وصف المسرح القديم
عام 200 قبل الميلاد، وفي الوقت الذي كانت فيه الإمبراطورية الرومانية تُسيطر على العالم بأكمله، تم بناء مسرح واحد فقط في العالم كي يقوم بالترسيخ والتوثيق للحقبة الهلنستية التي كانت مُتحكمة في الإمبراطورية بذلك التوقيت، ذلك المسرح الوحيد تم اختيار موقع مميز للغاية كي يكون الموقع الرسمي له، وهو مدينة أوهريد الموجودة في دولة مقدونيا، وبعيدًا عن أهمية المسرح نفسه فدعونا نقول بصراحة أن وجود مكان بهذه الأهمية في مقدونيا دلالة كبيرة على أهمية هذه الأرض قديمًا وكيف أنها كانت موقعًا لإقامة أبرز معالم التاريخ المؤثرة، لكن هذا ليس كل شيء يتعلق بالمسرح القديم.
يحظى المسرح القديم بموقع مثالي للغاية بين تلال أوهريد، فقد كان ذلك مقصودًا من أجل منع الأصوات من الدخول، كذلك الرياح التي كانت تهب قديمًا كان من الممكن جدًا أن تُسبب المشاكل لمن يتواجدون في ذلك المسرح المكشوف، إذ أن كل أفكار المسارح القديمة كانت تقوم على إقامتها في صورة مكشوفة تمامًا، بحيث يتم تخصيص ساحة كبيرة للعرض في المنتصف مع إحاطة هذه الساحة بالكثير من المقاعد الحجرية، والتي وصلت في المسرح المكشوف إلى ما يزيد عن الخمسة آلاف شخص، لكن إياكم والظن بأن تلك الأماكن كانت مُخصصة لجلوس المشاهدين من أجل الاستمتاع بالمسرحيات والعروض فقط، إذ أن الأمر كان يتجاوز في الخطورة ما يتبادر إلى أذهانكم من تواجد أي مسرح.
المسرح القديم ببساطة كان في السابق مقرًا لكل شيء، ففيه كانت تُجرى عمليات المصارعة بين المقاتلين، وفيه كان يأتي الحكام لإعلان البيانات والأخبار الهامة، ولا ننسى كذلك أن المتحف كان مقرًا لعمليات إعدام المساجين أو تعذيبهم أمام العامة، وصدقوا أو لا تصدقوا، كانت هذه النوعية من العروض هي التي تأخذ المتعة من الجمهور وتجعلهم في حالة فرح عارمة، وإن كانت بالتأكيد المسرحيات والعروض الفنية كانت حاضرة لكن بصورة طفيفة بعض الشيء، أما في الوقت الحالي فيُمكن القول أن المسرح موقع أثري فني أكثر من كونه مسرح، وهذا لا يمنع كذلك من إقامة العروض به.
أنشطة وفاعليات داخل المسرح
يُتيح المسرح القديم لزواره الكثير من الأنشطة والفعاليات، فبكل تأكيد مكان أثري قديم مثل هذا أول ما سيجذبك به عزيزي السائح هو أخذ جولة شاملة يتم خلالها التدعيم من خلال التقاط الصور التذكارية، كذلك يكون هناك عرض للمسرحيات القديمة وعروض الباليه والأوبرا، كما تم ضم بعض الأماكن الترفيهية للمسرح كمكان لبيع القطع التذكارية المُختلفة بالإضافة إلى المطاعم والمقاهي التي تُقدم خدمة الطعام للضيوف، ببساطة شديدة، المكان مُجهز لاستقبال الجميع بصورة لائقة على الرغم من كونه مكان أثري عتيق، وفيما يتعلق بالفعاليات فهي تتضمن مهرجانات تهتم بالإرث القديم بينما ثمة أحداث محاكاة للعصر الروماني وبعض دورات الألعاب الأولمبية المميزة.