التنقل بكل تأكيد أحد أهم الأمور التي يجب على السائح أو الزائر معرفتها قبل الذهاب إلى أي بلد مهما كانت هذه البلد، فهو لن يجلس في مكان واحد طيلة فترة الرحلة، وإنما سيريد التنقل في بعض هذه الأماكن من أجل التمتع بها، وهنا سيأتي دور وسائل التنقل، لكن المثير للحديث أكثر أن هذه الوسائل في المحيط الهادئ تختلف تمامًا عما نعرفه عن نفس الوسائل في أماكن أخرى كثيرة في هذا العالم، عمومًا، في السطور القادمة سوف نتناول مجموعة كبيرة من هذه الوسائل ونعرف كل شيء عنها، والبداية ستكون مع الوسيلة الأهم والأكثر استخدامًا، الطائرات والمطارات.
الطائرات والمطارات في المحيط الهادئ
أول وسيلة قد يسأل السائح عنها في أي رحلة سفر هي وسيلة الطائرة، والحقيقة أن الطائرة نفسها لا تهم في شيء، وإنما المطارات التي تستخدمها هذه الطائرات هي العنصر الأهم، ولأن طبيعة المحيط الهادئ أنها أصلًا مجرد مجموعة من الجزر يكون من الصعب بعض الشيء تواجد المطارات في هذا المكان، لكن الصعوبة هذه لا تعني عدم التواجد الكلي، إذ أنه ثمة بعض المطارات الشهيرة في هذه المنطقة منها مطار نادي الدولي الذي يتواجد في جزيرة فيجي، أيضًا من ضمن المطارات التي تأخذ وضعًا كبيرًا وهامًا في المحيط الهادئ مطار هونولو الذي يمتلك ما يزيد عن الأربعة وستين طريقًا ومطار كونا الذي يمتلك ما يزيد عن العشرين طريق، فطبعًا كلما زادت أعداد الطرق الموجودة كلما زادت أهمية المطار نفسه، لكن، هل المطارات هي الوسيلة الوحيدة التي يهتم بها السائح أو الزائر عند التواجد بالمحيط الهادئ؟ طبعًا لا.
القطارات في المحيط الهادئ
السائح عندما يُريد السفر إلى مكانٍ ما فإنه بالتأكيد يرغب في أن يكون ذلك المكان متوفر فيه كافة وسائل التنقل، وفي الحقيقة عندما نتحدث عن وسيلة القطارات كوسيلة هامة من وسائل التنقل بشكلٍ عام فإننا نتوقع أن تكون هذه الوسيلة متوفرة، وخاصةً في منطقة سياحية بارزة مثل محيط الهادئ، لكن الحقيقة تأتي دائمًا على خلاف التوقعات، فالمحيط الهادئ، والذي يمتلك أكثر من ثلاثمائة جزيرة بداخله، لا يحتوي على شبكة قطارات وسكك حديد قوية، وعلى الرغم من أن هذه الوسيلة هي الأقدم في العالم إلا أنها لا تأخذ حقها داخل هذه المنطقة، إذ أن عدد قليل جدًا من الجزر يأخذ شكل الدولة، وعدد أقل يمتلك بداخله ما تمتلكه الدول، وعدد نادر يُعد على أصابع اليد الواحدة يمتلك شبكة قطارات، وهي بالتأكيد شبكة ضعيفة ومحدودة، وللغرابة، أغلبها في الجزر الغير سياحية، لذلك عزيزي السائح عليك أن تعرف قبل السفر إلى المحيط الهادئ أنك لن تعثر هناك على وسيلة القطارات، فلا تتوقع تواجدها بأي شكل من الأشكال.
الحافلات في المحيط الهادئ
نفس الحال الموجود في القطارات تجده كذلك متوفر في الحافلات، لكن الأمر ليس بهذا السوء طبعًا، فالسائح لن يطير داخل الجزيرة التي يتواجد بها، وإنما سيحتاج في وقت من الأوقات أن يقطع مسافات من خلال طريقة تنقل معينة، وغالبًا ما تكون هذه الوسيلة هي الحافلات، والتي يتم استخدامها من خلال شركات نقل خاصة أجنبية غير تابعة لسلطة الجزيرة، أما بالنسبة للأسعار فهي تكون طبعًا أسعار سياحية بامتياز، أصلًا أغلب هذه الحافلات لا تُستخدم أصلًا إلا في نقل السياح، لكنها ميزتها الأولى والأهم أنها متوفرة طوال الأربعة وعشرين ساعة وليس فقط أوقات الذروة مثل أغلب الحافلات في العالم، عمومًا لا داعي للقلق من تواجد هذه الوسيلة في جزر المحيط الهادئ، فهي متوفرة بشكل جيد ومناسب سياحيًا.
المترو في المحيط الهادئ
أيضًا من ضمن الوسائل التي يهتم بها السائح بشكل كبير أثناء عملية السفر وسيلة المترو، فهذه الوسيلة هي الوسيلة الشعبية الأولى في العالم ويرتادها يوميًا ما لا يقل عن المليار شخص، لكن بكل أسف هذه الوسيلة ليس لها وجود قوي في المحيط الهادئ، بل إن وجودها أقل من وجود القطارات التي قلنا بضعف وجودها من الأساس، ونحن عزيزي السائح إذ نُخبرك بأهم وسائل التنقل فإننا نهتم كذلك بإخبارك بالوسائل الغير موجودة كذلك حتى لا تكون مستعدًا لتواجدها وتُصدم عندما لا تجدها، وبشكلٍ عام، في المحيط الهادئ لا تتوقع أن تجد ما تتوقعه لأي سببٍ من الأسباب.
القوارب في المحيط الهادئ
من وسائل التنقل الرائجة للغاية في منطقة المحيط الهادئ، بل والتي يُمكننا اعتبارها الوسيلة الأكثر رواجًا على الإطلاق، وسيلة القوارب أو التنقل البحري، فالتنقل البحري من الطبيعي أن يكون موجود بقوة في منطقة عبارة عن جزر بالكامل، والاستخدام لهذه الطريقة يأتي من خلال تواجد موقف للقوارب والسفن مسموح باستخدامهما في الانتقال من جزيرة إلى أخرى مُقابل مبلغ من المال، هذا المبلغ يزيد وينقص على حسب الوسيلة المُستخدمة وجودتها وكذلك طول المسافة وقِصرها، على كلٍ، تُستخدم هذه الوسيلة بكثرة وتلقى رواج سياحي لأنها وسيلة ممتعة في المقام الأول وقابلة كذلك للاستخدام لغرض التنقل لمسافات طويلة، العيب الوحيد أنها تأخذ وقت طويل بعض الشيء عن بقية الوسائل.
التنقل الشخصي في المحيط الهادئ
طبعًا لا يُمكنك أن تغفل التنقل الشخصي بوصفه لون هام جدًا من ألوان التنقل الموجودة في المحيط الهادئ، والمقصود بالتنقل الشخصي تلك الوسائل المتعلقة بالخصوصية أكثر من أي شيء آخر، كأن يُأجر شخص واحد سيارة واحدة ويجعلها تذهب به إلى المكان الذي يُريده، وطبعًا في مثل هذه الظروف فإن التكلفة سوف تكون كبيرة بعض الشيء، لكن في الحقيقة التنقل الشخصي في أغلب جزر منطقة المحيط الهادئ مُتعة أكثر من كونها مجرد وسيلة تنقل، إذ أنه يسمح لك بالتمتع الشديد بما نراه حولنا في هذه الجزر في هدوء، وهذه ميزة هامة طبعًا، لكنها تبقى ميزة مُكلفة، وبالتأكيد شكل وطبيعة هذه الجزر لن تسمح لك باستخدام تلك النوعية التي تعودت عليها من السيارات، بيد أن ذلك الاختلاف لا يُعتبر أيضًا الاختلاف الوحيد في طريقة التنقل الشخصي، إذ أنه من الشائع جدًا استخدام طرق أخرى مثل تأجير سيارة ليوم كامل أو لفترة معينة عادةً ما تُقدر بكامل فترة الإقامة، وفي هذه الفترة يحق لك استخدام السيارة استخدامًا غير محدود وقد يُمنح لك سائق ليتولى عنك مسئولية القيادة، إنها بالتأكيد متعة كبيرة للغاية، لكننا نعود ونُكرر أنها مُكلفة.
بالطبع وسائل التنقل التي قمنا بذكرها الآن تُعتبر أهم وسائل النقل الشائعة في المحيط الهادئ، لكنها لا تُعبر أبدًا عن كل الوسائل، إذ أنه ثمة وسائل أخرى يُمكن استخدامها في هذه المنطقة لكنها فقط لا تحظى بشعبية كبيرة، ومن النماذج على ذلك وسيلة التلفريك التي قد تنقلك من جزيرة إلى أخرى بكل سهولة، أو على الأقل من مكان إلى آخر داخل نفس الجزيرة.