياحية الدينية المسيحية تحمل هذا الاسم، والحقيقة أن دولة مالطا في الأساس معروفة بكثرة الكنائس بها، تلك الكنائس التي مر عليها سنين كثيرة، ومن ضمنها كنيسة القديس بولس التي بُنيت في مطلع القرن السابع عشر، والواقع أنه على رأس المميزات التي يُمكنك عزيزي السائح ملاحظتها فور رؤية الكنيسة هي كونها تتمتع بجمال معماري رائع يضعها في تصنيف أبنية العصر الباروكي، وهو العصر الذي شهد أصلًا نهضة كبيرة جدًا في فن المعمار لدرجة أنه قد أصبح يُضرب به المثل في هذا الصدد، ولقد بدأت الكنيسة صغيرة نسبيًا في المساحة ثم مع الوقت أخذت تكبر شيئًا فشيئًا حتى أصبحت بتلك المساحة الهائلة التي تتواجد عليها الآن، ويجب ألا ننسى طبعًا ذكر السبب الذي بُنيت من أجله هذه الكنيسة، فقد قيل أن هذا المكان الذي حدث فيه البناء قد شهد قبل قرون طويلة، ولمدة ستين عام، تواجد النبي بولس، ومن هنا اكتسبت الكنيسة مكانتها التاريخية وأصبحت مؤهلة لاكتساب المكانة السياحية المنُاسبة.

الأجواء والأنشطة في كنيسة بولس

ذكرنا قبل قليل أن الشيء الأكثر تميزًا على الإطلاق في كنيسة القديس بولس أنها تحظى بشكل معماري رائع ومتناسق للغاية، وفي نفس الوقت يمتاز بالبساطة التي تُبرهن على حالة التمكن التي وصل إليها بناة هذه الكنيسة، ولهذا فإنه من المنطقي أن تكون بداية الاستمتاع بهذه الكنيسة من خلال التقاط العديد من الصور مع هذا البناء، ومن الداخل أيضًا، وبغض النظر عن كونك مسيحي أم لا، فإن الكنيسة تمتلك بعض القطع الفنية المسيحية المُبهرة بالإضافة أصلًا إلى التصميم الداخلي الرائع، وهو ما سيدفعك مرة أخرى إلى إخراج هاتفك والتقاط الصور التذكارية مع كل شبر موجود داخل الكنيسة التي يزورها تقريبًا ربع مليون شخص، وهو ما يزيد عن سبعين بالمئة من إجمالي سكان دولة مالطا بالكامل، لكن هل هذا كل شيء يُمكن قوله عن جزيرة القديس بولس؟

الأماكن المماثلة لهذا المكان الذي نتحدث عنه الآن بالطبع تُستخدم في الكثير من الفاعليات والأمور الهامة، وعلى رأس هذه الأمور تلك التي تتعلق أصلًا بالديانة المسيحية، ونحن هنا نتحدث عن الاحتفال بالأعياد والمناسبات كعيد القيامة وأعياد الفصح، هذه بالإضافة إلى الندوات التعليمية الدينية المسيحية، ببساطة شديدة، كنيسة بولس لم تكتسب كل هذه الشهرة التي اكتسبتها من فراغ، وإنما هي تستحق فعلًا الانضمام إلى المزارات الدينية الهامة في أوروبا وأن تكون ضمن أكثر الأماكن السياحية جذبًا في دولة مالطا، وكون مكان ديني الأكثر جذبًا أمر نادر بعض الشيء بالطبع.