أفريقيا

أفريقيا - التنقل

طبعًا لا خلاف على أن الإلمام بعملية التنقل الآن أصبحت من أهم الضروريات التي يسعى إليها كل أولئك الذين يخططون للسفر مهما كان المكان الذي ينوون الذهاب إليه، فأنت خلال رحلتك لن تُغلق عليك غرفتك وتجلس وحيدًا، وإنما ستضطر بالتأكيد إلى النزول للشارع والذهاب إلى هنا وهناك، وهذا الأمر يستلزم منك معرفة كيفية القيام بهذه العملية على أكمل وجه ممكن، وما هي وسيلة المواصلات التي ستُريحك وما هي وسيلة المواصلات التي لن تأخذ منك أموال كثيرة وما إلى ذلك من أمور يسعى المسافر بكل ما أوتي من قوة لمعرفتها، وسوف نبدأ عملية التوضيح والتعريف هذه بأهم وسيلة تنقل على الإطلاق، وهي الطائرات، فما هي حالتها في إفريقيا يا تُرى؟

الطائرات والمطارات في إفريقيا

أول وأهم وسيلة تنقل بلا أدنى شك هو وسيلة الطائرة، وذلك لأننا نتحدث عن قارة كبيرة جدًا من البديهي أنك كسائح قد تُريد زيارة الكثير من المُدن أو الدول بها، وبالتالي سوف تحتاج إلى وسيلة نقل مسافات طويلة، وهذا الأمر ليس متوافرًا إلا من خلال الطائرات، والواقع أن الطيران في إفريقيا يشهد تفاوت كبير قد يُصيبك بالدهشة، فهناك خدمات طيران ومطارات على الطراز العالمي وفي نفس الوقت هناك طائرات ومطارات بالكاد تجعلك تقضي الغرض منها على تأفف، وهذا يرجع كما ذكرنا من قبل إلى التفاوت الاقتصادي الكبير بين البلدان، فعلى سبيل المثال أفضل شركات الطيران في إفريقيا شركة كيب تاون وشركة مصر للطيران، فهذان الشركتان بالذات يوفران للعملاء طائرات على الطراز العالمي، وعلى الصعيد الآخر نجد أسعارهما معقولة بعض الشيء، وهذا ما يجعل خطوط شركة مثل مصر للطيران لم تتوقف عن العمل منذ أكثر من ثلاثين عام، ففي أي وقت ثمة رحلة في السماء تابعة لهذه الشركة، وهذا ما يؤكد فكرة تميزها وتفردها.

بقية الشركات أيضًا جيدة وتوفر طائرات جيدة لكنها لا ترقى للمستوى المذكور، أما بالنسبة للمطارات فهي شيء خاص بالدولة، بمعنى أن الشركات لا تقوم ببناء هذه المطارات وإنما الدولة هي التي تفعل، وبالتالي نجدها تبذل قصارى جهدها للخروج في نهاية المطاف بمطار دولي مُحترم بالمعنى الدرج، ومن أهم المطارات الموجودة في إفريقيا مطار كيب تاون ومطار كيغالي ومطار أديس أبابا ومطار برازفيل، والكثير من المطارات الأخرى التي نلاحظ أن أغلبها متواجد في دول شبه منهارة اقتصاديًا لكن الاهتمام بالمطارات أمر شبه مقدس على ما يبدو، وبالنسبة للأسعار فيُمكن اعتبارها الأمر الجيد والأفضل في هذه العملية، فهي في المتناول جدًا وتكاد تبدأ من خمسمائة دولار للرحلة، ثم يحدث التفاوت الطفيف لاحقًا.

القطارات في إفريقيا

حركة القطارات في قارة إفريقيا تختلف ثلاثمائة وستين درجة عن حركتها في قارة أوروبا، فالقطار في أوروبا يُمكن أن يمر بأوروبا بأكملها في رحلة واحدة، لكن الأمور تختلف كثيرًا في إفريقيا والتي تكون حركة القطارات بها حركة داخلية فقط، بمعنى أن رحلة القطار تُخصص من أجل التحرك داخل الدولة والذهاب إلى أبعد مكان فيها، لكن الأمور تتوقف هنا بسبب الشبكة الضعيفة للقطارات في إفريقيا بشكل عام، وقد لاحظنا أنه في السنوات العشر الأخيرة ظهرت بعض المحاولات من أجل توسيع هذه الشبكة ومحاولة الربط بين الدول من خلال القطار، بيد أن الأمور لم تأخذ منحنى جديد حتى الآن، عمومًا، أغلب القطارات الموجودة في معظم الدول بقارة إفريقيا تتولى مهمة الربط بين المحافظات أو الولايات حسبما يكون التقسيم داخل الدولة، وغالبًا أيضًا ما تكون مدة هذه الرحلة نصف يوم على الأكثر، بمعنى أن القطار المحلي هذا يُتيح لك الذهاب إلى أي مكان في دولتك خلال نصف يوم فقط، أما بالنسبة للأسعار فهي تكاد تكون اقتصادية بحتة، حيث أن رحلتك داخل دولة كاملة في قارة إفريقيا من خلال القطار قد تأخذ من ثلاث إلى ست دولارات على الأرجح.

المترو في إفريقيا

بالنسبة لوسيلة المترو في إفريقيا فهي جزء كبير من الرفاهية الإفريقية، صحيح أن المترو في قارة أوروبا مثلًا شيء عادي وطبيعي توافره إلا أنه في قارة إفريقيا يُصبح أمر لا يُمكن الحصول عليه بسهولة، ففي البداية ثمة أربعة عشر دولة فقط في إفريقيا تمتلك وسيلة المترو ضمن حدودها، أما بقية الدول فهي لا تزال تضع مشاريع لإنشاء خطوط مترو بها، والأمر الأشد سوءًا من ذلك أن الدول التي يتواجد بها المترو لا تستخدم هذه الوسيلة إلى في عشرة أو عشرين بالمئة من مساحتها، أو بمعنى أدق، في العاصمة والمناطق الهامة فقط، أي أنها غير موجودة وشاملة للبلد بأكملها، وهذا أمر قد يتسبب في شل الدولة بكل تأكيد، لكنك بالطبع قبل أن تذهب إلى أي مكان داخل القارة سوف تكون مُلمًا بهذا الأمر وتعرف جيدًا ما الذي تتعامل معه، أما بالنسبة للأسعار فهي تبدأ من عشرة سنتات، على افتراض أن التعامل يُقاس بعملة الدولار، وسبب انخفاض سعر هذه الوسيلة أنها وسيلة جماهيرية في المقام الأول وتخدم ثلث الشعب يوميًا على الأقل، لذلك فإن الأسعار يجب أن تكون في المتداول، مع الوضع في الاعتبار انخفاض معدل الدخل وقلة النشاط الاقتصادي.

الحافلات في إفريقيا

الحافلات في قارة إفريقيا لا تختلف كثيرًا عن وسائل النقل الشعبية الأخرى مثل المترو، فوجود هذه السُبل أصلًا أمر تُخوله الحكومة من أجل التوفير على المواطنين وتعويض التأخر الاقتصادي الكبير الذي يُعانون منه، ولهذا فإنك عزيزي السائح سوف تجد توفير كبير بالنسبة للسعر عند استخدام الحافلات في قارة إفريقيا نظرًا لكونها تتبع الحكومات وتُسخر للمواطنين بدعم أو بسعر قليل للغاية، لكن على الجانب الآخر سوف تأتي التضحية من خلال شكل الخدمة، حيث أنك ستكتشف بأن هذه الحافلات التي تستخدمها مستواها مُنخفض للغاية، فهي في الأصل حافلات قديمة ومُستهلكة، وكذلك تكون مُزدحمة طوال الوقت ومُتدنية في كافة الجوانب، والأشد سوءاً من ذلك أن الحافلات ليست متوفرة طوال الوقت أو في كل مكان، وهذه ليست مبالغة أو تقليل من الحافلات الإفريقية، فالجميع يعرف ذلك بلا شك، حتى الحافلات في البلاد المتقدمة في القارة مثل مصر وجنوب إفريقيا وتونس والجزائر تجدها أيضًا تُعاني من هذه العيوب، عمومًا، أسعار الحافلات تبدأ من خمسة سنتات إذا ما جعلنا من الدولار عملة التداول التي نقيس بها كافة الأسعار داخل القارة.

التنقل الشخصي في إفريقيا

التنقل الشخصي في إفريقيا موجود منذ ستينات القرن المنصرم، وهو يُقصد به ركوب وسيلة مواصلات بشكل فردي، غالبًا ما تُعرف بالتاكسي، وعلى الرغم من كونها مُكلفة بعض الشيء إلا أنها مُريحة للغاية وأسرع في الوصول إلى الوجهة المطلوبة، وهذا ما يدفع البعض للإقدام عليها، لكن مع بداية القرن العشرين، وتحديدًا قبل عشر سنوات فقط، بدأ التنقل الشخصي في قارة إفريقيا يأخذ منحنى آخر مُختلف تمامًا، حيث لم يعد الأمر يتعلق بسيارة خاصة بشخص ما يقوم بتسخيرها للتنقل الشخصي مقابل مبلغ من المال، وإنما أصبحت هناك مجموعة من الشركات الخاصة التي تتولى هذه العملية على نطاق واسع للغاية، ومن أشهر هذه الشركات في إفريقيا والشرق الأوسط بالتحديد شركتي أوبر وكريم، وهما شركتين عالميتين لهما فروع متفرقة في أماكن كثيرة بالعالم، لكن انتشارهما الحقيقي لم يأتي إلا من خلال قارة إفريقيا، عمومًا، ميزة التنقل الشخصي كانت كما ذكرنا متمثلة في الراحة وتوفير الوقت، لكن الآن، ومع هذه الشركات، أصبح توفير الأموال أيضًا موجود، حيث أن الأسعار قد تبدأ بمتوسط دولار واحد فقط، ثم تزيد حسب طول وقِصر الطريق.

Booking.com