طبعًا بلا شك تنبع أهمية موارد السفر من كونها تتعمق في أمور لا خلاف على حاجة السائح إليها خلال رحلة السفر، فهو يحتاج إلى ما يُزيل الغمامة من على عينيه مثلما هو الحال مع أي غريب عن مكانٍ ما، فهو بالتأكيد يُصبح كالأعمى، ووصف الأعمى هنا مجازًا وليس حرفيًا، حيث يُشير إلى قلة معرفة السائح أو الزائر بالمكان وحاجته إلى تبيان له، وهذا ما سنحاول فعله بالضبط من خلال الإجابة على بعض الأسئلة الهامة التي تدور في أذهان كافة السياح الذين يُقدمون على السفر إلى مكانٍ ما في إفريقيا لأول مرة، وبالتأكيد سوف يُزال الكثير من الغموض بهذه الإجابات وتُصبح الأمور أسهل بكثير، فهي بنا نبدأ سريعًا مع أول سؤال دائمًا ما تسألونه عن المكان الذي تودون الذهاب إليه.
س: ما هي حالة دور العبادة في قارة إفريقيا؟
ج: من البديهي أن المسافر عندما يقرر السفر إلى أي مكان فإنه سيترك كل شيء خلفه، إلا عبادته فإنه لا يستطيع تركها أينما ذهب، ولهذا فإن هذا السائح سوف يسأل قبل تحركه إلى أي مكان في إفريقيا عن حالة دور العبادة هناك، وهنا فإن الأمور سوف تختلف كثيرًا بين مكانٍ آخر، ولكي نكون دقيقين وواضحين دعونا نُفرّق بين عرب إفريقيا والبقية ممن يحملون البشرة السمراء ويتكلمون لغات أخرى بخلاف العربية، وهذا ليس تفريقًا عنصريًا بقدر ما هو واقع تُشير إليه كافة الحوادث السابقة، ففي نيجريا مثلًا يتم قتل المسلمين والتنكيل بهم، لذلك فإنه من غير المنطقي أبدًا أن يتم السؤال عن حالة دور العبادة، وهذا الحال موجود كذلك في أغلب الدول الإفريقية التي ربما لا تدين أصلًا بأي دين مثلما يحدث في القبائل الرعوية، ولكي تجعل نفسك آمنًا في هذه البلاد اعمل بقول النبي بكون الأرض بأكملها مسجدًا ومكانًا للصلاة والتزم بصلاتك في الفندق الذي ستقيم فيه، اللهم إلا إذا كانت البلد التي ستذهب إليها به نسبة مسلمين لهم دور عبادة مؤمَنة.
بالنسبة لعرب إفريقيا فسوف تختلف الأمور تمامًا نظرًا للتقدم الفكري الهائل، فبلاد مثل مصر وتونس والمغرب والجزائر ولبنان سوف تجد فيها بالتأكيد دور عبادة مناسبة للديانة الإسلامية والمسيحية نظرًا لتواجد النوعين ضمن السكان الأصليين للبلد، والأهم من ذلك أنه يتم معاملتهم معاملة جيدة، لذلك لا تقلق أبدًا في حالة سفرك لهذه البلاد لأن حالة دور العبادة جيدة جدًا ومتوفرة وآمنة، وهذا ما يريده أي سائح بالتأكيد.
س: ما هي أهم العطلات والأعياد في قارة إفريقيا؟
ج: مثل أي مكان في العالم نجد أن دول إفريقيا تمتلك الأعياد الخاصة بها، والتي يتم الاحتفال بها بشكل سنوي، فمثلًا الدول العربي من المعروف عنها أنها تحتفل بأعياد معينة أغلبها إسلامي، وعلى رأسها طبعًا أعياد الفطر والأضحى، وبعض هذه الأعياد يكون المرجع لها وطني مثل أعياد التحرير أو نيل الاستقلال، في حين نجد أن الدول الإفريقية، المعروفة بالبشرة السمراء والغير ناطقة أصلًا للعربي، تحتفل ببعض الأعياد التي منها ما هو ديني، إذا كانت الديانة مسيحية مثلًا، ومنها ما هو غامض وغريب مثل الأعياد الخرافية القائمة على طرق احتفالية غريبة، وهذه الأعياد سنتعرف عليها بالتفصيل عندما نتحدث عن الجزء المتعلق بأهم الأحداث الموجودة في إفريقيا، لكن ما نريد قوله أن الأعياد في إفريقيا موجودة وبكثرة، لكنك كزائر لن تتمكن من المشاركة في جميعها نظرًا لأن بعضها يتعارض مع أفكارك وتوجهاتك.
بالنسبة للعطلات فهي في إفريقيا تتعلق بثلاثة أيام على الأرجح، وهي أيام الجمعة والسبت والأحد، أما بالنسبة ليوم الجمعة فهو اليوم الأهم والأكثر اعتبارًا كعطلة في الدول الإفريقية وخاصةً العربية، وقد تكون هناك أيام أخرى متعلقة به مثل السبت، أما في الدول الغير عربية فإنه غالبًا ما تكون الإجازات يومي السبت والأحد مثلما هو الحال مع أوروبا مثلًا، عمومًا، عندما تُقرر السفر إلى أي مكان في إفريقيا فلتكن هذه الأيام الثلاث هي فكرتك عن الإجازة.
س: ما هي الأماكن الآمنة والخطرة؟
ج: الأمان والخطر في إفريقيا مصطلحان هامان جدًا لأننا نتحدث عن قارة تنتمي أغلب الدول الموجودة بها إلى العالم الثالث، ذلك العالم الذي يعاني من الجهل والتخلف والفقر، ولذلك يُمكننا القول بكل حيادية أن الأماكن الأكثر أمنًا هي الدول العربية كمصر وتونس والجزائر والمغرب، وما يبرهن على هذا الحياد أننا لم نذكر دول عربية أخرى مثل السودان وليبيا نظرًا لكونهما لا يتمتعان بهذا الأمان، ففي البلاد التي ذكرناها يُمكنك كزائر أن تُمارس عملك أو تحظى بمتعتك بكل سهولة، لكن في الدول الإفريقية ذات البشرة السمراء والغير ناطقة بالعربية فإن الأمور سوف تختلف بعض الشيء، حيث أنك ستتعامل هناك مع حالة غير مُستتبة بالمرة وخطر مُحدق في كل مكان يرجع كما ذكرنا إلى ارتفاع نسبة الفقر والجهل وانتشار اللصوص والمتشردين، عمومًا، من الدول الإفريقية الآمنة أيضًا جنوب إفريقيا والسنغال، أما الدول الغير آمنة فمنها نيجيريا والكونغو وأغلب دول الجنوب والشرق بشكلٍ عام، وعدم تواجد الأمان لا يعني طبعًا عدم سفرك إليها لأي سبب، وإنما فقط ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة لتأمين نفسك.
س: ما هي أحوال خدمة الإنترنت والواي فاي في إفريقيا؟
ج: بالتأكيد أي شخص في العالم الآن أصبح في حاجة ماسة إلى خدمة الإنترنت تمامًا كما يحتاج إلى الماء والهواء والطعام والشراب، وربما هذا الأمر يتضح أكثر خلال السنوات العشر الأخيرة وما تمكن الإنترنت من فعله بدول الوطن العربي الموجودة في إفريقيا، عمومًا، أي شخص سوف يُفكر في السفر إلى هذه القارة سوف يُفكر قبل ذلك في حالة خدمة الإنترنت وما الذي سيواجه بالضبط خلال هذه الرحلة، وهنا نحن لن نكون قادرين في الحقيقة على طمأنتكم نظرًا لكون الأمر في إفريقيا مختلف تمامًا عن أوروبا، فالإنترنت هنا خدمة تُطال بشق الأنفس، بعد ذلك يُمكنك أن تشتكي بقدر ما تستطيع من سوء هذه الخدمة وعدم سرعتها، وهذا يأخذنا منطقيًا إلى ندرة خدمة الواي فاي، وهذا هو الأمر الغالب في معظم دول قارة إفريقيا، اللهم إلا الدول المُتقدمة بعض الشيء في القارة والتي تتمكن من توفير هذه الخدمة في حدود المعقول، ومن أهم هذه الدول مثلًا مصر وتونس والمغرب والجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا وبعد الدول القليلة الأخرى.
س: ما هي مواعيد عمل البنوك والصيدليات والمتاجر في إفريقيا؟
ج: الانضباط في إفريقيا أمر نادر بعض الشيء، بمعنى أنه لا يُمكنك بأية حالٍ من الأحوال أن تعتقد بأن البنوك والصيدليات والمتاجر تلتزم بمواعيد محددة، وخاصةً المتاجر والصيدليات، فالبنوك نظرًا لكونها تعمل حسب الطلب الدولي وتتصل بجهات كبيرة في العالم تجدها مضطرة للالتزام والانضباط في كل شيء، وعلى رأس هذه الأشياء المواعيد، فهي تفتح غالبًا التاسعة أو العاشرة وتُغلق في الثانية ظهرًا أو الرابعة عصرًا على أقصى تقدير، أما الصيدليات والمتاجر فهي قد تفتح بلا مبالغة طوال الأربعة وعشرين ساعة، وهذا ليس أمر جيد بالمرة كما قد يعتقد البعض، فمعنى أن تكون هذه الأماكن متاحة بشكل دائم أنها لا تتمتع بالنظام، والمكان الذي لا يتمتع بالنظام لا يُمكنك توقع منه خدمة مميزة، عمومًا، تدعي الصيدليات والمتاجر أن الحاجة إليهما حاجة دائمة لا تتعلق بالوقت، ولهذا فإنها لا تُغلق في أي وقت من اليوم.
س: ما هي حالة خدمتي البريد والطوارئ في إفريقيا؟
ج: خدمتين آخرتين يتم السؤال عنهما باستمرار، وهما خدمتي البريد والطوارئ، أما ما يتعلق بخدمة البريد فللأسف هي ليست جيدة بالقدر الذي قد يجعلنا مطمئنين معها نظرًا لضعف خطوط الاتصال، ولذلك نجد أن البريد المكتوب شبه غير متاح، فلا توجد صناديق على رأس كل شارع مثلما هو الحال في أغلب مدن أوروبا، لكن في النهاية موجود ولو بصورة نادرة، وبالنسبة للبريد الخاص بالشحن والتفريغ فهو متاح لكن مُكلف بعض الشيء، إلا أنه في نفس الوقت لا يخضع للمواعيد السريعة أو المُبتغاة، وبالحديث عن خدمة الطوارئ يجب أن نتوقف مرة أخرى للتفريق بين الدول العربية والدول الإفريقية الغير عربية، فأغلب الدول الغير عربية تكون فيها خدمة الطوارئ متواكبة مع حالتها الاقتصادية، وهذا ما يجعلنا نُبرهن على عدم جاهزيتها التامة، لكنها في النهاية موجودة وقادرة على العطاء، أما بالنسبة لخدمة الطوارئ في الدول العربية فهي جيدة جدًا وسريعة الاستجابة، ونحن هنا نعني خدمات النجدة والإسعاف والمطافئ.