الشرق الأوسط

الشرق الأوسط - التنقل

التنقل كذلك يُعد من الخطوات الهامة التي ستُجبر على استخدامها ما دمت ستقوم برحلة داخل الشرق الأوسط، أو أي مكان بشكلٍ عام، ففي النهاية سوف تحتاج إلى دراية بهذه الوسائل حتى تكون قادرًا على استخدامها، مع الوضع في الاعتبار طبعًا أن استخدام هذه الوسائل سوف يتوقف في الأساس على الحالة الاقتصادية للشخص المسافر وقدرته على استخدام وسيلة وعدم استخدام أخرى، ولهذا فإن التصرف الأمثل سوف يكون بلا شك التعرف على كل هذه الوسائل ووضعها أمام السائح أو المسافر كي يقوم باستخدامها كيفما شاء ووقتما أراد، والبداية ستكون مع الوسيلة التي ستحتاجها بكل تأكيد عند التنقل بين المدن والبلدان الموجودة في الشرق الأوسط، إننا نتحدث ببساطة عن الطائرات والمطارات.

الطائرات والمطارات في الشرق الأوسط

يعج الشرق الأوسط بالكثير من المطارات الهامة الكبرى نظرًا لتواجد الكثير من البلدان الكبرى بطبيعة الحال، ومن أهم هذه المطارات التي نُشير إليها مطار أنقرة ومطار إسطنبول الموجودين في دولة تركيا التي تُعتبر تقريبًا أهم وأكبر دولة في الشرق الأوسط بأكمله، بعد ذلك يأتي مطار دبي الموجود في دولة الإمارات، والحقيقة أن شبكة الطيران الإماراتي بشكل عام تُعتبر الأقوى عالميًا والأكثر قدرة على خدمة المسافرين، لكن المطارات لا تتوقف هنا في هذه المنطقة الكبرى، فلا يُمكننا أن ننسى كذلك مطار القاهرة الدولي الموجود في الشرق الأوسط ومطار بيروت الموجود في لبنان ومطار حلب الموجود في سوريًا ومطار عمان الموجود في السلطنة، أما بالنسبة للطائرات نفسها فهي غالبًا ما تكون تابعة لشركات الطيران، والتي عادةً ما تكون دولية وعالمية، ويُمكن للزائر استخدام هذه الطائرات واختيار الأفضل بينها على أساس تكلفة التذكرة التي سيقوم بقطعها، فبعض الطائرات تكون درجة أولى وبعضها درجة ثانية وبعضها ثالثة، بل وهناك ما هو أقل من ذلك، والحقيقة أنه على السائح أو المتنقل بين البلدان ألا يشغل نفسه كثيرًا بالطائرة التي سيقوم باستخدامها لأنها في النهاية رحلة ساعات قليلة، لكن ماذا بعد وصوله للمدينة أو البلد وبداية التنقل الداخلي بها؟ الأمور هنا ستختلف بالتأكيد.

القطارات في الشرق الأوسط

أول دول العالم معرفةً بالقطارات هي إنجلترا، تليها مباشرةً واحدة من دول الشرق الأوسط، وهي مصر، حيث أنها كانت تقبع تحت الاحتلال الإنجليزي في هذا التوقيت وتمكنت من الاستفادة منه في هذه النقطة، لكن بشكلٍ عام يُمكن القول أن حركة القطارات في الشرق الأوسط حركة جيدة بعض الشيء، إلا أنها لا تزال تعد جيدة في النطاق المحلي فقط، فلا يوجد في الشرق الأوسط ما يتواجد في أوروبا من قطارات تنقل الناس من دولة إلى أخرى، وإنما هي فقط قطارات محلية عادية بالكاد تصل إلى مدن بعيدة داخل الدولة الواحدة، لكن في الحقيقة لا يُمكننا التغاضي عن المشاريع التي يتم العمل عليها في بعض دول الشرق الأوسط من أجل ربط دوله ببعضها من خلال قطار واحد وخط سكة حديد واحد، على العموم، القطارات في الشرق الأوسط تُعتبر من وسائل النقل المدعمة، وبالتالي هي تأخذ أسعار رخيصة وقليلة وتتناسب جدًا مع الحالة الاقتصادية للدولة، وهذا ما سيسعد به السائح الأوروبي لأنه بالتأكيد سوف يجد أسعار القطارات لا تُذكر، فالرحلة الكاملة للقطار في دولة مثل مصر، والتي تأخذ طريقًا قطريًا من أول الدولة إلى آخرها، لا تتجاوز الستين جنيه مصري، أي حوالي ثلاثة دولارات ونصف، وهكذا الحال في بقية الدول باستثناء تركيا الأوروبية في المقام الأول.

الحافلات في الشرق الأوسط

مؤخرًا دخلت شركات الحافلات في وسيلة التنقل الأهم في الشرق الأوسط، ألا وهي وسيلة النقل من خلال الحافلات السريعة، ففي السابع كانت الحافلات كلها تابعة للحكومات، وبالتالي كانت الأسعار مُدعمة وقليلة للغاية، والحقيقة أنها لا تزال على هذا الوضع حتى الآن، فالسعر تقريبًا لا يتجاوز وحدة واحدة من العملة الرسمية للدولة، كالجنيه في مصر والدرهم في الإمارات وهكذا، لكن هذه التكلفة ترتفع في حالة اللجوء إلى الحافلات الخاصة التابعة للشركات والمؤسسات المتخصصة في عملية النقل، وهي التي بدأت مؤخرًا في السيطرة على سوق النقل بالكامل وليس فقط الحافلات، لكن للأمانة الشديدة تكون الخدمة في هذه الحافلات الخاصة أفضل بكثير من الخدمة في الحافلات الحكومية، وربما هذا ما يجعل البعض يلجأ إليها مهما كانت الأسعار، فيكفي أنها قد أصبحت الآن مُكيفة ومشتملة على خدمة الواي فاي، وهو أمر أشبه بالخيال العلمي بالنسبة للنقل الحكومي الذي ما زال يعمل بسيارات وحافلات مر عليها ثلاثة عقود وأكثر.

المترو في الشرق الأوسط

شبكة المترو الموجودة في الشرق الأوسط يُمكن القول أنها شبكة حديثة نسبيًا نظرًا لكونها تواكب التطور الموجود في أغلب الدول العربية، حيث يُمكن القول أن بداية الألفية الحديثة هي التي شهدت التفكير الحقيقي في استخدام وسيلة النقل هذه، وكالعادة، الإمارات وقطر وتركيا وإيران والكويت والبحرين ومصر، وبعض الدول الأخرى على استحياء، هي التي تستخدم هذه الشبكة وتبرع فيها، وإن كان هذا الاستخدام عادةً ما يشمل فقط المدن الرئيسية بكل دولة، لكن بالنسبة للميزات التي لا يجب التغافل عنها أن أسعار المترو في أغلب دول الشرق الأوسط أسعار مناسبة للغاية، أو يُمكن القول بالمعنى الأدق أنها أسعار مدعمة كي تتناسب مع الحالة الاقتصادية لأغلب دول الشرق الأوسط، وقد انفردت تركيا بقوة شبكة المترو الخاصة بها تليها الإمارات ثم مصر ثم قطر، بينما ثمة بعض الدول بالمنطقة لم تنجح بعد في إدخال هذه الخدمة إلى بلادها، وإن كانت السنوات العشر القادمة تقود إلى تعميم هذا المشروع الهام في التنقل على كل الدول.

التنقل الشخصي في الشرق الأوسط

دعونا نقول أن التنقل الشخصي في الشرق الأوسط قد مر بالكثير من المراحل المختلفة والمتفاوتة، فهو قد بدأ في منتصف القرن الماضي من خلال سيارات التاكسي التي يقوم الأفراد بالعمل عليها من أجل خدمة النقل الشخصي، وهي الخدمة المفضلة لدى الأشخاص الذي يملكون فائض جيد من المال أو الذين يملكون مستوى اجتماعي جيد بشكل عام، والسبب هنا ببساطة أن النقل الشخصي أسرع وأكثر راحة، ثم بعد ذلك، ومع مرور الوقت، دخل التنقل الشخصي مرحلة أخرى بدأ فيها يتبع الشركات المُخصصة بهذا الأمر فقط، فهي تقوم بتسخير مجموعة من السيارات من أجل نقل الأشخاص مقابل مبالغ مُدعمة من الأموال، والواقع أننا إذا أردنا تناول هذه الظاهرة بالتفصيل يُمكننا القول أن المنحنى الأهم بها في الشرق الأوسط كان في بداية الألفية الثالثة أو القرن الحادي والعشرين، حيث ظهور شركات هامة في هذا الصدد، وعلى رأسها شركات أوبر وكريم التي أصبحت الآن شركات عالمية النطاق وليس فقط الشرق الأوسط، أما بالنسبة للتكلفة فهي تبدأ من دولار ثم تزيد على حسب طول وقِصر الطريق، وقد اخترنا هذه العملة لأنها العملة الدولية الأهم.

التنقل الشخصي كذلك يُمكن أن يشمل النقل من خلال السيارات الخاصة التي يتم تأجيرها في صورة امتلاك، بمعنى أن يطلب الشخص سيارة ليوم كامل مثلًا تكون تحت تصرفه الكامل وله مطلق الحرية في فعل ما يشاء بها مع ضمان عدم تعرضها لأي مشاكل بالتأكيد، وهذه الطريقة من طرق التنقل الشخصي نادرة بعض الشيء لأنها تكون مكلفة للغاية، كما أن بعض الشركات المخصصة في هذه النوعية من التنقل تقوم بمنح العميل سائق خاص يقوم بخدمة القائم بعملية الإيجار وتلبية كافة رغباته المتعلقة بالأماكن التي يريد الذهاب إليها، وهذه الخدمة يستخدمها تحديدًا رجال الأعمال الكبار.

هذه الوسائل التي قمنا بذكرها الآن تُعتبر وسائل التنقل الأهم والأكثر شيوعًا داخل الشرق الأوسط، ولو لاحظتم فإننا لم نقم بالتطرق إلى بعض الوسائل التي يتم استخدامها بصورة أقل ومن فئة أضعف مثل النقل البحري والتلفريك ومثل هذه الطرق، والتي يكفيكم معرفة تواجدها بقوة في دولة أو اثنين فقط من دول الشرق الأوسط وليس كل الدول.