من خارج المطعم سوف تجد نفسك واقفًا ومستغرقًا في التفكير بسبب الوضعية التي يأخذها هذا المكان، فهو يبدو من الوهلة الأولى وكأنه مطعمين متجاورين، لكن عندما تقترب وتتبين حقيقة الأمور فسوف تعرف بأنه مجرد مطعم واحد لكنه يمتلك منظرين رائعين، منظر من الداخل لعشاق الأماكن المُغلقة ومنظر من الخارج لعشاق الأماكن المفتوحة، والذين سيجدون أنفسهم بالقرب من شاطئ جزيرة جوزو وكأنهم يتناولون الطعام داخل الشاطئ، على العموم، المطعم له مساحة كبيرة للغاية تسمح بوجود عدد ليس بالقليل من المقاعد وبالتالي احتواء عدد أكبر من الزبائن، وهي مشكلة كان المطعم يعاني منها في بداياته قبل أن تحدث عملية التفكير في التوسعة، والتي جاءت من خلال إنشاء الجزء الخارجي، على العموم، المطعم يهتم جدًا بتطبيق طبيعة المكان الذي يتواجد به، فهو موجود بالقرب من الساحل والبحر، ولهذا نجد أنه من الطبيعي التركيز على المأكولات البحرية وعلى رأسها الأسماك، أيضًا هناك مُتسع لرؤية المطبخ وما يتم بداخله، وهو أمر مقصود بالمناسبة، حيث أنك عزيزي السائح سوف ترى بنفسك نظافة المطبخ وكيفية تحضير الأطباق التي يتم تقديمها لك، كل هذا بالإضافة إلى الأجواء الخاصة التي سيوفرها المطعم لك.
الأجواء والأطباق والأنشطة
منذ الوهلة الأولى لك داخل مطعم الخوذة سوف تكون قادرًا على الانغماس في الأجواء سريعًا، ففي البداية أول ما ستحتك به العمال والموظفين الموجودين داخل المطعم، وهم جميعًا يرتدون زي موحد أنيق ووديدون للغاية، وهذا هو الأمر الأول الذي يلاحظه كل من يذهب إلى ذلك المطعم، وبعد جلوسك بدقائق سوف يأتي إليك المشروب الترحيبي، وهو مشروب مجاني تمامًا يتم إحضاره مع الماء، ثم تُقدم لك قائمة الأطعمة من أجل اختيار الأطباق التي تُريدها، وهي في الغالب أطباق بحرية خالصة، صحيح أنه ثمة تواجد للأطباق العادية الخاصة بمالطا لكنها أطباق قليلة للغاية، فمطبخ مالطا في الأساس ليس قويًا للدرجة التي يتم تخيلها، على العموم، بعد أن تختار طبقك سوف تمكث لخمس دقائق فقط قبل أن يتم إحضاره لك، وكما ذكرنا، من الممكن جدًا رؤية الطبق وهو يُجهز أمامك بسبب فتح باب المطبخ للجميع، وأطباق الأسماك بالمناسبة تتواجد فيها الأطباق الصينية واليابانية التي يتم فيها إقحام السمك، وعلى رأسها السوشي، لك عزيزي السائح يجب أن تعرف شيء هام للغاية، وهو أنك لن تكتفي فقط داخل هذا المطعم بتناول الطعام!
مع أن الهدف الرئيسي لأي مكان من هذه النوعية أن يتم تناول الطعام بداخله إلا أن مطعم الخوذة يخلق مزيج من الأنشطة والفاعليات والأجواء التي تجعلك تُدرك فعلًا قيمته وأهميته، فأثناء تناولك لوجبتك لن تُغادرك الموسيقى بأي شكل من الأشكال، وهذه الموسيقى قد تكون مسجلة وقد يتم عزفها أمامك بصورة مباشرة، أضف إلى ذلك وجود أيام خصومات كثيرة شهرية وسنوية وربما أسبوعية، وفي هذه الأيام يحصل الموجود في المطعم على فرصة تناول الطعام بخصم كبير، قد يصل إلى سبعين بالمئة، خلال ساعات محددة من اليوم، وهناك مهرجان للطعام يُقام كل فترة وآخر للموسيقى، وكل هذه الفاعليات تهدف في المقام الأول إلى الترويج للمطعم، لكن لكي نكون صريحين فإن مطعم الخوذة في الوقت الحالي لم يعد بحاجة إلى أي ترويج، فهو يُعتبر المطعم الأشهر والأكثر رواجًا على الإطلاق في مالطا.