هذا الصرح الكبير من الأبنية المعمارية العريقة أنشئ في الفترة من عام 1900 إلى عام 1914 كمجمع كبير للحدائق على يد رجل الأعمال الإسباني أوسيبي جويل الذي تم تسمية المجمع باسمه، وقد ابتكر فكرة التصميم من خلال حركة الحدائق الإنكليزية. حيث كان الهدف من بناء المجمع إنشاء مجمع سكني بعيدا عن صخب المدينة ودخان المصانع المتناثر في سمائها. وقد كان المكان قبل بنائه عبارة عن منطقة تل صخري يحاط بها بعض النباتات والأشجار البرية، وكان في المنطقة منزل ريفي يسمى “دار مونتانير دو دالت” حيث أقام به جويل في عام 1906، ثم بعد ذلك أقام المهندس المعماري أنطونيو غاودي منزلا آخر إلى جانب دار مونتانير دو دالت وعاش بها مع عائلته، كما تم بناء كنيسة، وكان من المخطط أن يُبنى 60 منزلا آخر ولكن نظرا للتكاليف الباهظة التي تحملها غاودي لم يعد في قدرته بناء المزيد من المنازل واقتصر المكان على حدائق جويل ومنزلين فقط. والجدير بالذكر أن منزل غاودي مازال مبنيا حتى تاريخه وقد تم تحويله متحفا يحمل اسمه، يُعرض به العديد من أعماله الرائعة وقد تم إدراجه ضمن المعالم التاريخية ذات المصلحة الوطنية في عام 1969. كما تم بنا
وفي عام 1923 انتقلت ملكية مجمع الحدائق إلى مقاطعة برشلونة، وتم تطوير الحديقة من قبل المهندسين المعماريين إلياس طوريس وخوسيه أنطونيو مارثينز في عام 1984، وتم إدراج الحديقة ضمن موقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو من نفس العام.
وصف الحديقة
بارك جيل، عبارة عن مجموعة من الحدائق لكل حديقة بوابة خاصة مزينة بالأدرج المزخرفة بالفن الكتالوني والرموز الدينية، ويقع في وسط الحديقة جزر نوافير تم تصميمها بإبداع لتحاكي الثقافة الكتالونية. كما يوجد شرفة رئيسية في الحديقة يلتف حولها مقعدا طويلا على هيئة ثعبان بحري يحتوي على منحنيات للجلوس العائلي.
أعلى الحدائق ستجد صليب كبير يمكنك من خلاله مشاهدة بانوراما لمدينة برشلونة، كما أن الحديقة تضم مجموعة من الحيوانات والطيور البرية مثل النسر وصقر الطنان والببغاء وغيرها من الطيور.
الأنشطة التي يمكن القيام بها
هناك العديد من الأنشطة التي يمكنك القيام بها أثناء رحلتك في حديقة جويل لتستمتع بطبيعتها الساحرة وجمال أبنيتها المعمارية المميزة، حيث يمكنك التجول في الحديقة حيث المساحات الخضراء الشاسعة أو الجلوس بها للاسترخاء والاستجمام في الهواء الطلق. كما يتوفر في الحديقة مطعم يقدم وجبات الطعام الخفيفة ووجبات الغذاء، وتناول بعض المشروبات الساخنة أو الباردة، وتمتع بمشاهدة اللوحة الفنية الرائعة التي ابتكرها غاودي.
هذا ويمكنك الدخول إلى متحف أنطونيو غاودي ومشاهدة أبرز أعماله الفنية التي تعبر عن عراقة وتاريخ الفن الكتالوني. وإذا كنت من هواة التصوير الفوتوغرافي فلا تتردد في تصوير هذا الجمال الساحر والتقاط أجمل الصور التذكارية وسط الفسيفساء والأبنية المعمارية الرائعة.