وقد ظل السوق على حالته الأولى حتى أُعيد ترميمه من جديد قبل حوالي قرنين، وذلك بسبب تعرضه لهزة أرضية أو زلزال بالمعنى الأدق، عمومًا، بعيد عن البناء والترميم فإن السوق المسقوف، وبأي حالة يتواجد عليها، هو بلا شك مركز التسوق الأكبر والأفضل في العالم، بل والأقدم أيضًا، فلم يثبت أنه ثمة سوق قد سبق في البناء السوق المسقوف، ولهذه فإنه من المنطقي تمامًا أن يأتي إليه السياح من كل مكان في العالم، بل لن نبالغ إذا قلنا أن أكبر مطاعم العالم تأخذ المعدات والمواد الخاصة بها من السوق المسقوف أيضًا، وهو ما يعكس الأهمية الكبرى التي يتمتع بها هذا السوق على كافة الأصعدة.
عند الذهاب إلى السوق المسقوف لا يُمكنك أن تُعطي الأمان للناس داخل هذا السوق لأنهم بطبيعة الحال سيكونون من ثقافات كثيرة مختلفة، وهذا لا يعنى طبعًا أن الأمان أمر معدوم تمامًا، لكننا فقط نتحدث عن أخذ الاحتياطات اللازمة، وكذلك يجب الانتباه جيدًا أن البائعين هناك مُخضرمين للغاية، ولذلك انتبه للأسعار جيدًا واسأل في أكثر من مكان قبل أن تُقرر الشراء، والواقع أن الحديث بهذه الطريقة السطحية ربما لا يوصل لكم ما نريد إيصاله من أهمية لهذا السوق العالمي، ولهذا دعونا ندخل بأنفسنا السوق المسقوف ونرى ما يتواجد حقًا بداخله.
السوق المسقوف من الداخل
في البداية عليك أن تعرف جيدًا أنك تتحدث عن سوق تقترب مساحته من الخمسين ألف متر، وهذه مساحة هائلة بكل تأكيد سمحت بتواجد كل شيء يُمكنكم تخيله في هذه الحياة، صحيح أن محلات البيع والشراء هي المسيطرة هناك لكن هذا لا يمنع من وجود بعض أماكن الترفيه والمطاعم والمساجد، أما عن السلع الموجودة فهي تتبع كل الثقافات والحضارات، فالسائح الأوروبي سوف يجد ما يُريده وكذلك السائح الأسيوي والسائح العربي بالطبع، وذلك في داخل أكثر من ستة وستين شارع جانبي يعجون جميعًا بالمحلات التجارية العملاقة، وبالتأكيد طوال سيرك في هذا السوق سوف تحظى بأنواع متعددة من المتع متمثلة في الروائح والناس وحديثهم والتعامل معهم، كل شيء ستجده داخل السوق المسقوف ومن المؤكد أنك لن تخرج أبدًا خالي اليدين، فبالطبع سيعجبك شيء وتقوم بشرائه، وحتى لو لم تجد شيء للشراء فسوف تجد المتعة، وهي أكثر شيء يطمع الإنسان فيه بهذه الحياة، لا تنتظر كثيرًا وسارع بالذهاب إلى السوق الكبير في أقرب صورة ممكنة، ولكيلا تغفل شيء، عندما تكون في مدينة إسطنبول قم بسلك محطة المترو بزيد وسوف تصل سريعًا إلى مكان السوق.