الآن أصبحت الحديقة من حق العامة وأصبح مسموحًا لأي شخص الدخول بها، وهذا يجعلها أكثر قصدًا من الزوار والسياح الأجانب الغير أتراك، فهؤلاء سيشغلهم بالتأكيد أن يعرفوا السبب خلف منع العامة قديمًا من دخول هذه الحديقة، على كلٍ، الآن، وفي حي أليمدار، أصبح بإمكان أي شخص دخول الحديقة والاستمتاع بما يتواجد بداخلها، لكن يا تُرى ما الذي يتواجد أصلًا داخل هذه الحديقة، هذا هو السؤال الذي نُريد الإجابة عليه بالتأكيد، وهذا ما ستجدونه بالفعل في السطور القادمة.
حديقة جولهان من الداخل
في البداية يجب أن تعي أمر هام جدًا، وهو أنه طالما هناك مكان ما كان تابعًا للملكية، قصر أو مؤسسةٍ ما، فبكل تأكيد هذا المكان يحظى بقدر كبير جدًا من الأهمية، وإلا ما كان أصلًا تابعًا لهذا المكان الملكي، فالملوك في كل زمان ومكان لا يختارون لهم إلا الأفضل، وهذا ما يعني ببساطة شديدة أن حديقة جولهان تقع ضمن نطاق الأفضل الذي نتحدث عنه، فقد كانت، ولا تزال حتى هذه اللحظة، أحد أفضل الحدائق الموجودة في تركيا والعالم، مع الوضع في الاعتبار أن الحديث عن تركيا يعني أننا نتحدث عن مهد وأصل الجمال الطبيعي على كوكب الأرض، ومع ذلك تظل حديقة جولهان مميزة وفارقة، فبغض النظر عن كونها تشغل مساحة كبيرة خضراء من قصر توبكابي العريق، ما الذي يُمكن أن تمتلكه هذه الحديقة يا تُرى ولا يتواجد في أي مكان آخر بالعالم؟ الشيء الأول والأهم بالتأكيد يتعلق بالأشجار العريقة.
تمتلك حديقة جولهان بداخلها أكبر مخزون في العالم من الأشجار العتيقة، هل تعرفون قيمة تواجد محمية طبيعية تحتوي بداخلها على كل الحيوانات التي يحوم حولها خطر الانقراض؟ هل تدركون كم ستكون هذه المحمية مؤثرة وفارقة؟ حسنًا، الأمر نفسه موجود في حديقة جولهان، فهي أيضًا تمتلك الأعداد الأخيرة من أصناف كثيرة من الأشجار، أضف إلى ذلك وجود أشجار معمرة مضى عليها أكثر من ألف عام، وكلنا نعرف كيفية تعامل الإنسان مع الأشياء المُعمرة بوجهٍ عام، ولا ننسى بالطبع أن نذكر العديد من المقاهي والمطاعم المتواجدة داخل هذه الحديقة، والتي تُسهم كذلك في عِظم شأنها ورفع قيمتها السياحية، ولا يُمكننا بالتأكيد أن نغفل مشاهد البوسفور الرائعة، إنها بلا شك زيارة لا تُفوت إلى حديقة جولهان، وهي أيضًا زيارة عائلية بامتياز، أي أنه سيكون بمقدوركم اصطحاب أُسركم معكم والاستمتاع بيوم رائع.