طبعًا لا خلاف على أن قارة إفريقيا واحدة من أعرق وأكبر وأهم الدول الموجودة في العالم، صحيح أنها تُعاني من تأخر نسبي في الكثير من المجالات، وأن قارات أحدث منها قد تمكنت من أخذ مكانتها، لكنها تبقى قارة مهمة جدًا في معادلة هذا الكون، بمعنى أدق، العالم بدون قارة إفريقيا لن يكون عالمًا، وهذا ليس مجرد كلام يقال، وإنما هي حقائق يؤكدها تاريخ طويل للغاية، كما أن المساحة والجغرافيا بشكلٍ عام يلعبان دورًا هامًا للغاية في ترسيخ هذه الحقائق، والواقع أننا إذا أردنا تحقيق البداية المثالية في حديثنا عن نبذة لقارة إفريقيا فلن نجد بداية أكثر أهمية من تاريخ هذه القارة، والذي يحتاج كما ذكرنا إلى كتب ومراجع وليس مجرد سطور بسيطة وموجزة.
تاريخ قارة إفريقيا
تحفل قارة إفريقيا بتاريخ طويل وعظيم يدعو حقًا للفخر، والحقيقة أن الكلام العقلاني يجعلنا ننحي الحاضر جانبًا ونتحدث بكل حيادية عن الماضي، والذي استعرضناه وأخذنا بالكلام المُثبت لعلماء الحفريات فسوف نجد أن القارة الإفريقية كانت شاهدة على بداية سلالة الإنسان، والتي كانت قبل حوالي سبعة ملايين عام، وإن كان البعض يقول إن هذه السلالة لم تكن السلالة الأصلية للبشر، أو التي تدرج منها البشر الآن، وإنما كانت السلالة الحقيقية آخذة في البدء قبل حوالي مئة وثمانين ألف عام فقط، لكن القارة الإفريقية أيضًا كانت حضارة فيها، ولكي نكون واضحين، فإن القارة تتواجد قبل ملايين السنين، لكن وجود الإنسان والحياة بشكل عام لم يبدأ إلا قبل حوالي مئتي عام، وقد كان الوجود الأول في الكرة الأرضية بأكملها وليس فقط القارة الإفريقية، كما أن التاريخ يقول أن واحدة من أهم وأبرز الحضارات في العالم، وهي الحضارة الفرعونية، كانت في الأصل حضارة إفريقيا، وهذا سبب من أسباب عظمة إفريقيا التاريخية، لكن ماذا عن الجغرافيا؟
جغرافيا قارة إفريقيا
تزيد مساء قارة إفريقيا عن الثلاثين مليون كيلو متر مربع، وهي بذلك أكبر من أوروبا التي تتجاوز العشرة ملايين بقليل، وأكبر من كل قارة من قارة أمريكا على حِده، القارة الوحيدة التي تزيد في المساحة عنها هي قارة أسيا، والتي تزيد عن الأربع وأربعين كيلو متر مربع، هذا فيما يتعلق بالمساحة، أما الحدود التي ترسم شكل القارة فنجد أن البحر المتوسط يحد إفريقيا من الشمال، بينما المحيط الأطلسي والهندي فيقعان في جنوب القارة، وتجدر الإشارة إلى أن المحيط الأطلسي يتواجد جزء كبير منه في غرب القارة، وأخيرًا، ومن الشرق، فهناك البحر الأحمر وقناة السويس والمحيط الهندي، وهي حدود تشمل كما نرى أغلب المسطحات المائية الكبرى الموجودة في هذا العالم.
الطقس في إفريقيا
الطقس في إفريقيا حار صيفًا، هذه قاعدة تنطبق على كل دول قارة إفريقيا بلا استثناء، أما الشتاء فهو الفصل الذي يُمكن الاختلاف فيه بكل تأكيد، فالشتاء في بعض الدول يأتي معتدلًا، أي بارد بدرجة معقولة، وربما يحدث في أحيان نادرة أن يكون الشتاء باردًا بصورة شديدة للغاية، وهو أمر ليس له علاقة بسقوط الأمطار طبعًا، فهي تسقط في أي مكان بالقارة بصورة طبيعية، بيد أنه ثمة بعض المناطق في القارة لا تعرف ما يُسمى بالشتاء، فالطقس بالنسبة لهم حار طوال الوقت، ويُمكن بعد ذلك أن نختلف في درجة الحرارة وهل هي مرتفعة للغاية أم مرتفعة فقط أم حرارة عادية، لكنها في النهاية تبقى أجواء حارة للغاية، ومن أكثر الدول التي تُعاني من هذا الطقس دول وسط إفريقيا وجنوبها، وربما لهذا تسود البشرة السوداء التي تأتي كنتيجة حتمية لارتفاع درجة الحرارة والتعرض المباشر وشبه الدائم للشمس الحارقة.
السكان في إفريقيا
ربما البعض لا يعرف ذلك، لكن، من أكثر الأشياء المميزة في قارة إفريقيا سكانها، فمن النادر جدًا أن ترى أي شخص إفريقي ولا تتعرف عليه بمجرد رؤيتك له، وهذا طبعًا لا يعيب الأفرقة في شيء على الإطلاق، فطبيعة تسعين بالمئة من سكان هذه القارة أنهم يأخذون البشرة السوداء، حتى الدول العربية التي ربما نعتقد أنها لا ترتبط بذلك نجدها أيضًا تحتوي على مناطق تأخذ بالكامل البشرة السوداء، ومن هذه الأمثلة النوبة في مصر والسودان بصورة شبه كاملة، أما بالنسبة للأعداد فهي غير متناسبة تمامًا مع المساحة، حيث أن سكان قارة إفريقيا يبلغ عددهم مليار وربع المليار نسمة، وهي أعداد مهولة طبعًا، لكنها ليست الأكبر، فقارة مثل أسيا تقترب من الخمسة مليار نسمة محطمةً بذلك الأرقام القياسية في الأعداد، كيف لا وهي تمتلك بداخلها دولتين مثل الهند والصين، وهما يمثلان وحدهما ضعف أعداد السكان في إفريقيا، عمومًا، ميزة الشعوب الإفريقية أنها مُتوحدة في الصعاب والكوارث التي تواجهها، على العكس تمامًا من قارة أسيا، كما أن أهم الألقاب التي تُطلق على هذه سكان هذه القارة لقب الشعب الطيب، وفي هذا إشارة إلى طبيعة هذه الشعوب الجيدة.
العملات في إفريقيا
العملات في قارة إفريقيا تُعتبر كذلك من الأمور الهامة جدًا التي لا يجب إغفال الحديث عنها، فمن المعروف أن هذه القارة تمتلك أكبر عدد من البلاد بداخلها، وقد ساهم ذلك في خلق عدد كبير أيضًا من العملات المستخدمة في التعاملات المادية، لكن ليست كل هذه العملات تحظى بأهمية كبيرة نظرًا لأنه ثمة ما لا يُمثل أي قيمة أبدًا بها، والحقيقة أننا إذا أردنا استعراض أبرز هذه العملات فلا يُمكننا بالطبع إغفال عملة مثل الجنيه المصري، فهو أحد العملات الهامة التي لها تأثير وكيان كبير في هذا العالم، وبقارة إفريقيا تحديدًا، هذا على الرغم من تراجعه في الآونة الأخيرة، وهناك أيضًا الجنيه الصومالي والريال التونسي والنيرة النيجيرية والكوانزا الأنجولية والدولار الناميبي والراند الجنوب إفريقي، والكثير من العملات الأخرى التي ربما تحتاج إلى سطور طويلة للتحدث عنها، لكن الشيء الهام الذي يجب أن تعرفوه عن هذه العملات أنها جميعًا صالحة فقط للاستخدام المحلي وليست مثل الدولار أو اليورو أو الجنيه الإسترليني، فهذه العملات الأخيرة قابلة للاستخدام في معظم بلاد العالم، وهذا أمر لا ينطبق على أغلب العملات الإفريقية.
أهم ما يُميز قارة إفريقيا
ما يُميز قارة إفريقيا أن أهم الأماكن الموجودة بها أماكن طبيعية بحتة ليس للإنسان دخل فيها، أو بمعنى أدق، لم يتدخل أحد في إيجادها، وهذا دليل على تميز قارة إفريقيا عن بقية القارات الأخرى، وأيضًا تتميز إفريقيا بأن أغلب شعوبها شعوب طيبة جدًا، وربما لهذا كان يتم التنكيل بهم من القوة الاستعمارية على مدار التاريخ، فهذه الشعوب بالكاد تعمل لتوفر الطعام والشراب، لكنها لا تعرف الحرب أو القتال، ولهذا فإن معدل الجريمة في إفريقيا بأكملها لا يُعادل معدل الجريمة في قارة مثل أمريكا بما يتواجد بداخلها من دول تشتهر في الكثير من العصابات، ومثال على ذلك المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، وإن كنا سنذكر مميزات أخرى فلا يجب ألا ننسى كذلك بأن قارة إفريقيا تمتلك نسبة لا بأس بها من المبدعين، فهي تحتل المرتبة الثانية عالميًا بعد قارة أوروبا وقبل قارات أخرى مثل أسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، وهذه ميزة بكل تأكيد، والأفضل من كونها ميزة أن يتم استغلالها استغلالًا أمثل من قِبل القائمين على الأمور في القارة.