وهذا بالضبط ما تُقدمه لك تجربة زيارة ضريح أتاتورك أو مُتحف أتاتورك، فهذا المكان يتواجد به كل شيء يتعلق بالراحل مصطفى كمال أتاتورك، ذلك الرجل الذي قام بتأسيس تركيا الحديثة في عام 1923، والواقع أن أتاتورك لم يؤسس هذا المكان المعروف الآن باسم الضريح، أو بمعنى أدق، لم يكن صاحب فكرة هذا المكان، وإنما تم إيجاده بعد وفاة الرجل وفيه تم جمع كل المتعلقات الخاصة به، كما أن المكان اشتمل على الكثير من الأمور الهامة الأخرى التي سنتعرف عليها سويًا في السطور القادمة عندما ندخل الضريح بأنفسنا، فأن تسمع عن مكان أمر جيد بكل تأكيد، لكن أن تعرف ما به فهذا هو الأفضل لأنك بهذه الطريقة سوف تستطيع منحه حكمًا كاملًا، فهي بناء نفعل ذلك سويًا.

ضريح أتاتورك من الداخل

في البداية يجب أن تعرفوا بأن هذا الضريح يُعتبر الآن أحد أهم المتاحف الوطنية الموجودة في مدينة أنقرة وفي تركيا بالكامل، كما أنه ليس ضريحًا بالمعنى الحرفي، فهو متحف كبير مُقسم لأكثر من جزء، وقد تم تخصيص جزء كامل للضريح الخاص بمصطفى كمال أتاتورك، لكن بسبب كون هذا الجزء هو الأهم فإن المكان بأكمله بات يحمل لقب هذا الجزء، عمومًا، مساحة هذا المكان الهام تتجاوز السبعمائة وخمسين ألف متر مربع، وهو كما ذكرنا مكان واسع يحمل اسم الرئيس الأول لجمهورية تركيا القديمة، أما إذا أخذنا طريق تقسيم هذا المكان فسوف نجد أنه يتكون من أربعة أجزاء رئيسية، الجزء الأول والأهم هو الضريح الذي نتحدث عنه، وفيه يتواجد جثمان مصطفى كمال أتاتورك، وهناك أيضًا جزء يُعرف باسم الطريق الأسود، كما يجب ألا ننسى قاعة الشرف وساحة الاحتفالات الكبرى المُخصصة لأهم المناسبات التي تُجرى في الدولة، لكن هل هذا كل شيء يُمكن ذكره داخل هذا المكان الهام؟ الإجابة بالتأكيد لا.

المتحف، ولكونه مُخصص في الأصل من أجل كل شيء يتعلق بمصطفى أتاتورك، نجده يحتوي بداخله على بعض المتعلقات الشخصية لهذا الرجل، بما فيها غرفة النوم وأول سيارة قام باستخدامها في حياته، وأخيرًا هناك منتزه السلام الذي يُستخدم في الترفيه عن الزوار، ومما سبق ذكره يُمكن القول ببساطة أن هذا المكان لم يُوجد أبدًا من أجل الضريح فقط، وإنما هو مكان ترفيهي كامل، وفي نفس الوقت ثمة جزء توعوي هام به، والدليل على ذلك أن المتحف تنظم له زيارات من طلبة المدارس والجامعات، عمومًا، إذا ما كنت في تركيا في يومٍ من الأيام، وتحديدًا في العاصمة الأولى أنقرة، فإن أكبر خطأ سوف تقوم به في حياتك هو تفويت زيارة هذا الضريح، ضريح أتاتورك.