بني قصر الحمراء على يد ملك غرناطة أبو عبد الله محمد الأول محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن نصر بن الأحمر، في الفترة ما بين عامي 1238 إلى 1273، ويعد من أهم المعالم التاريخية الإسلامية في إسبانيا بشكل عام وغرناطة بشكل خاص، حيث أنه أدرج ضمن قائمة كنوز إسبانيا الإثنا عشر في عام 2007، كما أدرج أيضا ضمن مواقع منظمة اليونسكو للتراث العالمي. يتميز القصر بعمارته الإسلامية الواضحة في أشكال الزخارف الهندسية التي تحيط في جدرانه وتصميمه، وبلاطات القيشاني المنقوشة بالخط العربي بنوعيه النسخ والكوفي التي تكسو الأجزاء السفلية من جدران القصر.
سبب التسمية
اختلفت الأقاويل حول السبب الأساسي لتسمية قصر الحمراء بهذا الاسم فبعض المؤرخين ينسبون الاسم إلى اشتقاقه من بني الأحمر (بني نصر) الذين كان يحكمون مملكة غرناطة في تلك الفترة، بينما يرى آخرون بأنها تعود إلى التربة الحمراء التي بني عليها القصر، وهناك قول آخر يعود التسمية إلى القلاع المجاورة له والتي كانت أسوارها باللون الأحمر.
قصر الحمراء من الداخل
يتألف القصر من خمسة أٌقسام وهي قصر كارلوس الخامس وقصور بني نصر، الأبراج والحمراء العليا، القصبة وجنة العريف. ففي قصر كارلوس الخامس ستجد مدخل من المداخل الرئيسية الحمراء وهو باب الشريعة الذي يسمى ببرج العدل حاليا وقد شيده يوسف الأول، وعند الدخول من البوابة ستجد ميدان الآبار بين الأبراج والحصون حيث يقع الميدان فوق الآبار التي تم بنائها من قبل كونت تينديا. كما ستشاهد باب الخمر الذي بني في عهد محمد الثاني وكان بمثابة المدخل الرئيسي للقصر من الجهة العليا، ويعتبر أقدم ما بني في القصر. أما قصر كارلوس الخامس نفسه تم بنائه على يد بيدرو ماتشوكا الذي كلفه الإمبراطور كارلوس الخامس ليكون المسكن الخاص به وعائلته.
من أهم الأبنية المتواجدة في قصر الحمراء هو القصر الملكي أو قصور بني نصر، وقد بني هذا القصر بعد هدم عدة قصور تابعة للعائلة الحاكمة، حيث بنى أبو الوليد إسماعيل أول قصر في الحمراء، وقد تم هدمه من قبل يوسف الأول ثم قام بترميمه ثانية وحوله إلى برج قمارش وباحة وحمامات، أما في عهد محمد الخامس فقد تم إصلاح البناء وبني قصر الأسود. كما ستجد في القصر الملكي الغرفة المذهبة وهي خاصة بالملك محمد الخامس وهي جزء من قصر قمارش، وتتميز الغرفة بسقفها الخشبي المصمم على الطراز المعماري الأندلسي، هذا وتطل الغرفة المذهبة على فناء واسع يقع بينها وبين قصر المشور.
كما يوجد في القصر بهو واسع وهو يعد أفخم أماكن القصر حيث كان يلتقي به السفراء وكان مخصصا لمكان العرش والاستقبالات الرسمية التي كان ينظمها الحاكم، ويتميز البهو بالنقوش الزخرفية التي تحيط جدرانه والمليئة بالآيات القرآنية وكلمات التسبيح والأشعار، ويوجد فناء آخر وهو فناء الريحان وهو مستطيل الشكل يتميز بأشجار الريحان التي تظلل البركة التي تتوسط الفناء، وفي الجهة الشرقية للبركة يوجد قاعدة تسمى بقاعة الأختين وتتميز في أن أرضها تنقسم إلى قطعتين ضخمين من الرخام متساويتين في الحجم. وعند الخروج من الباب الجنوبي لبهو الأختين ستجد بهو آخر يعد من أشهر أجنحة القصر وهو بهو السباع الذي قام بتشييده السلطان محمد الغنى بالله، ويتميز في أنه مستطيل الشكل ويحيط به أروقة يحملها حوالي 125 عمود مصنوعة من الرخام الأبيض ويعلوها أربع قباب، كما يتوسط البهو نافورة تسمى بنافورة الأسود تخرج منها المياه وفقا لتوقيت الليل والنهار.
معلومات هامة
قبل الذهاب لزيارة قصر الحمراء عليك الأخذ بعين الاعتبار الشروط والقواعد المفروضة للزيارة، حيث أن إدارة القصر تحدد عدد معين يوميا من الزائرين فيجب عليك الحجز وشراء تذاكر في وقت مبكر لتضمن دخولك إلى القصر، كما ننوه هنا أن أقصى وقت يمكن المكوث به في القصر لا يتعدى الثلاث ساعات كما هو موضح في تذكرة الدخول، وإذا أردت زيارة قصور بني نصر (القصر الملكي) فلا يجب أن تكون جولتك نصف ساعة كأقصى حد حتى يُسمح لزائرين آخرين من الدخول، فالسعة القصوى للدخول هي 300 شخص في كل نصف ساعة.