الكاتدرائية من الداخل

في مدينة كاتور الجميلة والواقعة ضمن حدود دولة الجبل الأسود تأتي كاتدرائية القديس تريفون التي بُنيت خلال القرن الثاني عشر الميلادي، وقد بُنيت الكنيسة في الأساس كنوع من التكريم لقديس شهير يحمل نفس اسم الكنيسة، تريفون، والحقيقة أن تلك الكنيسة أو الكاتدرائية لم تظل على حالتها منذ البناء وحتى وقتنا الحالي، إذ أنها قد تعرضت للتجديدات أكثر من مرة، وخاصةً خلال القرن السادس عشر الذي شهد توسعتها وإضافة بعض الأماكن الأخرى إليها، أيضًا لا ننسى ذلك الزلزال الذي وقع في عام 1979 وكان سببًا في القيام مُجددًا بحركة التجديدات، خصوصًا بعد أن سقط الهيكل الرئيسي للكاتدرائية، ومنذ ذلك التوقيت وحتى وقتنا الحالي لا تزال الكنيسة على حالتها.

في الحقيقة لا يُمكن وصف الكاتدرائية إلا بكونها طبعًا تحفة من تحف المعمار الحي، أيضًا الأعمدة الموجودة بداخلها من الحجر الوردي الجميل وثمة أبراج الجرس الباروكي المميزة التي تهز المدينة بالكامل بالإضافة إلى الأسقف المقبب ذات المنظر الجميل وكذلك ثمة سلسلة من الفضة تحاوط الكنيسة بصورة رائعة لدرجة أنك عزيزي السائح عندما تركب الصورة الكاملة للكاتدرائية فستجد أنك تقف أمام قصر خرافي وليس مجرد كاتدرائية عادية، وقد انعكس ذلك الأمر بالطبع على نسبة الزيارات الخاصة بالمكان، إذ أن الناس باتوا يأتون إلى تريفون من أجل المتعة البصرية بغض النظر عن ديانتهم، والدليل على ذلك أن نسبة تزيد عن الخمسة وخمسين بالمئة من الزوار في الأصل غير أقباط.

الكاتدرائية تحتوي بالطبع على بعض الأشياء الإضافية والتي يكون من الطبيعي بعض الشيء عدم تواجدها بالمكان، والحديث هنا عن حديقة الكاتدرائية المضاف إليها متجر لبيع القطع المسيحية الخالصة بالإضافة إلى مكان أشبه بالمعرض الذي يُقدم العديد من اللوحات المميزة المخصصة فقط للعرض وليس الشراء، ولابد أنك عزيزي السائح سوف تجد متعتك في هذا المكان وخصوصًا إذا كان الزائر قبطي تعني له تلك اللوحات والقطع الفنية القبطية شيء ما.

أنشطة وفاعليات في الكاتدرائية

داخل كاتدرائية القديس تريفون سيكون هناك مجالًا للقيام ببعض الأنشطة والفعاليات، فعلى سبيل المثال أول ما سنقوم به أخذ جولة كاملة للتعرف على الكاتدرائية بصورة جيدة، بعد ذلك، وفي حالة كون الزائر مسيحي، فسوف يذهب إلى منطقة الصليب الذهبي ويقوم بالطقوس الخاصة به هناك، ولن ننسى بالطبع زيارة المعرض الخاص بالكنيسة والاستمتاع باللوحات الموجودة به، والحقيقة أن هذا المعرض يُعد نشاطًا وفاعلية في نفس الوقت، إذ أن إقامة المعرض نفسه واحدة من الفعاليات الهامة بالإضافة كذلك إلى الفعاليات القبطية الخالصة كالثالوث والقداس، وبالتأكيد مهرجان الغطاس لا يزال من أهم الفعاليات التي تحرص كاتدرائية تريفون عليها منذ تواجدها وحتى وقتنا الحالي.