وإذا أردنا تحديد أكثر من ذلك يُمكننا التحدث عن مطعم إل كونفيفيو تروياني الشهير، ذلك المطعم الذي على الرغم من حداثته النسبية إلا أنه قد استطاع خلال فترة قصيرة كسب احترام وثقة الزوار، ونحن هنا بالطبع لا نتحدث عن زوار إيطاليا أو روما وإنما زوار أوروبا بشكلٍ عام، فهناك من قد يُسافر إلى هذه المدينة خصيصًا من أجل أن يحظى بوجبة طعام بداخلها، وهذا ما يعكس طبعًا الأهمية الكُبرى للمطعم، وإن كانت طبعًا كل مطاعم روما مهمة ومؤثرة، لكن إل كونفيفيو له مكانة خاصة ومُختلفة.
أُسس إل كونفيفيو في تسعينيات القرن المنصرم، وهو تابع للعائلة التي سُمي المطعم باسمها، والحقيقة أن العائلة عندما أنشأت هذا المطعم لم تكن تضع في حسبانها استغلاله في الربح، بل كان أشبه بمكان لاحتفالات العائلة، وربما لهذا نرى أنه حتى الآن لا يزال إل كونفيفيو يُخصص أيضًا للاحتفالات العامة والمناسبات، فالفكرة أنك لن تذهب إلى هذا المطعم من أجل تناول الطعام فقط، وإنما أيضًا إقامة وإحياء أهم المناسبات لديك، وقد خلق هذا الأمر جو أسري في المطعم ساهم في ترسيخ عملية الجذب التي نتحدث عنها، لكن ماذا عن إل كونفيفيو من الداخل، ما الذي يُمكننا استكشافه يا تُرى؟
إل كونفيفيو من الداخل
المطعم من الداخل يُشبه أي مطعم في روما أو إيطاليا بشكلٍ عام، وذلك من ناحية أناقة التصميم والتجهيز والأثاث، لكن بالنسبة للوجبات فالأمر يختلف لدرجة أنه ثمة أطباق لا يُمكن تناولها بأي مكان آخر في روما بخلاف إل كونفيفيو، وهذا بالطبع نجاح لا يحتاج إلى الإشارة إليه، أما عن الأطباق التي يتم تقديمها داخل إل كونفيفيو فهي متنوعة وجامعة بين الطعم الروماني القديم والحديث، فبكل تأكيد بلد الطعام إيطاليا لن تأخذ أطعمتها من مكانٍ آخر لأنها الأصل كما يقولون، ومن أبرز الأطباق المعروضة داخل المطعم طبق ذيل البقر، فهو الطبق الرئيسي المفضل لدى كل من يزورون المطعم، هذا بالإضافة إلى الكثير من الأطباق الأخرى التي يُتيح المطعم معها سياسة خاصة ومختلفة، وهي سياسة التذوق قبل الشراء، بمعنى أنه بإمكانك الجلوس وقتما تشاء وتذوق كل الأصناف مجانًا ثم القيام بالطلب بعد ذلك، وهذا امتياز حقيقي يندر منحه للعملاء، لكن مطعم إل كونفيفيو يفعل ذلك بكل حب.