الشرق الأوسط

الشرق الأوسط - التاريخ والثقافة

عند الحديث عن التاريخ أو الثقافة الخاصين بأي مكان في العالم فأنك في المقام الأول تنظر إلى حاضر هذا المكان وتعرف ما الذي أصبح عليه، وبناءً على هذا الحاضر يُمكنك بكل بساطة استنباط التاريخ، وهذا الأمر يتضح أكثر فيما يتعلق بالشرق الأوسط، فهذه المنطقة إذا علمت حقًا تاريخها فسيكون بمقدورك استنباط الطريقة التي وصلت بها إلى ذلك الحاضر، والعكس بالطبع صحيح، على العموم، كيلا نُزيد الأمور حيرة، دعونا نبدأ بسرد سريع لتاريخ هذه المنطقة.

تاريخ الشرق الأوسط

ربما البعض لا يعرف ذلك، لكن العالم لم يكن قديمًا بالصورة التي يتواجد عليها الآن، صحيح أن الكرة الأرضية تظل كما هي منذ قديم الأزل إلى أنها لم تكن مقسمة لنفس القارات المتواجدة حاليًا، وعلى هذا المنوال يُمكننا المقارنة مع الشرق الأوسط، فقبل حوالي قرنين لم يكن هذا المصطلح يتردد من الأساس، لكن حاليًا أصبح موجودًا، وهذا لا يعني بالتأكيد أن الشرق الأوسط لم يكن له وجود قديمًا، وإنما فقط الكيان هو الذي لم يكن موجودًا، فدولة مثل مصر، وهي إحدى دول الشرق الأوسط، تُعتبر بلا شك أحد أقدم دول العالم وأعرقها، وهكذا في بقية الدول، على العموم، الاحتلال البريطاني للشرق الأوسط هو الذي وضع حجر الأساس لهذا المصطلح، حيث كان الظهور الأول له قبل قرنين من أجل وضع حدود فاصلة بين هذه المنطقة والدول الموجودة بالقرب من الهند، وقد رسخ أكثر لوجود الشرق الأوسط كتاب التاريخ، ليبدأ من هنا تاريخ تلك المنطقة الملتهبة التي تعج بالصراعات، وآخرها ما يحدث الآن في سوريًا وما حدث من قبل في العراق وما حدث قبل ذلك بين قطاع غزة والكيان الصهيوني، لكن الجانب الآخر من التاريخ يشهد بالطبع الكثير من الإنجازات، والتي على رأسها تلك الإنجازات المتعلقة بالحياة الثقافية في المنطقة.

الثقافة في الشرق الأوسط

نأتي الآن إلى الثقافة وعلاقتها بالشرق الأوسط أو علاقة الشرق الأوسط بها، فمن المعروف أن دول هذه المنطقة تُعتبر الآن الأكثر اهتمامًا في نطاقها، ولمزيدٍ من التوضيح دعونا نتحدث مثلًا عن جانب الأدب في أسيا وإفريقيا، فبالنسبة للمثقفين نجد أن الأديب العالمي المصري نجيب محفوظ هو الأديب الإفريقي والعربي والأسيوي الأول الذي يحصل على جائزة في هذا المجال، وهو ينتمي إلى مصر، ومصر تنتمي إلى الشرق الأوسط، أما بالنسبة لجانب الاهتمام بالثقافة، ولنبقى مع الأدب أيضًا، فإن أكبر جائزتين بهذا الصدد في القارتين أيضًا هما جائزتي البوكر العربية وجائزة كتارا، وكلا الجائزتين يتم تنظيمهما من الإمارات وقطر، وهما دولتين منتميتين إلى الشرق الأوسط.

أضف إلى ما سبق أن أغلب المعارض والأحداث الثقافية الكبرى في القارتين يتم تنظيمهما ضمن نطاق دول الشرق الأوسط، وهو ما يؤكد الأهمية الثقافية الكبرى بالمنطقة وقدرتها على التأثير، أما بالنسبة للفن، والذي يُعد بالتأكيد جزء أصيل من الثقافة، فإن الشرق الأوسط يمتلك مخزون كبير للغاية من الأفلام السينمائية والأعمال الفنية بشكلٍ عام، ذلك المخزون يؤهله للمشاركة في المهرجانات الدولية المتخصصة بل وإقامتها وتنظيمها، ببساطة شديدة، الجانب الثقافي والفني في الشرق الأوسط مُشرق للغاية، وبالرغم من ذلك ما زال يُتوقع منه المزيد والمزيد في السنوات العشر القادمة.