الموقع والحدود
تعتبر حدود دولة مصر الحالية هي حديثة جدًا نظرًا لكثر التقلبات والأحداث السياسية التي جرت في تلك المنطقة، فعلى سبيل المثال ظلت فلسطين لفترة من الوقت تابعة للأراضي المصرية وأيضًا دولة السودان كانت تابعة للسيادة المصرية وهكذا، وتربط مصر بين قارتي أسيا وإفريقيا وكانت حدودها تتسع من جانب وتتقلص من أخر حسب قوة الدولة في تلك الآونة، ويجاور مصر أربعة دول أثنين منهم من قارة أسيا وهما دولتي فلسطين وإسرائيل من الجانب الشمالي الشرقي، والسودان من جهة الجنوب، ودولة ليبيا من الجانب الغربي، أما من الجانب الشرقي فيوجد البحر الأحمر والذي يبلغ ألف وتسعمائة وواحد وأربعين كيلو متر، وأيضًا من جهة الشمال وقبيل بجوار الأراضي الفلسطينية المجاورة يوجد البحر الأبيض المتوسط بمعدل طوله لا يتجاوز التسعمائة وخمسة وتسعين كيلو متر، وبذلك تمتلك مصر موقع متميز جدًا في قلب العالم ويفصل بين قارتي إفريقيا وأسيا، وما يميز مصر بشكل أكبر هو البحر الأحمر الذي يعتبر المفتاح الرئيسي لدول قارة أسيا للعبور إلى قارة إفريقيا.
الجغرافيا
تقع دولة مصر بين خطي طول أربعة وعشرين وسبعة وثلاثين درجة من الجهة الشرقية لخط غرينتش، أما عن خطي العرض فهما أثنين وعشرين وستة وثلاثين وواحد وثلاثين درجة من الناحية الشمالية، وتعتبر النواة الأركية هي المكون الأول للأراضي المصرية منذ القدم، والنواة الأركية تلك عبارة عن جزء صغير من الأراضي العربية النوبية وهي موجودة في بداية قارة إفريقيا ولذا تسمى بالدرع الأفريقي، وقديمًا وأثناء فترة العصر الأركي كانت هذه المنطقة هي قلب قارة جوندوانا القديمة، ومع مرور العصور وتعاقب الأزمنة حدثت تغيرات عديدة في منطقة الدرع الأفريقي بسبب الكثير من العوامل البيئية والبشرية، وكانت من ضمن هذه التغيرات هي اتساع مساحة مصر من ناحية الشمال في نظير تقلص وابتعاد بحر تيثيس، ومع نهاية العصر الجيولوجي الثالث تكونت مصر بمساحتها التي عليها الآن، أما عن التربة المصرية فهي قد تكونت بسبب تفتت هضبة الحبشة وتراكم طمي ذلك الفتات في نهر النيل مكونًا لنا تربة الدلتا ووادي النيل.
وهذا الفتات وما نتج عنه من طمي قد بدأ في التراكم بمصر منذ مدة كبيرة تزيد عن العشرة آلاف عام، والتربة التي تكونت بمصر على أربعة أنواع أولهم التربة الصلصالية السوداء ذات القوام الثقيل والضحل، والتربة الصلصالية السوداء ذات القوام الثقيل والعميق، والتربة الصلصالية الرملية الخفيفة، وأخيرًا التربة الرملية ذات الحصى الصغير، هذه هي الأربع أنواع والأشكال للتربة داخل الأراضي المصرية، أما عن تضاريس الدولة فهي أيضًا على أربعة أقسام وهم الصحراء الشرقية، الصحراء الغربية، ووادي النيل والدلتا، وشبه جزيرة سيناء.
تاريخ مصر
تعتبر جمهورية مصر العربية هي واحدة من الدول ذات التاريخ العريق والطويل جدًا فهي مهد الحضارة الفرعونية وقد ظهرت قبل التدوين وكتابة التاريخ، فتقول كتب التاريخ أن أولى عمليات العيش والاستيطان كانت منذ العصر الحجري القديم أي أكثر من مائة ألف عام قبل الميلاد، ويبدأ تاريخ دولة مصر العريقة منذ توحيد جزئيها السفلي والعلوي من قبل الملك نعرمر أو نارمر أو مينا موحد القطرين، وبذلك تتأسس الأسرة الأولى سنة 3150 ق.م وظلت الدولة مستقرة وهادئة عدة أعوام حتى دخلت في مرحلة من التخبط وعدم الاستقرار وسميت تلك الفترة بعصر الدولة المتوسطة، بعدها عادت البلاد إلى كامل قوتها بل وازدادت بأس وقوة حتى توسعت على حساب الممالك المجاورة، وسميت تلك الفترة بعصر الدولة الحديثة وقد بدأت عندما قام الملك أحمس بطرد الهكسوس من مصر وما كان معهم من قبائل أسيوية، حيث أن الهكسوس قد قدموا إلى مصر في الأساس للعمل والتجارة ولكنهم تجمعوا في شمال سيناء وجلبوا العجلات الحربية والحصان وأثاروا القلاقل في البلاد.
وما ساعدهم على ذلك هي المشاكل والإضرابات التي كانت تجري في وسط البلاد ولكن كان الملك أحمس لهم بالمرصاد وقضى عليهم، ومع مرور الوقت وتعاقب العقود أخذت الدولة في التدهور والاضمحلال حتى أسقطت على يد الفرس في العام الثالث والأربعين من القرن الثالث قبل الميلاد، ولم يمضي سوى إحدى عشر عام وكان البطالمة في مصر طاردين الفرس وممسكين بلجام الأمور، وظل البطالمة في مصر مدة كبيرة حتى دخلوا في حرب أكتيوم البحرية مع الرومان وتمكن فيها الرومان من الانتصار ودخول مصر بشكل رسمي عام واحد وثلاثين قبل الميلاد، واستمر الرومان حتى عام 639 ميلاديًا في مصر حتى جاء الفتح الإسلامي لتلك الدولة الكبيرة، وتمكن الصحابي عمرو بن ألعاص بفتح الدولة بأكملها في العام الواحد والأربعين من القرن السادس، ومنذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا لا تزال مصر معتنقة للديانة الإسلامية ولا توجد بها أي ديانة أخرى إلا بنسبة بسيطة لا تتجاوز التسعة بالمائة فقط.
اللغة
نأتي هنا للحديث عن اللغة والسكان والديانة في جمهورية مصر العربية، وأولى هذه الأشياء هي اللغة فاللغة الرسمية في البلاد هي اللغة العربية وهي المعترف بها حكوميًا وتستخدم أيضًا على النطاق الشعبي وفي الرسائل العلمية النظرية، أما الرسائل العلمية التطبيقية فتستخدم بها اللغة الإنجليزية، وتتميز مصر بلهجة شعبية وهي مزيج ما بين اللغة العربية واللغة المصرية القديمة ويفهمها جميع سكان الدولة، ولكنها تختلف من منطقة لأخرى في بعض الحروف أو الكلمات البسيطة فمثلًا القاهرة والجيزة تختلف عن صعيد مصر، والصعيد يختلف عن النوبة والنوبة تختلف عن منطقة واحة سيوة وهكذا، ويعرف الشعب المصري اللغة الإنجليزية والفرنسية بشكل عام لأنهم يدرسان في المناهج التعليمية بالمدارس والجامعات.
السكان والديانة
أما عن السكان فمصر بها أكثر من مائة مليون نسمة موزعون على جميع مدنها ولكن ليس بنسب متساوية، فالغالبية يتركز بمنطقة الدلتا ووادي النيل وتظل الصحاري شبه خالية من السكان، وتعتبر القاهرة من المدن الأكثر اكتظاظًا بالسكان وهذا ما أظهرته لنا أحدث التقارير التي أكدت أن مصر تأتي في المرتبة العاشرة على مستوى العالم من حيث المدن الأكثر اكتظاظًا بالسكان، في حين لم تأت أي دولة عربية في ذلك التصنيف وهي بذلك تسبق جميع الدول العربية وجميع دول قارة إفريقيا، وعندما ننظر إلى جميع السكان الذين يشغلون مساحة مصر نجدهم لا يعيشون إلى في سبعة بالمائة فقط من مساحتها والباقي هي صحاري شبه خالية من السكان، ولذلك تسعى الدول بشكل دائم لإنشاء مدن جديدة في تلك المناطق الخالية مع توسيع الرقعة الزراعية أيضًا.
أما عن الديانة في مصر فالديانة الإسلامية هي الدين الرسمية في الدولة ويتيح الدستور المصري حق اعتناق ووجود الديانة المسيحية واليهودية أيضًا، باعتبارهم الثلاثة أديان السماوية وماعدا ذلك فهي عبادات وأديان مصطنعة ولا تعترف بوجود الله، والمسلمين بمصر يمثلون ثلاثة وتسعين بالمائة من أعداد سكانها، في حين أن المسيحية الأرثوذكسية نسيتها ستة بالمائة، والواحد بالمائة الباقي هو لليهود ومعتنقي المسيحية الكاثوليكية وبعض الديانات الأخرى الغير معترف بها.