الكاريبي

الكاريبي - التاريخ والثقافة

تاريخ منطقة الكاريبي

لا جديد، تاريخ منطقة الكاريبي تاريخ طويل لم يبدأ أبدًا في عام 1973، أي العام الذي بدأت فيه المجموعة المتحدة من منطقة الكاريبي، وإنما قبل ذلك بكثير، لكن دعونا نجعل أول الخيط يشمل فترة الاحتلال والاستعمار التي تعرضت لها أغلب دول وجزر منطقة الكاريبي من قِبل الدول الاستعمارية في ذلك التوقيت، والتوقيت الذي نتحدث عنه الآن يبدأ من القرن السابع عشر، فقد تعرضت دول وجزر المنطقة لعاصفة من الاحتلالات والاستعمارات يُمكن القول أنها قد طالت الجميع بلا استثناء، لكن لكي نكون دقيقين فإن أكبر الدول الاستعمارية التي أعملت قواها في هذه المنطقة هي بريطانيا العظمى، والتي قامت باحتلال أكثر من ثلثي المنطقة الاستعمارية بالكاريبي، بينما توزعت بقية الكعكة على مجموعة أخرى من الدول، والواقع أن هذا الاستعمار ظل مستمرًا لفترة طويلة وكان الهدف منه أن يتم التنقيب عن الآثار أو المعادن أو كل ما يمكن الاستفادة منه بشكل عام، حتى السيطرة على البحر الكاريبي كانت واحدة من هذه الأهداف، ثم جاءت موجة الاستقلال فيما بعد ونالت أغلب مناطق الكاريبي استقلالها، لكن هل هذا كل شيء يتعلق بتاريخ المنطقة؟

في الحقيقة التاريخ الفعلي الحقيقي لم يبدأ بعد، وإنما يُمكن القول إن عام 1973 هو العام الذي شهد هذه البداية، ففي هذا العام تم إنشاء مجموعة الكاريبي التي بدأت بمجموعة صغيرة من الدول حتى وصلت الآن إلى خمسة عشر دولة، وكل فترة تقوم دولة أخرى بالانضمام، هذا بخلاف طبعًا الدول التي تقوم بمهمة الإشراف أو التي تحظى بما يُعرف باسم عضويات الانتساب، ومن المتوقع أن يتكاثر العدد أكثر، لكن ما نريد قوله في النهاية أن تاريخ الكاريبي يقول أن المنطقة قد مرت بالكثير من المنعطفات، لكنها لم تشهد قوة واتحاد حقيقين إلا في العام الذي تشكلت فيه مجموعة الكاريبي.

الثقافة في منطقة الكاريبي

الجانب الثاني الذي لا يُمكن أن نغفل عنه أبدًا فيما يتعلق بمنطقة الكاريبي والدول والجزر الواقعة بها هو ذلك الجانب الذي يتعلق بالثقافة، والواقع أنه من الواضح جدًا وجود ثقافة خاصة لهذه المنطقة تختلف كثيرًا مع ثقافات بقية العالم، فالعادات والتقاليد الخاصة في منطقة الكاريبي هي عادات خاصة، حتى اللهجات يتم استخدامها بشكل أشبه بالخاص لكل مدينة وليس كل دولة حتى، وهذا لا يمنع طبعًا من وجود لغات أُم يتم التحدث بها، لكن ما نريد قوله أن لهذه المنطقة ثقافتها الخاصة العاشقة للبحر في كل شيء، وبالنسبة للناحية الثقافية المتعلقة بالتعليم فأغلب دول الكاريبي لا تحظى بنسبة اهتمام كبيرة بالتعليم، وربما هذا الأمر واضح جدًا من التأخر النسبي لهذه الدول أو عدم وجودها على الخريطة من الأساس، لكن يبقى الأمر الذي غالبًا ما يدور في أذهان كل من يستمعون إلى كلمة الثقافة أو أيًّا من مشتقاتها، وهو المتعلق بالفنون الأدبية أو غير الأدبية، فماذا عنها يا تُرى؟

الأدب في الكاريبي جيد، لكنه ليس جيدًا بما فيه الكفاية أو بما يؤهله للتنافس مع أدب بقية مناطق العالم، فمثلًا، أجواء وحياة الكاريبي تستطيع أن تجعل منك شاعرًا جيدًا أو كاتبًا روائيًا جيدًا، وعلى الرغم من ذلك لم يبرز أي شخص في هذين المجلين من هذه المنطقة، أما بالنسبة للفنون فالأمور لن تختلف كثيرًا، فمثلًا فن السينما شبه غير موجود في المنطقة، وربما فن المسارح يشاركه في ذلك، لكن الفنون الرائجة التي يُمكن التحدث عنها هي فن الرسم واللوحات، والتي يتم الترويج لها من خلال المعارض التي تكون منطقة الكاريبي منطقة خصبة جدًا بالنسبة لها، أضف إلى ذلك فن الرقص، والرقص في الكاريبي حياة ونهج وليس مجرد فن، ولذلك يُمكن القول أن رواجه في المنطقة أمر مفروغ منه، وبالمناسبة، إذا كنت في أحد دول منطقة الكاريبي فحاول بشتى الطرق أن تحضر حدثًا ما يكون الرقص الكاريبي حاضرًا فيه.

كان ما ذكرناه الآن هو الأهم فيما يتعلق بالتاريخ والثقافة في منطقة الكاريبي، وإن كانت هناك نقاط وزوايا أخرى لم نتطرق لها فإن هذا نابع بالتأكيد من عدم تناسبها مع السياق أو ربما لأننا أردنا فقط التعرض للنقاط الهامة التي قد تشغل المهتمين اهتمام عادي، أما بالنسبة للاهتمام العميق المتعلق بالدراسة أو الأبحاث فهذه السطور لن تُشبعه بالتأكيد.