في نفس الوقت نجد أن أغلب المطاعم الكبرى في العالم تأخذ مواد الأطعمة الخاصة بها من هذا السوق، وفي هذا دليل كبير على الثقة العمياء التي يثقها العملاء في السوق المسقوف، وبالتأكيد يجب أن نضع في الحسبان أنه ليس فقط أكبر سوق في العالم، وإنما هو كذلك الأقدم والأعرق، فقد تأسس على يد الفاتح محمد الفاتح قبل أكثر من ستة قرون، ومنذ هذا التاريخ وقد تسلم السوق مكانة كبيرة بين بقية الأسواق العالمية، تلك المكانة جعلته يتخطى كونه مجرد سوق يبيع مواد الطعام والمواد الأخرى المُختلفة، وإنما أيضًا أخذته إلى مرحلة كونه مزارًا سياحيًا يأتي إليه السياح من كل مكان في العالم، الجميع يُريد أن يعرف بالتأكيد ما يتواجد بداخل هذا السوق ويجعله يحظى بكل هذا الاهتمام الكبير، وهذا ما يُمكننا التعرف عليه فقط مع دخولنا هذا السوق ورؤية ما يتواجد بداخله ويؤدي إلى النتيجة التي ذكرناها الآن.
السوق المسقوف من الداخل
من الأسماء التي يتم إطلاقها على السوق المسقوف اسم السوق المُغطى، وذلك الاسم في الحقيقة جاء بسبب كون بناءه قد تم تغطيته، مع مراعاة طبعًا وجود بعض الفتحات التي تُستخدم في التهوية، ولكي تتخيلوا عظمة هذا السوق يكفي أن تعرفوا بأن مساحته تزيد عن السبعة وأربعين ألف متر، وفي هذه المساحة المذكورة ثمة ما يقرب من السبعين شارع جانبي، وفي هذه الشوارع هناك ما لا يقل عن الأربعة آلاف حانوت أو محل، تخيلوا مكان بهذا الكِبر في كل شيء تقريبًا، ألا يستحق أن يكون السوق الأكبر والأهم في العالم؟ بالتأكيد يستحق، ثم إن وجود أكثر من ستة أبواب أو مداخل له أكبر دليل بالطبع على أن الكثير من البشر يدخلون ويخرجون من هذا المكان بشكل يومي، هؤلاء إما أن يكونوا من الزوار الذين يأتون من أجل الشراء، وإما أن يكونوا من السياح الذين يأتون من أجل المتعة، فالسوق مبني على الطراز التركي القديم، صحيح أنه قد تعرض لعملية ترميم قبل حوالي قرن بسبب حدوث هزة أرضية طفيفة إلا أنه لا يزال محتفظًا كما هو بالطراز التركي الذي أُسس عليه، والذي يُمكن اعتباره بلا شك أحد الأسباب الرئيسية للجذب.
بعض المحلات التجارية الموجودة داخل السوق المسقوف تتبع في الأصل علامات تجارية كبرى، وهذا بالطبع أمر متوقع نظرًا لكوننا نتحدث عن أكبر وأعرق سوق في العالم، كما أنه من البديهي أيضًا أن تتواجد كافة المواد المطلوبة باختلاف ثقافتها، فالأسيوي سوف يجد داخل هذا السوق ما يحتاجه وكذلك الأوروبي وكذلك الأسيوي، لكن الأمر الجيد الآخر في هذا السوق أنه لم يكتفي فقط بالمحلات التجارية، وإنما تتواجد به كذلك بعض الأماكن الترفيهية البحتة، فعلى سبيل المثال ثمة تواجد للمطاعم بمختلف الأطعمة والمقاهي والمكتبات وأماكن أخرى مُخصصة للأطفال، ببساطة شديدة، داخل هذا السوق لن تواجه معاناة من أي نوع، وسوف تقضي فيه أفضل الأوقات أنت وأسرتك إذا ما أردتها زيارة عائلية.