موارد السفر بلا شك شيء ضروري وهام يجب التحضير له جيدًا قبل القيام برحلة السفر، فالسائح أو الزائر العادي عندما يذهب إلى مكانٍ ما فإنه يضع تمامًا في الاعتبار أن ذلك المكان أجنبي عنه ولا يعرف أي شيء من الأشياء التي تدور به، في حين أنه من المفترض وجود بعض الأسئلة الهامة التي تدور بذهنه وتشغله لأنها تتعلق بأشياء هامة وفارقة في حياته مثل الدين والطعام والشراب والأمان والخطر، ولهذا فإن السطور القادمة سوف تحمل إجابات لأهم هذه الأسئلة المُتعلقة بموارد السفر المُختلفة، والبداية ستكون مع حالة الدين ودور العبادة بكل تأكيد.

س: ما هي حالة دور العبادة في المحيط الهادئ؟

ج: في الحقيقة الأمر مُحير قليلًا بالنسبة لحالة دور العبادة الموجودة في المحيط الهادئ، فبالأساس جزر المحيط الهادئ بأكملها تمتلك كثافة صغيرة جدًا من السكان تصل إلى كون واحدة من الجزر الهامة مثل بورا لا تتجاوز التسعة آلاف نسمة، وهذه الكثافة تعني أن التركيز على دور العبادة لا يكون كبيرًا، ففي عدد قليل جدًا من الجزر نجد كنيسة أو كاتدرائية، بينما أغلبية هذه المنطقة لا تمتلك بداخلها أي دور عبادة تابعة لأي ديانة، وطبعًا المسيحية هي السائدة، لذلك فحديثنا للسائح العربي في هذه السطور يعني أننا مُلزمون بإخباره بندرة وجود دور عبادة إسلامية، الأمر أشبه بالمستحيل في الحقيقة، فوجود مسجد هناك في هذه الجزر يتطلب وجود نسبة جيدة من السكان المسلمين، وهذا ما ليس متوفرًا بالمرة، لكن الأمور لا تبدو ضبابية بهذا الشكل، فمع أن دور العبادة غير موجودة بالنسبة للمسلمين أو لديانات أخرى كثيرة فإن التشديد على هذه النوعية من الأمور ليس موجودًا بالمرة، بمعنى أدق، ليس هناك أي تعنت ديني في جزر المحيط الهادئ وبإمكان أي شخص ممارسة عبادته بكل سهولة، فأنت لن تجد أصلًا من يُمكنه معارضة قيامك بعبادتك أو من يتعصب لديانته ويُحارب ديانتك، لذلك لا داعي أبدًا للقلق من هذه النقطة التي تُعتبر من أُسس الموارد التي يتم السؤال عنها.

س: ما هي أهم العطلات الرسمية في المحيط الهادئ؟

ج: نبقى مع نفس المبدأ الذي تحدثنا عنه مسبقًا، وهو عدم وجود أعداد كبيرة من البشر، وبالتالي، عدم وجود نُظم وأُسس وحكومات ومصالح إدارية يُمكنها أن تتعطل في أيام معينة من العام، فقط ما يُمكننا قوله بهذا الصدد أن ما يستلزم وجود عطلات أسبوعية أو شهرية ليس موجودًا في الأساس، أو دعونا نكون واضحين ونقول إن مثل هذه الأمور ليست موجودة في أغلب مناطق المحيط الهادئ وجزره، لكن أيضًا دعونا لا نُغلق الباب عن آخره ونقول أن يوم السبت مثلًا يكون غالبًا غير عامر بالأحداث ويُمكن اعتباره إجازة على استحياء، أضف إلى ذلك العطلات التي تأتي بسبب تواريخ مؤثرة في حياة كل جزيرة على حِده، كتاريخ الاكتشاف أو إنهاء سيطرة دولة أجنبية عليها على سبيل المثال، أما بالنسبة للأماكن السياحية التي تشغلك عزيزي السائح فلا تقلق أبدًا من مسألة توافرها وعدمه، فهذه في الأساس أماكن طبيعية مُتاحة طوال الوقت، حتى لو لم تكن أماكن طبيعية فإن الناس قد درجوا على قضاء العطلات الخاصة بهم في أيام العطلات، لذلك فهي متاحة كما ذكرنا، ربما فقط تختلف مواعيد الافتتاح والإغلاق، لكنها في النهاية تبقى مُتاحة يوميًا من أجل خدمتك.

س: ما هي الأماكن الآمنة والخطرة في المحيط الهادئ؟

ج: نأتي الآن للإجابة عن سؤال هام جدًا من الأسئلة التي تدور في ذهن كل من له علاقة بالسفر مهما كان المكان الذي ينوي السفر إليه، والحديث هنا عن الأماكن الآمنة والخطرة التي يُمكن الاحتكاك بها خلال رحلة السفر، والواقع أن الحديث عن منطقة المُحيط الهادئ تحديدًا كفيلة بوضعنا في وضع مُتخبط بعض الشيء من الإجابة على هذا السؤال، فمنطقة المحيط الهادئ بطبعها منطقة سياحية، والمنطقة السياحية بالضرورة تمتلك بداخلها السياح، وهؤلاء السياح عادةً يمتلكون الكثير من الأموال معهم خلال رحلة السفر من أجل استخدامها في وسائل الترفيه التي سيحصلون عليها، وامتلاك الأموال يجذب أعين اللصوص والمجرمين، خاصةً وأن أغلب هذه الجزر لا تمتلك حكومات خاصة وشرطة تدافع عن الجزيرة بأكملها، لكن هذا الأمر لن يُمثل أبدًا نهاية العالم وخطورة السفر إلى المحيط الهادئ، فلماذا يا ترى؟

ببساطة، الأماكن السياحية التي تتواجد في منطقة مثل جزر المحيط الهادئ تمتلك حراسات خاصة بها تتولى فقط مسئولية الدفاع عنها وحماية كل من يتواجد بداخلها، أضف إلى ذلك أن الحياة لم تتحول بعد إلى غابة بالمعنى الحرفي للكلمة، صحيح أن البشر لا يُطاقون لكنهم لن يتهجموا على بعضهم البعض في الطريق من أجل السرقة، فإن حدثت مثل هذه الأمور سوف تحدث ليلًا وخلسة، وهذا ما يقودنا إلى توضيح هام جدًا يتعلق بالأماكن الآمنة والخطرة في أي مكان في العالم وليس المحيط الهادئ فقط، ذلك التوضيح يقوم على كون أي مكان غير مطروق من البشر ونذهب إليه ليلًا يُعتبر مكان غير آمن نسبيًا، وكلما تأخر الوقت كلما زاد الخطر، أما الأماكن التي نذهب إليها صباحًا أو في وقت مبكر من المساء وتكون مطروقة من البشر فهي الأماكن الآمنة التي يُمكننا الثقة بها.

س: ما هي أحوال خدمة الإنترنت والواي فاي في المحيط الهادئ؟

ج: من الأشياء الهامة التي باتت تشغل الجميع في الوقت الحالي حالة الواي فاي والإنترنت بشكل عام، فالناس الآن يُريدون معرفة كيف ستجري الحياة معهم في المكان الذي سيذهبون إليها خاصةً وأن الإنترنت قد أصبح نمط من أنماط الحياة، والواقع أن إجابة هذا السؤال الهام ليست مُريحة بالنسبة للزوار الذي ينوون المحيط الهادئ، فلكي نكون واضحين دعونا نقول أنه ما دام الزائر خارج الفندق أو المنتجع فلن يتمكن غالبًا من العثور على هذه الخدمة، حتى وإن عثر عليها فسوف تكون خدمة ضعيفة جدًا، فنحن عزيزي السائح نتحدث عن دول تتحكم فعلًا في الجمال الطبيعي، لكن لا تتحكم في شيء آخر له علاقة بالتقدم التكنولوجي الذي سيتيح لك التمتع بهذه الخدمة التي أصبح الجميع في حاجة إليها الآن، على العموم، خدمة الواي فاي كما ذكرنا سوف تكون متوفرة بشكل جيد في الفنادق والمنتجعات، والسائح عادةً سوف يكون عضوًا في أحد هذه الأماكن بطبيعة الحال، أو مُقيم بها على سبيل التدقيق في اللفظ.

س: ما هي مواعيد عمل البنوك والصيدليات والمتاجر في المحيط الهادئ؟

ج: من هذه الناحية لا نحتاج إلى التحدث كثيرًا، فبالأساس وجود البنوك مثلًا وجود طفيف للغاية في جزر المحيط الهادئ، وجود طفيف بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، مع العلم أنه كان من الممكن جدًا وصف هذا الوجود بالمعدوم لولا الوضع في الاعتبار أن بعض الفنادق أو المنتجعات، وربما المولات، قد تمتلك بداخلها فروع لفنادق، أما بالنسبة للمتاجر فمن الطبيعي طبعًا تواجد مثل هذه الأماكن لتواجد الأطعمة بها، والطعام شيء أساسي في أي مكان، لكن ما هو طبيعي لا يُشترط أن يكون طبيعيًا في المحيط الهادئ أيضًا، إذ أنه من النادر جدًا العثور على هذه الأماكن بسبب كون المناطق الموجودة في جزر المحيط الهادئ موزعة بين الفنادق والمنتجعات، وكلها أماكن تمتلك مطاعم تُقدم وجبات جاهزة، أما إذا سألنا عن الصيدليات ففي الواقع وجودها كذلك يُشبه وجود المتاجر، وعليك عزيزي السائح أن تضع في الاعتبار كل ذلك لأنك لن تُسافر إلى مدن وعواصم في دول عادية، وإنما هي مجرد جزر تمتلك بداخلها فقط ما يكفي لمتعتك، لكن يجب ألا ننسى كذلك بأن المولات والمنتجعات باتت تُكثر من هذه المنافذ بداخلها، لذلك من المنطقي تواجد مثل هذه الأماكن بداخلها في الوقت الحالي، بيد أنه يبقى تواجد طفيف ومحدود.

س: ما هي حالة خدمتي البريد والطوارئ في المحيط الهادئ؟

ج: أيضًا من الطبيعي تمامًا أن يتم السؤال عن خدمتي البريد والطوارئ بوصفهما خدمتين هامتين للغاية، وإن كانت درجة الأهمية هذه تتفاوت فإنها في النهاية تبقى موجودة وقائمة، فبالنسبة لخدمة البريد، وعلى الرغم من أن بريد الطرود والشحنات هو المعمول به الآن لتعطل البريد الورقي بصورة شبه كاملة، إلا أن هذه النوعية من البريد تجد صعوبة كبرى أيضًا في إيجادها، فنحن عزيزي السائح نتحدث عن مكان بعيد للغاية، أضف إلى ذلك أن أغلب جزره لا تُعبر عن دول أصلًا، أي أنها لا تمتلك شبكة بريد بالأساس، ولهذا نقول بصعوبة الخدمة وندرة، إذا لم تكن استحالة، تواجدها في منطقة المحيط الهادئ، ولكي نكون صريحين معكم فإن هذا الأمر ينطبق كذلك على خدمة الطوارئ، والتي يُقصد بها المطافئ والإسعاف والشرطة، فهذه الخدمات تستدعي وجود دولة قوية في المقام الأول، ونحن في الحقيقة نتحدث عن جزر لا يُعبر أغلبها عن دول، دول لا تزيد أعداد السكان أغلبها عن العشرة آلاف نسمة، عمومًا، يُمكن توفير كلا الخدمتين بشكل خاص من خلال شركات مُتخصصة في تأمين الأماكن السياحية التي تقوم بزيارتها وأيضًا نقع البضائع والشحنات.

طبعًا عزيزي السائح تلك الأسئلة التي قمنا بعرضها الآن ووضع إجابة لها لا تُعبر بالضرورة عن كل موارد السفر، وإنما يُمكن القول إنها تتعلق بأهم هذه الموارد، وإن تتبعتم ما بين السطور فسوف تعثرون بالتأكيد على إجابات لأسئلة أخرى تدور في أذهانكم، المهم في النهاية أن هذه الأسئلة تبقى الأهم والأكثر طلبًا من المسافرين إلى المحيط الهادئ.