المطارات
طبعًا من أهم وأفضل الوسائل المستخدمة في عملية التنقل وسيلة الطائرة، وهي التي لا يُمكن التحدث عنها بصورة منفردة، وإنما يتم ذلك من إجمال المطارات معها، وبالنسبة لدولة لبنان فهي لا تمتلك سوى مطار دولي مدني واحد، وهو مطار رفيق الحريري، أو مطار بيروت والعاصمة كما يُعرف بصورة رسمية، وعلى الرغم من تواجد مطار واحد فقط إلا أنه يُغطي بصورة كبيرة حاجة الدولة في التنقل الجوي، وذلك من خلال التعامل مع عدد وافر من شركات الطيران الدولية مثل طيران الخليج وطيران دبي والخطوط التركية والخطوط الفرنسية وغير ذلك من أماكن ضمن نفس السياق، أما فيما يتعلق بالمطارات العسكرية اللبنانية فهي مستخدمة فقط في الأغراض الحربية والعسكرية، ولا تستخدم للمدنيين إلا في حالات نادرة للغاية.
الحافلات
من أشهر وسائل التنقل المتواجدة في دولة لبنان تلك الوسيلة التي تُعرف دوليًا باسم الحافلات العامة، وهي وسيلة بسيطة للغاية تقوم على توفير عدد كبير من الحافلات وإطلاقها في الشوارع العامة لخدمة الناس، لكن الأمر الهام في لبنان أنه في كل عام يتم زيادة الحافلات بنسبة خمسة بالمئة من أجل مواجهة أعداد السكان، والواقع أن ما يُميز الحافلات في لبنان كونها متوفرة بشدة لأنها أساسًا تعمل بنظام المناداة، بمعنى أنه ليست هناك مجموعة كبيرة من المحطات أو أماكن الانتظار، فكل ما عليك عزيزي السائح هو الوقوف في مكان عام ورفع يدك وطلب الحافلة، ثم ستتوقف لك وتركب بكل سهولة، الصعوبة ستبدأ من كون الحافلات شبه بطيئة للغاية، أيضًا ساعد على ذلك حالة الزحام الكبيرة المتواجدة في لبنان والتي تجعل الشخص يسير بصعوبة بالغة بسيارته، فما بالكم بحافلة تتوقف كل فترة من أجل راكب ينزل أو آخر يصعد!
تكلفة المواصلات في دولة لبنان تُعد في الأصل كبيرة، لكن يُمكن اعتبار الحافلات الوسيلة الأقل على الإطلاق من حيث السعر، فهي تبلغ مئة ليرة تقريبًا، وإياكم والاندهاش من هذا السعر فهو لا يساوي شيء نظرًا لوجود ارتفاع كبير في سعر العملة، والواقع أنه في الآونة الأخيرة بدأت الشركات الخاصة تدخل في مجال العمل بالنقل والحافلات، وإن كان ذلك سيؤدي إلى تحسين جودة الخدمة فهو في نفس الوقت يقود إلى زيادة أكبر في الأسعار.
التاكسي
من أشهر وسائل التنقل المعمول بها داخل دولة لبنان وسيلة التاكسي، وهو الوسيلة المستخدمة بكثرة من قِبل السياح الذين لا يجيدون التعامل مع وسائل النقل العامة، والتاكسي في لبنان يتدرج إلى أكثر من مستوى من حيث الجودة والخدمة، أيضًا هناك شركات شهيرة تتعامل مع هذه الوسيلة مثل شركة وصلني وشركة أوبر، لكن الأمر الذي يحظى بشبه اتفاق أن أسعار التاكسي في لبنان أسعار نارية بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، فكل من يذهب إلى هذه الدولة يحاول قدر الإمكان تجنب استخدام التاكسي لأن سعر المواصلة بلا أدنى مبالغة يبدأ من ألفي ليرة، ونحن نتحدث عن البداية فقط، فقد يذهب السائح إلى مكان ما بعيد بعض الشيء ويدفع عشرة آلاف ليرة، تخيلوا كل هذا المبلغ في مواصلة واحدة!
هناك نوع من التاكسي في لبنان يُعرف باسم التاكسي السياحي، وهو معروف بكونه نظيف نسبيًا وأسرع وأكثر دقة والتزامًا، كما أنه يتخصص بنقل السياح ويُمكن أن يُستخدم في جولة شاملة لعدة أماكن مقابل مبلغ مُسبق يتم الاتفاق عليه، بمعنى أدق، هذا النوع من التاكسي لا يلتزم بالمسافات، وإنما تكون الأمور تقديرية على حسب الحاجة والاتفاق، وربما يحدث ذلك الاتفاق منذ أول لحظة للسائح خارج المطار، فأغلب السائقين سوف يعرضون هذا العرض على السائح عند توصيله إلى مكان الإقامة، لكن لا ننصحك بذلك عزيزي السائح ومن الأفضل لك اللجوء إلى الحافلات السياحية، إذ أنها تقوم بنفس الدور تقريبًا لكن تكاليفها تكون أقل بكثير من التاكسي المُخصص، فهي تصل إلى الربع تقريبًا.
تأجير السيارات
بعض الناس يعتقدون أن تأجير السيارات أمر يُشبه كثيرًا التاكسي، لكن في الحقيقة الوضع يختلف مئة بالمئة، ففي عملية تأجير السيارات يقوم الشخص بالتواصل مع الشركات اللبنانية المتخصصة وعلى رأسها لبنان الدولية للنقل، ومن خلالها يتم تأجير سيارة كاملة لفترة معينة قد تصل إلى فترة الإقامة بالكامل، وفي النهاية تكون المحاسبة من خلال عدد الأيام، والتي يتم تحديدها طبعًا بشكل مسبق والتأجير من خلال التعاقد المكتوب، وفيما يتعلق بالأسعار فهي تبدأ من خمسين ألف ليرة لليلة الواحدة، ويُمكن مع السيارة الحصول كذلك على سائق خاص يتولى توصيل السائح إلى أي مكان يريده، وطبعًا كما هو واضح من الشرح فإن هذه الوسيلة لا تكون متوفرة إلا لرجال الأعمال والمشاهير، لكننا نذكرها من باب العلم بالشيء فقط.
السكك الحديدية والمترو
ربما سيندهش البعض من ذلك الأمر، إلا أن لبنان، تلك البلد التي عرفت السكك الحديدية قبل قرن وربع من الزمن، وتحديدًا عام 1889 على يد الأتراك، تُعتبر الآن من الدول القليلة في العالم التي لا تمتلك سكك حديدية أو مترو، فهي تعمل فقط من خلال الحافلات والتاكسي والوسائل المشابهة لهما، أما بخصوص السكك الحديدية فقط توقفت قبل فترة بسبب بعض المشاكل السياسية، وبالطبع أنتم لا تتوقعون وجود المترو في ظل عدم وجود السكك الحديدية، إذ أنه مشروع غير متاح من الأساس ولم يُطرح من أجل التنفيذ في أي وقت مُقبل، على العموم، إذا كنت عزيزي السائح تُفكر في استخدام وسائل تنقل بخلاف الحافلات والتاكسي فإن الوسيلة التي ستبدو مناسبة لك هي التلفريك بلا شك.
التلفريك
فوق مدينة بيروت وعلى ارتفاع يتجاوز 500 متر تقريبًا ثمة وسيلة هامة دُشنت عام 1965 ولا تزال تخضع للتطوير حتى وقتنا الحالي حتى تبقى في أفضل حالة ممكنة لها، والحديث هنا عن وسيلة التلفريك، وهي غرفة متحركة عبر الهواء بمسافة تصل إلى حجم مدينة بيروت بالكامل، وبالطبع عزيزي القارئ لا أحد يذهب إلى لبنان دون أن تكون تلك الوسيلة المميزة النادرة على قائمة الخيارات الخاصة به، ويُمكننا القول بصراحة أنها ليست وسيلة تنقل عادية بقدر ما هي وسيلة سياحية من الطراز الفريد، فقط اذهبوا إلى لبنان وجربوا التلفريك ولن تندموا، لكن اعلموا أولًا أن الوسيلة لها أسعار تقديرية مرتفعة للغاية وأنها تجاوز التاكسي والوسائل الأرضية الأخرى، بيد أن الأسعار مهما كانت لا تعادل المتعة التي يتم الحصول عليها منها.