مما لا شك فيه أن فكرة وجود نية للسفر إلى أي مكان فكرة جيدة للغاية، خاصةً إذا كان ذلك المكان الذي نتحدث عنه هو الشرق الأوسط الذي يمتلك الكثير من الدول الغنية الجديرة حقًا بالزيارة، لكن الأفكار وحدها لا تُفيد كما يعرف الجميع أيضًا، حيث أنه من الواجب عليك امتلاك مسارًا مناسبًا يُمكنك من القيام بهذه الرحلة على أفضل نحو، وهو أمر قد يعجز البعض عنه لعدم وجود القدر الكافي من الوعي أو لعدم وجود جانب خططي جيد، عمومًا الحل المتاح لهذه المشكلة ليس صعبًا بالمرة، فكل ما عليك هو الدخول إلى هذا الموقع والبحث عن مسار مناسب للشرق الأوسط، ذلك المسار الذي وضعناه ليشمل جولة سياحية لخمس أيام في دول الشرق الأوسط، فما الذي يُمكن فعله في هذه الأيام الخمسة؟ الإجابة تأتيكم بدايةً من السطر القادم فابقوا معنا ولا تذهبوا لأي مكانٍ آخر.
اليوم الأول
في بداية رحلتنا داخل الشرق الأوسط سوف يكون لزامًا علينا أولًا حجز أهم الفنادق التي سنقيم بها خلال مدة الرحلة، وسوف نجعل اليوم الأول مُخصص لعروس الشرق الأوسط بالكامل، إننا نتحدث بالتأكيد عن مدينة الإسكندرية العريقة التي تُعتبر من أهم المدن الموجودة في هذه المنطقة، والجميع يعرف طبعًا أن هذه المدينة تُعتبر من أقدم المدن الموجودة في العالم لدرجة أنها قديمًا كانت عاصمة مصر الأصلية، عمومًا بالنسبة للأماكن التي يُمكننا زيارتها والتنقل من خلالها في هذا اليوم الأول بمسارنا فالبداية ستكون مع قلعة قايتباي، وهي قلعة شهيرة كانت تقع قديمًا في مكان أحد عجائب الدنيا السبع التي يُمكننا زيارتها أيضًا والحصول على قدر كبير جدًا من المتعة، ونحن هنا يا سادة نتحدث عن فنار الإسكندرية، وطبعًا بالقرب من هذا المكان لا يُمكننا تفويت حديقة حيوانات النزهة التي تحتوي بداخلها على أعداد كبيرة من الحيوانات النادرة التي لا تتواجد بأي مكان آخر في هذا العالم، وقبل كل ذلك سوف نقوم بالنزول إلى البحر والاستمتاع بقسط من السباحة، حيث أنه من غير الطبيعي أبدًا الذهاب إلى الإسكندرية دون خوض تجربة الاستمتاع بالبحر.
جولتنا في اليوم الأول داخل الإسكندرية لن تتوقف أبدًا عند ذلك الحد، حيث أننا سنقوم كذلك بزيارة سيتي سنتر الإسكندرية، وهو مركز تسوق كبير سوف نستخدمه في الترفيه والتسوق بنفس الوقت، أضف إلى ذلك المرور بمتحف المجوهرات الملكية الذي يحتوي بداخله على مخزون كبير من المجوهرات العتيقة التي طالما أبهرت العالم، وبمناسبة الإبهار فإن زيارة مكتبة الإسكندرية العريقة واحدة من الزيارات التي يجب ألا تفوت كذلك لأننا نتحدث عن مكتبة تمتلك بداخلها مخزون يزيد عن ثلث الكتب الموجودة في العالم، وطبعًا الأماكن في الإسكندرية لا تزال كثيرة، لكننا يُمكننا التوقف عند هذه الأماكن والذهاب للاستعداد لبداية اليوم الثاني في مدينة أخرى من مدن الشرق الأوسط.
اليوم الثاني
في اليوم التالي من زيارتنا لمدن الشرق الأوسط سوف نجعل قبلتنا مدينة أنقرة التركية، ولمن لا يعرف فإن هذه المدينة لا تُعتبر فقط المدينة الأهم وعاصمة تركيا، وإنما كذلك يُمكن القول إنها من أهم مدن الشرق الأوسط والعالم عمومًا، وفي يومنا التالي من مسارنا سوف نحاول جاهدين استغلال كل شبر في هذه المدينة للخروج بأكبر قدر ممكن من المتعة، والبداية لتحقيق هذا الغرض سوف تكون من خلال زيارة ضريح أتاتورك، وهو ضريح كبير وهام للغاية يتبع مؤسس دولة تركيا الحديثة، والحقيقة أنه متحف وضريح في نفس الوقت، وعادةً ما يذهب الناس إلى تركيا خصيصًا من أجل زيارة هذا المكان، بعد ذلك سوف نتوجه إلى واحدة من أقدم القلاع الموجودة في العالم، وهي قلعة أنقرة التي يزيد تاريخ تواجدها عن الثلاثة آلاف عام، وأيضًا لهذه القلعة مكانة تاريخية كبرى نظرًا لكونها في السابق حصن الدفاع الأول عن الدولة العثمانية، تخيل وجودك في مكانٍ كهذا وما يُمكن أن تحصل عليه من متعة في ذلك التوقيت، لكن اليوم لم ينتهي بعد.
أثناء استكملنا لليوم الثاني وجولتنا داخل مدينة أنقرة سوف يتاح لنا كذلك زيارة مسجد حاجي، وهو أحد أهم المساجد الموجودة في المدينة والدولة بالكامل، وبعد الخروج من هذا المسجد يُمكننا التوجه إلى معبد أوغسطس القديم، وبالقرب من هذا المعبد سوف نرى من الشوارع المُبهرة حقًا من حيث الشكل والأرضية، وفي منتصفها ثمة الكثير من المطاعم والمقاهي الهامة التي يجب ألا نفوت زيارتها كذلك، وبمناسبة الأماكن التي لا تفوت، لن ننسى أيضًا أن نذكر في مسارنا زيارة المجمع التجاري الضخم كينتبارك، فهو أحد أهم المجمعات الموجودة في أسيا بالكامل وليس تركيا أو الشرق الأوسط، وبعد الانتهاء من جولتنا في هذه المدينة التركية سوف نستريح قليلًا استعدادًا لزيارتنا إلى بلدٍ أخرى في غاية الأهمية.
اليوم الثالث
مع بداية اليوم الثالث سوف نكون في مدينة مسقط الموجودة في سلطنة عمان، وهي مدينة هامة وقديمة للغاية، وطبعًا المدن القديمة من المعروف عنها أنها تمتلك مخزون تاريخي كبير يجعلها قادرة على استغلاله في صورة العديد من المتاحف، وهذا ما نقصده بالضبط من هذه الزيارة في هذا اليوم الثالث، حيث أننا سنقوم بتخصيص اليوم بأكمله لزيارة المتاحف المختلفة المتواجدة داخل السلطنة العمانية وتحديدًا مسقط، وسوف نجعل البداية مع متحف العملات النقدية، أجل كما تسمعون تمامًا، إنه متحف فريد من نوعه يتواجد في مسقط ويحتوي بداخله على نماذج كثيرة من العملات القديمة، ونحن هنا لا نتحدث عن العملات العمانية فقط، وإنما كل العملات التاريخية الهامة، وبالطبع هذه الزيارة سوف تكون من أهم الأشياء الممتعة التي سنبدأ بها زيارتنا، بعد ذلك سنتوجه إلى المتحف التالي وهو متحف بيت الزبير، وهو متحف تاريخي يُرسخ للحياة الموجودة داخل بيت الزبير، والواقع أن هذا المتحف يحظى بمكانة كبيرة للغاية في قلوب العمانيين بالذات لدرجة أنهم يعتبرونه جزء أصيل من تراثهم، ولذلك لا تتردد كثيرًا في زيارته.
استمرارًا في جولة المتاحف العمانية التي حددنا لها يومًا كاملًا في مسارنا فسوف نقوم كذلك بزيارة المتحف العماني الفرنسي، وهو متحف فريد جدًا وغريب من نوعه لأنه ببساطة يحوي بداخله الهدايا المتبادلة بين فرنسا وعمان طوال تاريخهما، وأهم هذه الهدايا بالطبع مجسم الكرة الأرضية الذي وصل إلى الأراضي العمانية كإهداء من الرئاسة الفرنسية ويُعتبر الآن بلا شك أحد أهم الأغراض الموضوعة في هذا المتحف، والذي لن يكون الأخير في زيارتنا لأننا كذلك سوف نقوم بزيارة متحف الطفل المثير والغريب منذ الوهلة الأولى وحتى قبل دخوله، فهو من أغرب المتاحف من حيث المنظر الخارجي، ومن الداخل سوف تكون المساحة للغرابة أكبر بكثير، عمومًا، المتاحف في هذه المدينة كثيرة، لكن اليوم لن يساع لكل هذه المتاحف، ولهذا فإننا سوف نكتفي بهذا القدر ونبدأ سريعًا في الاستعداد لجولة اليوم الرابع من مسارنا.
اليوم الرابع
الشرق الأوسط يعج بالدول العربية، لكننا في اليوم الرابع من مسارنا سوف نخرجكم من هذه الدائرة ونذهب بكم إلى أحد أجمل مدن الشرق الأوسط التي لا تنتمي للدول العربية على الرغم من كونها في الأصل مدينة في دولة إسلامية، ونحن هنا نتحدث يا سادة عن مدينة طهران الموجودة في إيران، فهي مدينة سياحية جميلة تستحق تخصيص اليوم الخامس بأكمله لها، وبداية جولتنا داخل إيران سوف تبدأ ببرج الحرية الموجود في ميدان الحرية الإيراني، وهو برج شاهق للغاية ويتميز بكونه الوجهة السياحية الأولى داخل هذه المدينة الجميلة، أي أنك ببساطة سوف تصطدم به مع أول خطوة لك في طهران، بعد ذلك سوف نتوجه متحف كلستان، وهو متحف وقصر في نفس الوقت، وهو يعتبر من أقدم القصور في العالم لكونه يعود إلى القرن السادس عشر ميلاديًا، وطبعًا لا يُمكننا أن نكون في طهران ولا نزور متحف إيران العتيق، وهو من أهم الأماكن السياحية الموجودة في المدينة نظرًا لكونه يُقدم التاريخ الإيراني في جزء مفصل والتاريخ الإسلامي بجزء آخر.
جولتنا داخل مدينة طهران لن تتوقف عند هذا الحد، حيث ينقصنا زيارة بعض الحدائق التي على رأسها حديقة حيوانات طهران الكبرى، وهي حديقة مُبهرة تمتاز بكونها صالحة لجولة كاملة بداخلها وليس مجرد زيارة سريعة، بعد ذلك سنتوجه إلى حديقة الأمة التي لا تقل أهمية عن حديقة طهران للحيوانات، لكنها تُعامل كمنتزه ترفيهي أكثر من كونها حديقة، وبمناسبة المنتزهات لن ننسى كذلك زيارة منتزه جمشيدية الوطني، وأخيرًا سنزور منتزه فرح الدولي، وبهذه الأماكن ستكون جولتنا طوال هذا اليوم قد شهدت الأماكن الترفيهية الطبيعية المتمثلة في الحدائق، والآن دعونا نستعد ليومنا الأخير.
اليوم الخامس
الآن ننتقل سريعًا إلى اليوم الخامس والأخير في هذا المسار الذي قمنا برسمه من أجل رحلة رائعة في الشرق الأوسط، والختام سوف يكون مع مدينة أبو ظبي الموجودة في دولة الإمارات، وكلنا يعرف بالطبع حجم التطور الذي وصلت إليه هذه المدينة أو تلك الدولة بشكلٍ عام، لذلك سيكون من الممتع جدًا قضاء اليوم الأخير في مسارنا بها، وبداية الرحلة سوف تكون مع مسجد الشيخ زايد الذي بُني على يد مؤسس الدولة، وهو مسجد كبير للغاية يُعد من المساجد الأربعة الكبرى عالميًا، وهنا نحن نتحدث عن المسجد الأقصى والمسجد الحرام والمسجد النبوي، والحقيقة أن أهم ما يميزه بعد البناء المُبهر هو ما يتواجد حوله من بحيرات وأبنية رائعة، لكننا لن نتوقف عند هذا المسجد كثيرًا وسوف نتوجه سريعًا إلى قصر الإمارات، وهو ليس قصرًا بالمعنى الحرفي للكلمة وإنما هو فندق كبير موجود على طراز القصور، وهذا أمر مميز للغاية، لكن الشيء المميز أكثر داخل هذا القصر أنه متاح للجميع، سواء كان المقيمين بها أو السياح العاديين الذين يبغون الزيارة ورؤية الجمال المتواجد بداخل القصر، لكن هل ستتوقف جولتنا في هذا اليوم عند هذين المكانين؟
بالطبع لا، فما تزال مدينة أبو ظبي زاخرة بالأماكن الأخرى التي تستحق الزيارة أيضًا ومن ضمنها مثلًا واحة العين، فهذه الواحة أكبر مثال على الحياة القديمة لأنها تمتلك بداخلها مجموعة من الآبار والعيون والمصادر المتعلقة بالمياه الجوفية بشكلٍ عام، هذا بالإضافة كذلك إلى أكثر من خمسة عشر ألف نخلة، وهذا مكان مناسب جدًا لجولة بدائية، وأيضًا يُمكننا في مدينة أبو ظبي زيارة كورنيش أبو ظبي الذي يحتاج منا ساعات طويلة من أجل التمتع بكل ما يتواجد به من مقاهي ومطاعم وأماكن ترفيه، أضف إلى ذلك منظر الكورنيش نفسه الذي سيأسرك منذ اللحظة الأولى، عمومًا، لم يتبقى في يومنا الخامس والأخير من رحلتنا كثيرًا، لذا فمن الممكن زيارة أي مول تجاري من المولات الكثيرة الموجودة في أبو ظبي للقيام بجولة تسوق أخيرة قبل نهاية الرحلة أو المسار الذي وضعناه لكم على مدار خمسة أيام كاملة.
بكل تأكيد تلك الأماكن التي قمنا بوضعها في المسار ونصحناكم بزيارتها ليست كل الأماكن الموجودة في الشرق الأوسط العامر بالكثير من المدن والأماكن الجميلة، لكننا فقط قمنا بذكر الأفضل والأجمل، وإن كان كل شخص يمتلك المخطط الخاص به والذي يعتقد أنه سيجعل من رحلته إلى الشرق الأوسط رحلة أجمل وأكثر شمولًا وتميزًا.