أفريقيا

أفريقيا - مسارات

مرة أخرى نعود ونقول إن السائح الذي يذهب إلى مكانٍ ما لأول مرة لا يكون مُلمًا بما يتواجد داخل هذا المكان، هو يعرف إن إفريقيا مكان جميل ورائع، لكنه لا يعرف كيف يُمكنه بالضبط اكتشاف هذا الجمال، صحيح أن الأماكن البارزة ومناطق الجذب السياحي قد تكون معروفة وسهل جدًا الوصول إليها لكن في نفس الوقت لن يتمكن السائح الذي يُسافر للمرة الأولى من ترتيب هذه الأيام ترتيبًا مناسبًا واستغلالها بالشكل الذي يجعل من الرحلة رحلة شاملة كما ذكرنا من قبل، وسوف نقوم نحن بهذه المهمة مع اعتبار أن الرحلة داخل القارة بأكملها لن تستغرق سوى أسبوع واحد، ولأن الجمعة والسبت في الغالب يكونان أيام رسمية للعطلة فسوف نقوم بحذفهما من الأسبوع ليتبقى لنا خمس أيام تبدأ من الأحد وتنتهي بالخميس، ولتكن البداية مع يوم الأحد وما يُمكننا فعله في هذا اليوم، أو بمعنى أدق، ما يمكننا نصح السائح بفعله لسلك مسار جيد.

اليوم الأول

يُمكن اعتبار اليوم الأول في كل شيء هو يوم الذروة، وذلك لأنه حقيقةً يشهد حماسة كبيرة ورغبة شديدة، وإذا طبقنا هذا الأمر على مسألة السفر داخل إفريقيا فسوف يكون من الرائع جدًا أن بدأ جولتنا من أهم مكان يُمكن السفر إليه في قارة إفريقيا، ونحن هنا نتحدث عن جمهورية مصر العربية التي تمتلك ما يزيد عن ثلثي آثار العالم، فالسائح مهما كانت البلد التي ينتمي إليه سوف يود بالتأكيد تجربة الجولة الأثرية الذي تكون أغلب الأماكن التي يتم زيارتها خلالها عبارة عن معابد ومتاحف، لذلك فإن النصيحة هنا تكمن في التوجه مباشرةً إلى مدينة الأقصر بمصر، وذلك بعد أن نكون قبل ذلك قد حجزنا في أحد فنادقها، بعد ذلك نبدأ جولتنا في الصباح الباكر بزيارة المتاحف الكثيرة الموجودة في المدينة، وكذلك المسلات والمناطق الفرعونية الموجودة، ويُفضل أن يتم اصطحاب مرشد سياحي في حالة كون هذه الزيارة هي الأولى لك، وخلال الزيارة بين المتاحف والمعابد والأماكن الفرعونية القديمة سوف يكون بإمكانك استكشاف تاريخ طويل عفى عليه آلاف السنين، وهذا هو مكمن المتعة التي ستحظى بها في هذا اليوم.

اليوم الثاني

في اليوم الثاني سوف نغادر مصر لأنها بالتأكيد ليست الدولة الوحيدة في قارة إفريقيا التي تمتلك وجهات سياحية مميزة، ولتكن وجهتنا مطار كيب تاون حيث دولة جنوب إفريقيا التي تصلح وبشدة لقضاء اليوم الثاني بها، ولأن مدينة كيب تاون وحدها تمتلك ما يزيد عن السبعين بالمئة من مناطق الجذب الموجودة في جنوب إفريقيا فسوف نقضي يومنا بأكمله به، والبداية سيكون مع حجز فندق فاخر بالمدينة، ولا توجد أكثر من الفنادق الفاخرة في كيب تاون، ثم بعد ذلك سوف نبدأ رحلتنا مع شاطئ بولدرز، وهذا الشاطئ يُعتبر من أفضل الشواطئ في إفريقيا والعالم بأكمله، ثم بعد ذلك سوف نعرج إلى جزيرة روبن، وهي جزيرة تاريخية كبيرة معروفة بكونها في السابق سجن مفتوح تم وضع الرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا بها، وهو الزعيم نيلسون مانديلا، لكن الآن أصبحت مزارًا سياحيًا ومكان هام تابع لليونسكو، وأخيرًا يُمكننا التوجه إلى عجلة كيب تاون، وهي مكان مُدهش سوف يوفر لك تجربة ممتعة، وبهذا يُمكننا القول أننا قد وهبنا اليوم الثاني برحلتنا للطبيعة.

اليوم الثالث

في اليوم الثالث سوف نأخذ الطائرة سريعًا ونتوجه إلى مدينة مراكش المغربية، فهناك يُمكننا قضاء اليوم في أفضل صورة ممكنة من خلال التمتع بالشكل الحضاري لهذه المدينة، ذلك الشكل الممتزج بصورة رائعة بالعراقة، حيث أن الأسواق العربية هناك سوف تُحرك أشياء كثيرة بك، لكنك لن تكتفي بعمليات البيع والشراء والأسواق، وإنما أيضًا سيكون بمقدورك زيارة الكثير من الأماكن البارزة التي يأتي إليها السياح من كل مكان في العالم، وذلك مثل نادي الجولف الملكي الموجود في قلب مدينة مراكش، وأيضًا سيكون بمقدورنا زيارة الحديقة المغربية الفرنسية ماجوريل، وهي التي قام بتشييدها وتصميمها مهندس فرنسي يحمل نفس الاسم ويُعتبر من أشهر المهندسين في العالم، ولذلك كان من الطبيعي جدًا أن تكون الحديقة من أفضل الحدائق في العالم، ولا يُمكننا طبعًا خلال هذه الزيارة أن ننسى أن نعرج إلى قصر الباهية، وهو قصر ملكي فخم يحتوي على الكثير من الأجنحة الفاخرة والحدائق الواسعة، كما أنه سيدهشك بعظمة فن المعمار المغربي، لذلك لن يكون من الجيد أبدًا تفويت فرصة زيارة هذا القصر وزيارة مراكش بشكلٍ عام.

اليوم الرابع

في اليوم الرابع، وبما أننا كنا في اليوم الذي يسبقه في الغرب، فسوف يكون من المنطقي أن نذهب إلى تونس، وهي أيضًا واحدة من أهم عواصم الجمال في إفريقيا، وبالتأكيد كلنا يعرف التاريخ الطويل لهذه البلد والنهضة الصناعية والاقتصادية التي وقعت بها وأدت إلى كثرة الفنادق والمنتجعات والأماكن السياحية بشكل عام، ولذلك سوف تبدو مناسبة تمامًا لرحلتك، وإذا أردت أن تذهب إلى مدينة معينة في هذا البلد الجميل لتقضي بها اليوم بأكملها فإن النصيحة سوف تكون بالذهاب إلى مدينة الحمامات، وهي مدينة تونسية شهيرة تحتوي على الكثير من أماكن الجذب مثل قرطاج لاند الموجود في منتجع الياسمين الشهير، وهو أشبه بمحاكاة لمدينة ديزني لاند الشهيرة، لكن أساليب الترفيه الموجودة به تتوافق أكثر مع الهوية العربية كما يُمكن كذلك زيارة شاطئ الحمامات، وهذا الشاطئ لعلمكم من أفضل الشواطئ في إفريقيا والشرق الأوسط، ولا ننسى أيضًا أكوا بارك، وهو منتزه على الطراز العالمي وشبه مُخصص للألعاب المائية، والحقيقة أن الميزة الرئيسية في هذه المدينة أنها صغيرة بعض الشيء من ناحية المساحة، وهذا الأمر سيسمح لنا بزيارة كافة الأماكن بوقت قصير.

اليوم الخامس

مسك الختام في جولتنا سوف يكون في واحدة من أجمل الأماكن السياحية في العالم بأكمله وليس فقط قارة إفريقيا، إنها جزيرة موريشيوس، ولمن لا يعرف فإن هذه الجزيرة هي في الأساس عبارة عن مجموعة من الجزر، تلك الجزر قد توحدت في بينها من أجل إنشاء جزيرة طبيعية تمتاز بالكثير من عوامل الجذب لدرجة أن أغلب المشاهير في العالم يقضون عطلتهم في هذا الأماكن، والحقيقة أن ذلك راجع في المقام الأول إلى وجود العديد من مناطق الجذب القوية، والتي على رأسها مثلًا أرض الألوان السبعة، ومن الاسم يُمكننا وصف هذه الأرض، فهي أرض تمتد على مساحة تقترب من الثمانية آلاف متر وتمتاز بوجود كسبان رملية مختلفة الألوان، وطبعًا أمر مثل هذا جاذب جدًا للسياح، أضف إلى ذلك جراند باي، وهي مدينة صناعية طبيعية في نفس الوقت، ويُمكن القول باختصار أنها تصغير لجزيرة موريشيوس بالكامل، أو بمعنى أدق، تختزل كل الجمال الموجود بالجزيرة وتقدمه في جزيرة مُجهزة أفضل تجهيز ممكن.

الأماكن الجاذبة، التي يُمكننا الاستمتاع بها خلال اليوم الخامس والأخير من جولتنا، لا تزال كثيرة، فهناك أيضًا منتزه خوانق، أو النهر الأسود كما يقولون، وهو عبارة عن حديقة وطنية كبرى، وبالرغم من كثرة الحدائق في هذه البلد إلا أن ما يميز هذا المنتزه بالذات أنه يمتلك بداخله الكثير من الحيوانات والطيور النادرة التي ربما لن تراها في أي مكان آخر بالعالم، وأخيرًا يُمكننا زيارة أيضًا شلالات شماريل، وهي شلالات طبيعية مُبهرة وتُعتبر من أفضل الشلالات في الجزيرة وفي العالم، إنه حقًا يوم للمتعة في هذه الجزيرة الممتعة.

طبعًا المسار الذي قمنا برسمه الآن ليس المسار الأفضل، وإنما هو الأنسب والأكثر تماشيًا مع السائح الذي لن يقضي في قارة إفريقيا سوى أسبوع واحد، فلو كانت المدة شهر أو عام مثلًا لكانت الزيارة أكثر شمولًا وأكثر تميزًا، لكن في نفس الوقت قد يمتلك البعض مسارًا آخر خلال أسبوع واحد أيضًا، الأمر كله يتعلق بالذوق والتفضيل، وهل سيكون المكان المُراد زيارته أثري أم حضاري أم نسبي، ولو تلاحظون فقد قمنا خلال رسم مسار هذه الرحلة بمراعاة كل هذه الجوانب تقريبًا.

Booking.com