في طريقك وسط كل هذه الدفعات السياحية المُمتعة لا بد لك بفرصة لبعض الاسترخاء والهدوء والتقاط الأنفاس لتعود بكامل نشاطك لجنون برلين أو مُفاجآت غيرها من المدن الألمانية رائعة الجمال. وليس هُناك مكان في برلين لفعل هذا أجمل من حديقة كولنشير، حيث يجتمع جمال الطبيعة ومظهر الخُضرة الخلاب بالمباني الأثرية والمتاحف والنُصب التذكارية وكأن برلين مُصرّة على أن تُذيقك من روعة تاريخها العريق حتى وأنت تتنزه. وإن كنت تريد معرفة المزيد حول حديقة كولنشير العامة وما يُمكنك الاستمتاع به خلالها أثناء زيارتها إليك التقرير التالي.

تُعد حديقة كولنشير من الحدائق العامة العريقة التي تنعم بها برلين منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر وربما قبله أيضًا، فلم تكن الحديقة الجميلة أكثر من مجموعة من المباني التاريخية التي سبقت نشأة مدينة برلين الحديثة حينما كانت مدينتين يطلان على نهر سبري ويُدعيان ميتي وبرلين. ولا زالت المعالم الأثرية التي وُجدت قبل وجود الحديقة الجميلة والتي تمتد على مساحة واحد هكتار باقية ويُمكنك الاستمتاع بها أثناء زيارتها.

فما بين المسبح الصغير والأشجار اليافعة وتلك التي تُفارق الحياة تاركة بعضًا من آثارها تجد 5 مباني رئيسية تتناول تاريخ المدينة خلال القرن العشرين مثل: مجمع متاحف ماركشيس والذي يعود تاريخه لبواكير القرن العشرين، وقد أسسه المعماري لودفينغ هوفمان. ومعرض بارن زويغر ويقع عند مدخل الحديقة لجهة الشمال، ويرجع تاريخه إلى ثلاثينات القرن الماضي ويضم نحو 50 لوحة فنية وتمثال الدببة الثلاث أشهر إنتاجات المعرض. أما إن كنت قد جئت إلى كولنشير بحثًا عن مكان للاستجمام وممارسة الرياضة الحرة كالتجوال أو اليوجا مثلًا أكثر من رغبتك في القيام برحلة تاريخية فإليك المنطقة المُحيطة ببارن زويغر؛ فهي مثالية جدًا لفعل ذلك.

وبينما يتربع مبنى شركة التأمين البرلينية القديمة ذي الأعمدة الضخمة المُصمّمة على الطراز الباروكي ويحمل اسم الشركة لاندي سفير سيشارونغ سانتالت في الجانب الشرقي من حديقة كولنشير، يحتل مبنى “AOK” ذي الطوابق الست والطلاء الأرجواني المُزيّن بزخارف فنية مُتقنة ورائعة المظهر الجزء الجنوبي من الحديقة. كما يضم غرب الحديقة الشاسعة الجميلة حمامًا عموميًا قديمًا يرجع تاريخه للقرن التاسع عشر في مبنى تتمتع نوافذه وأبوابه بزينة من الأقواس الدائرية ويُعرف بفولك سابادينستات. وتفتح حديقة كولنشير أبوابها لزائريها طوال أيام الأسبوع.