في البداية عزيزي السائح يجب أن تعرف بأن المعابد الموجودة في الوقت الحالي لم تعد أبدًا بالشكل الذي كانت عليه من قبل، صحيح أنها نفس التصميم والوضعية لكن لم تعد تُستخدم في العبادة وأشياء من هذا القبيل، اللهم إلا قلة نادرة منها في الهند وبعض الدول الأخرى، وهذا ما ليس متوافرًا في معبد الهابو جيوم المتواجد بالأساس في جزيرة مالطا وتحديدًا مدينة بولا، فهو متحف سياحي بحت يُستخدم في جذب السياح من كل مكان في العالم، وقد تم استغلال أكثر من شيء في وصف هذا المعبد حتى يُمكن جذب السياح إليه واستغلاله بهذا الشكل الرائع، ففي البداية هذا المعبد الذي نتحدث عنه يُعتبر الآن أقدم معبد في العالم، وهو أمر رائع نظرًا لأن المعابد أصلًا أغلبها أبنية قديمة للغاية، فما بالكم بأحد هذه الأبنية وهو الأقدم على الإطلاق بين كل هذه الأبنية القديمة في الأساس، أيضًا لا ننسى أن المكان المجنون للمعبد يضعه في منطقة سياحية رائعة، فصدقوا أو لا تصدقوا، هذا المعبد بالكامل موجود تحت سطح الأرض!
وجود المعبد تحت سطح الأرض أمر غريب للغاية هناك من يرجعه إلى هدف خاص بالبناة الأصليين له، وهناك من يقول أنه بني بصورة طبيعية ثم فيما بعد، وبسبب الظروف الجغرافية المُختلفة تحول المعبد إلى هذا الموقع الذي يأخذه، على العموم، يحظى معبد الهابو جيوم بنسبة زيارات مرتفعة بسبب كل العوامل التي ذكرناها، لكن ما لا يجب أن نغفله أبدًا تلك الأنشطة التي تُقام بداخله والأجواء الغريبة التي يعيشها كل من يُسمح له بالتواجد في قلب المعبد، ففكرة التواجد بالداخل أمر صعب للغاية ويقترب من المستحيل للكثيرين، فلماذا يا تُرى؟
الأنشطة والأجواء داخل المعبد
على الرغم من رغبة الكثيرين في دخول هذا المعبد التاريخي إلا أن قلة قليلة هي من تحظى بفرصة دخوله لسبب بسيط جدًا، وهو أن الأكسجين بداخله شبه نادر، وفي حالة الزيادة عن حد معين يُمكن أن يتعرض كل من هم موجودين بالمكان للاختناق وبالتالي الموت، ولهذا يتم إدخال الناس على دفعات، وهو ما يعني بالضرورة أنه في ظل تواجد الكثيرين الراغبين في الدخول فإن البعض منهم لن يتمكن من ذلك، وبالنسبة للأجواء هناك فهي كلها أجواء رعب وخوف، حيث أن الجميع هناك يعرف أنه في بناء قديم مكون من غرف وتماثيل منحوتة في الأصل من صخرة، أي أن المعبد بالكامل عبارة عن صخرة كبيرة، أما بالنسبة للأنشطة التي يُمكن إقامتها داخل المعبد فإن أغلبها يتعلق بالاحتفالات المرعبة والعروض التي تبعث على الخوف، وهو ما يجعل اللافتات الموضوعة خارج المعبد واجبة القراءة لأن المكان في الحقيقة غير مُخصص بالمرة لأصحاب القلوب الضعيفة، وطبعًا لا يحتاج الأمر منا إلى توضيح كي نعرف بأن المعبد متاح لكن بأسعار وتذاكر دخول باهظة بعض الشيء، فإذا لم تستغل حكومة مالطا مثل هذه الأماكن فما الذي ستستغله يا تُرى؟