المحيط الهادئ

المحيط الهادئ - التاريخ والثقافة

عند الحديث عن قسمي التاريخ والثقافة المُتعلقين بمنطقة المُحيط الهادئ فإننا سنراعي أن هذين المجالين لم يكن لهما الحظ الأوفر في المنطقة، ففي الحقيقة أغلب الدول أو الجزر الموجودة في المحيط الهادئ لا تمتلك تعداد سكاني يسمح أصلًا بوجود مخزون ثقافي، كما أن معالم التاريخ ليست بذلك الشكل الذي يُنتظر من منطقة جاذبة مثل هذه، لكننا سنحاول مراعاة هذه الأمور من خلال تناول كل ما يُمكن تناوله عن تاريخ وثقافة المحيط الهادئ، والبداية كما عودناكم مع التاريخ، فما الذي يُمكن قوله يا ترى في هذا الأمر؟ حسنًا، دعونا نبدأ سريعًا ونرى بأنفسنا.

التاريخ في المحيط الهادئ

صدقوا أو لا تُصدقوا، ذلك المسطح المائي، الذي يُعتبر الأكبر على وجه الأرض وتتجاوز مساحته المئة وخمسين مليون كيلو متر مربع، لم يظهر على الخريطة في العالم إلا قبل أربعة قرون فقط، وتحديدًا القرن السادس عشر عندما اكتشفه الأوربيين، وبتحديد أكثر المستكشف الإسباني الشهير فاسكو بعدما عبر البرزخ الشهير بنما، وقد قام هذا المستكشف بإطلاق اسم بحر الجنوب على هذا المحيط، ثم بعد فترة ليست بالطويلة ظهر اسم المحيط الهادئ، ومنذ ذلك الوقت بدأ الاسم يتردد كثيرًا ليبدأ التاريخ الحقيقي الذي يُمكننا بكل بساطة التوقف عنده، لكن قبل أن نتوقف هنا دعونا نقول أن ذلك التاريخ الذي قمنا باستعراضه الآن ما هو في الحقيقة إلا التاريخ الذي بدأ الإنسان التعرف فيه على المحيط الهادئ، لكن وجود المحيط دون اكتشاف أمر عتيق للغاية، ولن نبالغ إذا قلنا بأن هذا الأمر العتيق قد مر عليه ما يُقارب المئة وخمسين مليون عام، وهو عمر طويل جدًا، بيد أنه لم يحصل به أي أحداث تاريخية يُمكن الحديث عنها باستفاضة، فمتى يا تُرى بدأ التاريخ المعني بالحديث هنا؟ فقط قبل قرنين!

كان المحيط الهادئ موجود منذ زمنٍ بعيد جدًا كما ذكرنا، كما أن اكتشافه جاء قبل أربعة قرون كاملة، لكن على الرغم من ذلك لم يحدث أي شيء بهذا المكان طوال قرنين من الزمن، وإنما ظل مجرد مسطح مائي تخشى حتى السفن العبور منه بسبب الأساطير الكثيرة التي قيلت عنه حتى جاء القرن السابع عشر، وتحديدًا نهاية هذا القرن، وبدأ الجزر الواقعة بالقرب من هذا المُحيط تُصبح مأهولة، وبالتالي أصبحت جاهزة لحياة السكان بكافة تفاصيلها، وهؤلاء السكان بالطبع سوف يستخدمون المسطح المائي الذي يجاورهم ويُعمرّونه إن جاز التعبير، أو يُمكن القول كذلك أنهم قد كتبوا التاريخ بدايةً من هذا الاستخدام للمحيط، والتاريخ يشهد دائمًا الكثير من النواحي، لكن ماذا عن الناحية الثقافية يا تُرى؟

الثقافة في المحيط الهادئ

في الحقيقة ذلك المخزون الثقافي الذي تركته جزر المحيط الهادئ لا يُمكن اعتباره مخزون كبير نظرًا للحداثة النسبية التي تحظى بها هذه الجزيرة، لكن في نفس الوقت يُمكننا أن نتحدث عن ثقافة الشعوب ونعتبرها نوع من أنواع ثقافة جزر المحيط الهادئ، فالشعوب هناك، وعلى الرغم من الأعداد القليلة والكثافة السكانية شبه المُعدمة إلا أن الشعوب تُصبغ بصبغة من الهدوء الشديد، فأغلب هذه الجزر، والتي لا تُشكل حكومات ودول، لم يسعى سكانها أبدًا إلى إنشاء أنظمة حكم بها، وهذا هدوء كبير بالطبع وعدم اكتراث بالحياة السياسية أو الأوضاع الدولية، وربما هذا الأمر قد جاء بسبب كون أغلب، إذا لم يكن كل السكان، يُعتبرون أصلًا من المهاجرين، وبما يتعلق بالطبيعة يُمكن القول كذلك أن عشاق هؤلاء السكان للمتعة يتبدى بشدة في الأماكن الترفيهية الكثيرة التي يتم تشييدها، أيضًا الناحية الدينية حاضرة من خلال إنشاء بيت عبادة واحد على الأقل في الجزيرة، وطبعًا الديانة هناك هي المسيحية لمن لا يعرف بذلك.

الثقافة لا تتوقف عند ما ذكرناه، فبالنسبة للأجواء الاحتفالية نجد أن أغلبها يتعلق بالناحية الترفيهية الطبيعية التي تكون الشواطئ والبحار هي البطل الأول بها، أيضًا هناك جانب من الاحتفالات يشمل معارض اللوحات والصور، وبالنسبة للسينما والمسرح والآداب فيُمكننا القول إن وجودهما لا يُذكر والاهتمام بهما كذلك غير موجود، وكذلك الحال بالنسبة للفنون المتعلقة بالنحت والتشييد، حتى أغلب البيوت هناك شاطئية وموجودة على شكل أكواخ، إنها بلا شك حياة هادئة.